ذكرت مصادر أمنية ان قوات الجيش اللبناني اقتحمت مجمعا به مسلحون موالون للشيخ السلفي احمد الاسير في مدينة صيدا يوم الاثنين واعتقلت عشرات من انصاره في استمرار لاشتباكات بدأت يوم الاحد. وقال الجيش ان 12 جنديا قتلوا بينما ذكرت مصادر أمنية ان عدد قتلى الجيش 18 فردا وان 20 من انصار الاسير قتلوا. واذا تأكد ذلك فهذه أعنف اشتباكات في لبنان مرتبطة بالصراع السوري منذ بدايته قبل عامين. وادى العنف الى توتر العلاقات الطائفية الهشة في انحاء لبنان ويخشى كثير من اللبنانيين ان تعيد الاشتباكات المرتبطة بسوريا شبح حرب 1975-1990 الاهلية التي لم تندمل كل جراحها بعد. ولا يزال الشيخ الاسير الذي يتهم الجيش بدعم مصالح جماعة حزب الله الشيعية هاربا. ويحاول الجيش اعتقاله بعد أن اتهمه بقتل بعض جنوده غدرا يوم الاحد. وسيطرت قوات الامن على منازل حول المجمع في اطار محاولتها السيطرة على المنطقة. وشاهد مراسل لرويترز سحبا من الدخان تتصاعد من المجمع وقال ان مكتب الاسير على الجانب الاخر من الطريق دمر تماما. وأحرق للجبش ما لا يقل عن اربع دبابات وعدة مركبات أخرى. واستمرت نيران القناصة في الشوارع القريبة فتعذر معرفة عدد المباني التي لا يزال المسلحون الموالون للاسير يسيطرون عليها. ويسود التوتر صيدا منذ اندلعت الاسبوع الماضي اشتباكات بين مقاتلين من السنة والشيعة يختلفون حول الصراع السوري. وقال الجيش ان اشتباكات يوم الاحد اندلعت بعد أن اعتقلت قوات الأمن أحد أتباع الأسير فرد أنصاره بفتح النار على نقطة تفتيش للجيش. وتعهد قادة الجيش بالقضاء على قوات الأسير. وقال الجيش في بيان يوم الاثنين انه يؤكد لجميع اللبنانيين تصميمه على القضاء على الفتنة واستمرار عملياته إلى أن يستتب الامن تماما في صيدا. وذكر مصدر امني ان ما لا يقل عن 62 من أنصار الاسير اعتقلوا مع تمشيط المنطقة التي سيطرت عليها قوات الجيش. وكان رجل ممن اعتقلوا متخفيا في زي منتقبة. وقال القاضي صقر صقر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية إن الأسير استدعي لتقديمه للمخاكمة هو و123 من أتباعه من بينهم شقيقه والمطرب السابق فضل شاكر. وجاء في مناشدة على صفحة الأسير على موقع تويتر يوم الاثنين "نداء عاجل لجميع الأنصار هبوا لنجدة أهلكم الذين يتعرضون لمذبحة." ودعا الاسير الناس في انحاء البلاد الى الانضمام اليه وطالب الجنود "الشرفاء" بالانشقاق. وندد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني بالقتال وقال إنه لا يجوز تحت اي اعتبار التقاتل مع الجيش اللبناني. وفي مدينة طرابلس الشمالية وهي معقل للسنة جاب مسلحون ملثمون الشوارع بدراجات نارية وأطلقوا النار وفجروا قنابل صوت تأييدا للشيخ الأسير. وأغلق آخرون الطرق الرئيسية بكتل اسمنتية وإطارات مشتعلة. وذكر الاعلام المحلي ان بعض المساجد السنية في طرابلس وكذلك في العاصمة بيروت دعت للجهاد دعما للاسير. من علي حشيشو