لا تزال الأحداث والتطورات في مصر تستحوذ على اهتمام الصحف البريطانية، حيث تناولت صحف السبت الشأن المصري في الكثير من التحليلات والتقارير والمقالات. نبدأ من صفحة الرأي في صحيفة التايمز وافتتاحية بعنوان "منطقة خطرة". وتقول الصحيفة إن الجيش زج بمصر إلى منطقة خطرة لا يوجد منها سوى مخرج واحد، وهو انتخابات سريعة منظمة". وتقول الصحيفة إن هذا الاسبوع سيذكره تاريخ الشرق الأوسط إما على أنه الاسبوع الذي أثبت فيه الإسلام السياسي فشله كنظام للحكم، أو على أنه الأسبوع الذي بدأ فيه الجيش تقويض الربيع العربي. وتقول الصحيفة إن تحقيق الخيار الأول قد يكون معجزة ولكنها ليست مستحيلة الحدوث. وتضيف أن الأيام الثلاثة من الفجر المصري الجديد اثبتت أنها مثيرة للقلق بدرجة كبيرة. وتقول إن على الجيش، الذي أطاح بأول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا ، أن يوضح على وجه السرعة أنه تصرف لمصلحة الوطن وليس لمصلحته هو. وتضيف إن نشوة الثورة الثانية انحسرت وانتشرت الدبابات في مناطق مختلفة من البلاد لتخلق حاجزا بين معارضي مرسي ومؤيديه ولحماية الطرفين من بعضهما البعض. وبدأ الجيش حملة ضد الاخوان المسلمين، التي تزعم أنها ما زالت تمثل ما بين 20 و30 مليون مصري. وتقول الصحيفة إنه لا يوجد شك في أن مرسي فشل كزعيم، حيث كان يتعين عليه انهاء انهيار الاقتصاد المصري، كما أنه لم يكن رئيسا لكل المصريين. وتضيف أنه لا يوجد شك في أن ابعاد مرسي أجج غضب الإسلاميين في مصر مما قد يؤدي إلى حرب أهلية. وتقول الصحيفة إن الفريق السيسي والرئيس المؤقت عدلي منصور لديهم أسابيع وليس شهور لإثبات أنهما يعملان لمصلحة مصر ويجب أن يثبتوا أن الجيش لن يتدخل في عمل الحكومة المؤقتة ويجب أن يضعا تاريخا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، كما يجب أن يضمنا مشاركة الإخوان المسلمين في هذه الانتخابات. وتقول الصحيفة إن أي انتخابات تستبعد الإخوان المسلمين لن تكون نتيجتها ذات مصداقية. وتقول الصحيفة أيضا أن السيسي ومنصور يجب أن يطلقا سراح قيادات الاخوان المسلمين الذين تم احتجازهم. كما يجب على الإخوان أن يقبلوا أن مرسي خان المعتدلين الذين تعهد بخدمتهم والعمل على صالحهم. متاعب اقتصادية
ننتقل إلى صحيفة الإندبندنت التي أعدت ملفا عن مصر تضمن جزءا خاصا عن الاقتصاد المصري ومتاعبه. وتقول الصحيفة إن الاقتصاد المصري في حالة مزرية، حيث ترتفع معدلات البطالة لتتخطى 13 بالمئة العام الحالي، كما أن البطالة بين الشباب أعلى من ذلك بكثير. وتقول الصحيفة إن النمو انخفض عن الخمسة بالمئة التي بلغها قبل بداية الثورة عام 2011، حيث بلغ اجمالي الناتج المحلي للعام الحالي 2 بالمئة فقط، وهو ما لا يكفي لخلق فرص عمل لنحو 700 الف شخصا ينضمون إلى سوق العمل كل عام. وتضيف الصحيفة إن قطاع السياحة يعاني، كما أن النقص في المحروقات أدى إلى وجود طوابير ضخمة في محطات التزود بالوقود. وتتساءل الصحيفة "هل كان مرسي كارثة على الاقتصاد المصري؟" وتجيب "ليس تماما". وتقول الصحيفة إن محمد مرسي زاد أجور القطاع العام، وهو ما أوصل العجز في الموازنة إلى 14 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي، كما أنه في العام الحالي فقد الجنيه المصري نحو 16 بالمئة من قيمته أمام الدولار. وتضيف إن الاحتياطات النقدية للبلاد تتعرض لضغوط كبيرة واضطرت لقبول معونات من تركيا وقطر وليبيا. وتستدرك الصحيفة أن مرسي وسع برامج الرعاية الاجتماعية وزاد انتاج القمح في البلاد للحد من الواردات. وتقول الصحيفة إن البورصة المصرية ارتفعت بنسبة 7 بالمئة إثر الاطاحة بمرسي، مما يشير إلى أن الأسواق الدولية تعتقد أن الأمور ستبدأ في التحسن بعد رحيله. وتقول الصحيفة إن المستقبل الاقتصادي لمصر يكتنفه الغموض وإنه يجب على الحكومة الجديدة أن تختم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن قرض يبلغ 4.8 مليار دولار. تركيا ومصر
ومن صحيفة الفاينانشال تايمز نطالع مقالا أعده من اسطنبول دانيال دونبي بعنوان "اردوغان يشكو من رد الفعل الغربي الملتبس". وتقول الصحيفة إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب ارد وغان هاجم رد الفعل الغربي "المتردد والملتبس" إزاء تدخل الجيش لعزل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وتقول الصحيفة إن تعليق اردوغان يوضح الخلاف بين تركيا وحلفائها الغربيين، وهو الخلاف الذي زاد اثر استخدام اردوغان الشرطة الشهر الماضي لفض احتجاجات. ونقلت الصحيفة عن اردوغان قوله "أنا مندهش من الغرب. إنهم لا يقولون إنه انقلاب. أين ذهبت قيمهم الديمقراطية؟ إنه اختبار لمصداقيتهم. الثورة المصرية يجري قتلها".