دشنت الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بعدن، المرحلة الثانية من مشروع توثيق وترميم منارة عدن التاريخية, والتي تتولى الجمعية تنفيذه منذ يناير من العام الجاري، وتضمنت الفعالية زيارة الأخ عبدالله الحضرمي إستشاري آثار لموقع المنارة التاريخية في كريتر، والالتقاء بالطاقم الهندسي المختص بتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، والتي تضمنت التوثيق المعماري، الإنشائي، والمساحي و الرطوبة للمنارة، و تم معاينتها وتحديد أولويات الصون لها، ومكافحة نسبة الرطوبة التي يعد إنتشارها عاملاً أساسي بإضرار هذا المعلم، وأتفق الحاضرون على البدء بتحديد رؤية للحفاظ على هذا الأثر التاريخي في إطار المرحلة القادمة للمشروع. وقالت الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بعدن الدكتورة أسمهان عقلان العلس " إن ما يحيط المنارة من مظاهر الضرر ناتج عن التدخل السابق والغير مسئول في ترميمها، وإن إجراء التحسينات في محيطها أضرِّ بها، وإن حالة المنارة هو جزء من همُّ عام نعاني منه في العبث بمعالم عدن التاريخية، وكم ألمنا ما لمسناه بالأمس القريب للتدخلات الغير المختصة في ترميم صهاريج عدن، المجلس التشريعي وقلعة صيرة، ولا نعلم متى ستدرك السلطات المسئولة عن المعالم والآثار مقدار الخسارة الثقافية التي تصيب هذه المعالم من جراء الترميم الغير مختص" . وعلى الصعيد نفسه ثمنت الأمين العام للجمعية تثميناً كبيراً جهود خالد وهبي عقبه مدير عام مديرية صيرة، وتعاونه مع الجمعية لإنجاز مهامها في صون المنارة، وتذليل كل معوقات جمعيتنا في هذا المجال، كما قدرت تفهم الأخوين وزير الثقافة د. عبدالله عوبل ومحافظ محافظة عدن المهندس وحيد رشيد لمضمون هذا المشروع وتشجيعهم لتنفيذه. والجدير ذكره انه عقد بعدن في فبراير الماضي المؤتمر العلمي لإعلان نتائج توثيق منارة عدن، وهو الحدث التاريخي الفريد الذي تشهده عدن لأول مرة في تاريخ المنارة، إذ جري توثيقها بأسس علمية دقيقة وبأيد وطنية عالية التخصص في مجال الهندسة في معظم فروعها، وبإشراف وتنفيذ من قبل الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بعدن ، وبتمويل ودعم من صندوق السفير الأمريكي للحفاظ على التراث الثقافي اليمني. هذا وتختلف المصادر التاريخية حول منارة عدن، حيث يسود رأيان، الأول إنها منارة باقية لمسجد قديم تهدم في مرحلة تاريخية معينة، والرأي الأخر يرى إنها فناراً أو برجاً لمراقبة الشواطئ والمرجح صحة أنصار الرأي الأول، فمنظرها العام الخارجي والداخلي يدل بأنها منارة باقية لمسجد تهدم، وتقع في منطقة كريتر بالقرب من ملعب الشهيد" الحبيشي ".