الوكالات - القاهرة قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه منذ عزل الرئيس محمد مرسى بعد تظاهرات شعبية هائلة طالبت برحيله فى 30 يونيو، فإن التصورات تتضارب حول وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي، الذي يؤكد المقربون منه أنه يعتزم إعادة البلاد إلى الحكم المدني. وفيما تلقى السيسي تدريبًا في الولاياتالمتحدة عام 2005، تتضمن دورة مخصصة بشأن العلاقات المدنية والعسكرية، وفقًا لستيفن جيراز، مستشار الكلية الحربية الأمريكية، فإن قائد الجيش المصري ناقش قضية الديمقراطية في الشرق الأوسط في ورقة بحثية قدمها في 17 صفحة، ووجه انتقادات للسياسات الأمريكية داخل المنطقة في هذا الصدد. وتقول نيويورك تايمز إن السيسي انتقد ممارسات الحكومات الاستبدادية، دون الإشارة إلى مصر، قائلًا إنهم يزورون الانتخابات ويسيطرون على وسائل الإعلام باستخدام الترهيب الصريح. وتضيف النيويورك تايمز أن السيسي ناقش وقتها حاجة العالم العربي لتقديم نسخته من الديمقراطية، مشيرًا إلى أن المؤسسة الدينية المعتدلة والتعليم ومواجهة الفقر كعناصر حاسمة في ذلك، كما تحدث عن ضرورة أن تشمل العملية السياسية الجماعات الإسلامية وحتى الراديكالية منها. وتضيف الصحيفة أن السيسي في سبيل ذلك قام برفع رواتب ومعاشات العسكريين، وكذلك الشقق السكنية المخصصة لهم، كما قام الجنرال، الذي يبدأ عمله أحيانًا في الخامسة صباحًا، بزيارة الجنود يوميًا وأداء بعض التدريبات معهم خلال العروض العامة.ونقلت الصحيفة عن ضابط كان يقلق فى البداية من قرب السيسى الشديد من الرئيس المعزول، قوله إن الجنرال الجرىء استطاع تغيير وجهة النظر هذه، وأضاف «لقد تلقيت منه أفضل تدريب.. فلقد اعتمد نهجًا جديدصا تجاه المشكلات الإدارية لدينا، وأظهر تقديره لنا».وتشير الصحيفة إلى أنه بينما كانت شعبية مرسي تنهار ويزداد الغضب الشعبى تجاه الإخوان المسلمين لاسيما فى أعقاب إصدار الإعلان الدستوري الذي منح مرسي نفسه، بموجبه، صلاحيات استبدادية، فإن السيسي كان يوسع دائرة من الأصدقاء الجدد وأظهر براعة سياسية. فعندما قام ضباط الشرطة بالإضراب عن العمل، عقد السيسي عشاء عامًا مع كبار مسؤولى الشرطة، وأرسل مبعوثين للتفاوض حول القضايا العمالية، وحينما أصيب مئات طلاب جامعة الأزهر بتسمم غذائى، قام السيسي بإرسال مساعدات غذائية وأدوات طبخ فى قافلة من الشاحنات العسكرية، لإظهار تضامنه مع الأزهر.وبسبب هذه المبادرات فإن جماعة الإخوان المسلمين اتهمت السيسي بالعمل على تقويض الرئيس، خاصة أنه في أعقاب تصاعد الأزمة السياسية مع الإعلان الدستوري نوفمبر 2012، فإن قائد الجيش دعا علانية القادة السياسيين إلى الحوار، واتهمه أحد مساعدي مرسي بالخيانة، قائلًا إن الجنرال اجتمع مع النشطاء الذين يرغبون فى الإطاحة بالرئيس. وزعم حلفاء مرسى أن تقرب السيسي من الأزهر والقادة السياسيين لم يكن مجرد لفتة ودية، وخلال كلمته الأسبوع الماضي، نفى قائد الجيش المصري بشكل قاطع مثل هذه المزاعم، مؤكد أنه لم يتآمر ضد مرسي بل حذره مرارًا وتكرارًا من تغيير المسار الديمقراطى. وأضافت نيويورك تايمز أن محللين ومقربين من الفريق السيسي أكدوا أنهم يعتقدون أنه كان جادًا حيال عودة الجيش لثكناته، حيث قال مايكل وحيد حنا، خبير الشأن المصرى بمؤسسة القرن الأمريكية إن السيسي لم يرفض فقط الحرس القديم ولكنه لم يقبل التدخل المستمر والمباشر في السياسة.