كما هو معلوم ان جرس التغيير العربي رن في الشقيقة تونس وتم استنساخ صداه في مصر ثم اليمن وليبيا وسوريا وكان ضجيج ظاهرة صحية رائعة اجتاحت بعض الدول العربية بطريقة عفوية سارت في الطريق الصحيح حتى شرعت بعض الانظمة العشائرية الديكتاتورية بالتدخل وتشويش الرؤية والمسار وافسدت ذاك الحراك الديمقراطي الرائع واضحى واقع حال الثوار مثل اصحاب السفينة المخروقة اما الاستعانة بالمحظورات المتاحة للوصول الى بر الامان او الغرق وتبعاته الامر الذي عرض كثير من الثورات الى الفشل في تحقيق الاهداف واقتصر نجاحها على الاطاحة بالأنظمة الحاكمة فحسب ! وبالنضر الى ثورة الشعب في الجنوب نلاحظ ان فكرتها محلية مستقلة تماما ليس لها نضير نبعت من قلب الارض الجنوبية وابصرت النور قبل ثورات الربيع العربي بأكثر من الف يوم قدمت خلالها مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين والمنفيين قسرا وتميز جرسها برنين خاص:
أولا: انها سياسية تحررية بامتياز. ثانيا: التزامها السلمية المطلقة وكان ولايزال علم دولة الجنوب علامة مميزة لها في جميع الفعاليات. ثالثا: ابتعادها عن الايديولوجيات المتصارعة. رابعا: خلوها من الصراعات المذهبية او المناطقية او العرقية. خامسا: انتهاجها مبدا التصالح والتسامح بجميع الفعاليات. سادسا: الشعب هو المرجعية وهو صاحب القرار الاول والاخير ومن شد لا يمثل إلا نفسه. سابعا: ارتكازها على العمل الجماعي التطوعي بعيدا عن الاغراءات والحوافز والوعود.
ومن خلال ما تقدم نستخلص ان ثورتي الجنوب وتونس صناعة محلية عفوية مع اختلاف الاهداف ولكل جرس رنين وصدى خاص به بغض النضر عن القواسم المشتركة ان وجدت وللأسف الشديد ان هذه الحقائق لا تخفى ولا تغيب وقد تم تجاهلها عمدا من قبل الاشقاء في الخليج ونراهم حاليا يضغطون باتجاه ضم ملف الثورة الجنوبية التحررية الى ملف الثورة المستوردة الى صنعاء بغية اذابة الثورتين في بحر المبادرة الخليجية تحت مسمى الازمة اليمنية الشاملة واشير هنا الى ان الاشقاء في صنعاء لن يخسروا شيء اذا ما تم تحويل ثورتهم الى ازمة ولكن شعب الجنوب حتما يخسر دولته والمطلوب من اشقاؤنا في الخليج اعادة النضر والترفع عن هكذا معاملة والتعاطي بحيادية مع ملف كل ثورة على حدة بعيدا عن اية حسابات سياسية فالتاريخ لا يرحم والشعوب لا تفرط ولا تقهر ويبقى الحق قائم لا ينحني عبر الازمان.