حذرت جمعية مهتمة بالدفاع عن المناطق الاثرية بمدينة عدن من خطورة استحداثات قام بها قائمون على مشروع تجاري يقع في محيط منارة تاريخية بعدن . وقالت الجمعية اليمنية للأثار في بيان صادر عنها وتحصلت "عدن الغد" على نسخة منه ان قائمين على مشروع مول تجاري يقع مبنى مجاور لمنارة عدن نصبوا بالقرب منها مولد كهربائي ضخم قالت الجمعية انه بات يصدر اهتزازات من شأنها ان توثر على سلامة المنارة . وقالت الجمعية في بيانها الذي تحصلت "عدن الغد" على نسخة منه انه بعد أن عاشت الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار ومعها طاقم العمل من المهندسين والمشرفين على مشروع إعادة تأهيل المنارة والذي أستمر لثلاثة سنوات من العمل الجاد المثمر أنجزت فيها مهامها بكل اقتدار فوجئنا بوجود تدخلات مضرة في الشارع المشرف عليه المنارة . تتلخص هذه التدخلات في قيام " خالد باقيس " صاحب مجمع "الحجاز" المستأجر لمركز" كريتر سنتر" سابقاً بتركيب موتور كهربائي كبير في الحجم "مولد"، وذلك في الجهة المواجه لبريد عدن والملاصقة لمنارة عدن التاريخية ، لاستخدامه في إضاءة المجمع ، دون مراعاة للإهتزازات التي من المؤكد أن يحدثها تشغليه ، والضرر الذي سيلحق بهذا المعلم الذي أكتظ شارعه بعشرات السيارات التي أصبحت تشكل ضغطاً غير عادي على أساسات المنارة التي تعاني نفسها من ميول سابق ، أو الحفريات التي رافقت تركيبه ناهيك عن الوزن الكبير للصهريج الخاص بالديزل الذي أرتفع فوق الموتور، وذلك لأغراض تشغليه ، بالإضافة لملاصقة هذا الجهاز لمبنى البريد العام ، ذلك المعلم التاريخي الخدمي الأول في شبه الجزيرة العربية ، الذي يعاني نفسه من هبوط كبير في مبناه، دون أدنى اعتبار لجمال الشارع والذوق العام الذي يعتبر أطول وأجمل شارع في المدينة التاريخية سبق بناؤه شوارع كثيرة في مدن شبه الجزيرة العربية.
واضاف البيان الذي ذيل بتوقيع الاستاذة "اسمهان العلس" بالقول :" حاولت شخصيا خلال الأيام الماضية من التواصل مع الجهة المسؤولة عن هذا العمل دون فائدة . ففي الوقت الذي كنت أوضح لمن تواصلت معهم خطورة هذا العمل على المنارة كان العمل من قبلهم يتواصل دون مبالاة بكل الملاحظات الفنية المطروحة من قبلنا . واليوم أجد نفسي متجهة إلى الشارع العدني بكل منظماته ومراكزه الثقافية وأشخاصه من الرجال والنساء الذين رافقونا بكل الحب والإهتمام في شهور عملنا في مشروع ترميم المنارة وتفاعلوا معنا وفرحوا لعدن واستعادوا وجهها الثقافي المنير الذي ولى مع زمن القهر والطمس الذي عانت منه عدن في سنواتها الأخيرة . إلى هؤلاء أتوجه لأعلمهم بما يحدث في محيط المنارة من تدخلات مشينة بكل المقاييس مضرة بخصوصية المنارة كمعلم تاريخي يجب أن يحمى من كل الإهتزازت . وفي الوقت ذاته أوجه خطابي هذا إلى السلطة المحلية في مديرية صيره ومجلس محافظة عدن اللذين تواصلت معهم وأحطتهم علما بما يحدث في محيط منارة وتركت القرار في أيديهم . كما أتوجه بخطابي هذا للجهة الممولة لمشروع منارة عدن التاريخية " صندوق السفير الأميركي " الذي غطى نفقات المشروع وقدّم الدعم المادي لإنجازه راجية منهم إستيعاب ما يحدث في البلاد من فوضى وممارسات غير مسؤولة ستضر بمشروع ثقافي فريد أجتهدنا وإياهم في إنجاحه . وبهذا الخطاب أتوجه إلى عدن الحبيبة التي علمتني معنى الحب ومضمون التضحية من أجلها أستميحها عذراً إن عجزت في الدفاع عنها ، لكنني حتماً سأدافع من أجلها ومعي كل الشرفاء والمحبين لها . أضع هذا الموضوع بشكل رئيسي أمام الأخ وحيد علي رشيد محافظ محافظة عدن وأمام مدير عام المجلس المحلي لعدن وأعضاء المجلس المحلي المنتخبين من قبل أبناء عدن . وأطالبهم بالتدخل السريع لنقل الموتور إلي موقع آخر بعيداً عن المعلم التاريخي وتنظيم حركة المرور في الساحة القريبة من المنارة ، وتنفيذ مطالبتنا السابقة لهم بإغلاق الطريق المحاذي للمنارة أمام السيارات كما أوصت بها تقارير المهندسين ، وذلك حماية للمعلم من الإهتزازات . وهذه الأطراف السابق ذكرها وأنا معهم سنقف في يوم ما أمام الله والتاريخ لتشهد علينا صفحة أعمالنا في الدفاع عن عدن الحبيبة . بخطابي هذا أخلي مسؤولتي فيما يمكن أن يحدث لمنارة عدن التاريخية من أضرار من جراء التدخلات الخاطئة في محيطها . وأحمل التاجر المتسبب بهذه الأضرار المسئولية المباشرة ، وكذا الجهات الرسمية التي تقع عليها مسؤولية المحافظة على سلامة المنارة ووقف الضرر المحيط بها . وأطالبهم التدخل السريع " حتى لا يشوه سطوة المال الوجه الثقافي لعدن " . وبهذا أرفع عن نفسي أية مسؤولية والله على ما أقول شهيد
صادر عن الدكتورة أسمهان العلس الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار-عدن- بتاريخ 15- يوليو 2013