الوفاء بالعهود والمواثيق من أجلى الأمور التي دعا إليها الإسلام، وأكد ضرورة الوفاء بها , ورتب على نقضها والإخلال بها صنوف الذم والعقاب , والوفاء يختص بالإنسان، فمن فُقد فيه الوفاء فقد انسلخ من الإنسانية، وقد جعل اللّه تعالى العهد من الإيمان ,فالوفاء قيمة أخلاقية عالية، لا يتمثلها إلا أولو الألباب . وقد وردت نصوص شرعية آمرة بالوفاء بالعهود، محذرة من نقضها , فمن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ الأنعام 152 , وقال تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ الإسراء 34.
(وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )النحل91 ومدح الموفون بالعهد بقوله(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )البقرة177وأعدهم من المتقين (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )آل عمران76(الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ )الرعد20 ففي هذه النصوص المباركة أمر بالوفاء بالعهود, وحث على أداء الأمانات التي من أعلاها الوفاء بالعهد. الوزيرة الرائعة الحافظة لعهودها والمواثيق حورية مشهور , هي وحدها (من مسؤولي حكومتنا الرشيدة وعهدنا الجديد)من تجعلنا نحلق عاليا في سماء أحلامنا الواعدة وتحي عندنا الأمل نحن رفاق وزملاء وأسر واهل المعتقلين والمخفيين قسرا من شباب الثورة . الحورية القادمة من صلب ارادة الشعب وعمق ثورة الشباب ومن وسط حشود الاحرار والثائرين في تلك الساحات والميادين المساحة الحرة للأحرار ومركز الاشعاع ومنطلق مشعلي الثورة .
حورية الثورة ورائدة الثوار والاحرار تتعرض اليوم للتهجم الهمجي والاساءة الوقحة من بقايا عهد الظلم والظلام بسبب من موقفها المنتصر لحريات شبابنا رهن الاعتقال والتعذيب , في محاولة لإرهابها وثنيها عن جهودها الحميدة والمثابرة لنصرة الحق وإنصاف المظلوم .
ثائرة الميدان ورفيقة النضال تم اليوم تعرضها لسيل من الشتائم وأقذع الكلمات وعبارات التهديد والوعيد لعلها تعود عن موقفها من الدعوة لإنصاف شباب الثورة المعتقلين دون مصوغ قانوني من قبل من باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان وارتهنوا لقوى الشر والظلام ,هم من العابثين والفاسدين الخونة مدبري الدسائس والمؤامرات ,رموز المكر والغدر ومنفذي عمليات النهب والاغتيالات ,بينما نجد الشامخة حورية تؤكد بأن ذلك لن يؤثر في نهجها الوفي المناصر للقضايا العادلة ولحقوق الانسان ,ولن يضعف من عزيمتها ويثنيها عن مواصلة جهودها في الدفاع عن حقوق كل أبناء الوطن دون تمييز أو استثناء على طريق تحقيق العدالة والإنصاف.
بينما نحن من ندعي أننا من شباب الثورة وروادها الأحرار لا نحرك ساكنا بل نجلس في مقاعد المتفرجين !, ولا يكفي أن ندين ونستنكر مثل هذه الأفعال والتصرفات غير الأخلاقية، ولا بد لنا من النهوض لدعم جهودها وتخليص رفاقنا من مؤامرة دبرت بليل أسود ,ومن معاناة طويلة ومؤلمة لا تنتهي .
لماذا هذا التخاذل يأتي من رفاق درب ورفقة نضال ؟ وفي مقدورنا أن نفعل الكثير , مثل التظاهر غدا والاحتشاد امام مكتب النائب العام لإدانة أدائه المتهاون والمتواطىء وسلوكه المضلل , والمطالبة بعزلة (وهو من يمثل رأس حربة النظام القديم وهو الوفي لأسياده القدامى ممن نصبوه في هذا الموقع الحيوي والهام وهم في رمقهم الأخير , والذي من خلاله مازالوا قادرين على ابقاء اخواننا الثوار في السجون وتعطيل الجهود كافة التي تعمل وتسعى لتحريرهم من براثن أبشع الزنازين وأعتى السجانين غلاظ الافئدة وقساة القلوب ).
أو نحتشد أمام مقر الأممالمتحدة للمطالبة بالعدل والحرية لإخواننا في السجون ؟ اليس هذا من واجبنا الملح , كما أنه من حقوقهم علينا في هذا الوضع العابث لهذا الزمن الرديء والهزيل ؟
نعم يجب الا نكتفي فقط بإعلان تضامننا مع الحورية مشهور , وشجب محاولات الغدر بها والاساءة لها , بل من الواجب الديني والوطني والانساني , والوفاء لدماء الشهداء ومعاناة الجرحى والمصابين والانتصار للتضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا اليمني على مدى عقود زمنية طويلة مضت , أن نخرج جميعا ,فرادى وجماعات , لنصرة جهودها المخلصة والمتفانية لتحرير شبابنا اسرى القهر والاستبداد والظلم المرير من سجون ومعتقلات عهد ظالم مباد, يفترض اننا واريناه الثرى وطمسنا معالمه منذ ارسينا معالم العهد الجديد ! .
نعم أختي الوزيرة, أنتِ من حفظ العهود وصان المواثيق دون غيرك من الرواد المضللين ,وفضيحتهم مخزية من تنكروا لرفقة الدرب وانحرفوا عن الطريق وباعوا أنفسهم بأبخس الأثمان في سوق النخاسين ,هم من كانوا رفاق المسير ثم أصبحوا من المرتدين ,الساعين للأضواء والشهرة على حساب الأم الجرحى وانجازات الثائرين ,وهم الطامعين في الثروة والطامحين للسلطة متجاهلين أرواح الشهداء وأماني المعدمين ,وهم الغارقين في الضلالة والشهوات الخاصة إلى يوم الدين .