ان القلب يتفطر حسرة وألماً لما آلت اليه العملية التعليمية والتربوية ، فقد أصبح الغش ظاهرة اجتماعية مؤرقة تستدعي التحرك السريع وإيجاد الحلول الناجعة والكفيلة بالقضاء عليها ، لأنها قد اصبحت منظمة وتمارس بصورة رسمية واعتيادية ... فقد رأيت بأم عيني في مركز صالح قاسم الامتحاني بالضالع – على سبيل المثال لا الحصر – العجب العجاب ،. وربما يعجز قلمي عن وصف ما شاهدت ، فلم أكن اتصور مطلقاً ان تصل الامور الى هذا المستوى الخطير وبمباركة ذوي الطلاب وغض الطرف من قبل الجهات المختصة وترك الحبل على الغارب ، فقد سمح المراقبون ولأول مرة في تاريخ الضالع لبعض الطلاب بالخروج بملفاتهم وحل الامتحانات خارج القاعات وأمام مرأى الجميع وبدون خجل او وجل ولا مثقال ذرة من ضمير او خشية من الخالق عز وجل ... وقد كان بالفعل مشهداً تراجيدياً حين ظل المعلمون يبحثون عن الطلاب في ازقة وقاعات المدرسة لتسليم ملفاتهم بعد انتهاء الوقت المخصص للامتحان !!!.
وما يحز في النفس ان المعلمين – لاسيما معلمي المواد العلمية – هم من يقومون بحل الامتحانات مقابل مبالغ زهيدة لا تتجاوز خمسة آلاف ريال لكل معلم ... فأين هؤلاء المعلمون ضعاف النفوس من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( من غشنا فليس منا ) وأحاديث أخرى كثيرة تنهى عن الغش وهذا المنكر العظيم الذي لا يفوقه جرم ولا اثم ؟ !!! .
والغريب في الامر تجاهل ادارة التربية - التي لا تبعد إلا أمتاراً معدودة عن المركز الامتحاني – لما يجري من غش فاق التصور ، ولم يكلف احد منهم نفسه حتى على الزيارة التفقدية !!! . وحقيقة ان اللوم يقع على الاهالي الذين يجدر بهم ان يكونوا أشد حرصاً على مستقبل أبنائهم من خلال متابعة تحصيلهم وعدم السماح لهم بالغش مطلقاً، وليس الحرص بأن يقوموا بمرافقتهم يوم الامتحان والتجمهر امام المراكز الامتحانية وإحضار المعلمين لحل الامتحان ودفع المال للمراقبين واللجان الاشرافية مقابل السماح بالغش كما هو حاصل اليوم ... وقد تصاب بالدهشة عندما تجد شخصيات اعتبارية تزاحم على الابواب والشبابيك لتغشيش ابنائها ؟!!!!!!! .
أخيراً أما آن لنا ان نضع حداً لمثل هذه المهازل التي تترتب عليها الكثير من الأضرار ؟!!.. لأن التعويل على الجهات المختصة التي تمثل الاحتلال وتنفذ سياساته وأجندته لن تعمل لنا شيئاً البتة ، بل انها هي نفسها من ينشر سياسة التجهيل ويشجع على الغش .... فالمسئولية في الاول والأخير تقع على عاتقنا نحن ، فالنار لا تحرق إلا رجل واطئها ..!!!.