يعرض حاليا على قناة (السعيدة) للمخرج العراقي فلاح الجبوري الجزء الخامس من مسلسل (همي همك) والذي جاء هذا العام بصورة مغايرة عن الأعوام السابقة بعد أن بقي المسلسل ثلاثة مواسم متتالية في سهول تهامة مع (شوتر وزنبقة) فاكهة المسلسل وأيقونته التي قدمت كوميديا جميلة مازالت بأذهان الجميع بالرغم من بعض الملل الذي اعترى المشاهد بعد انتقال المسلسل إلى مصر لأنه فرض الجمود على زنبقة نتيجة لفارق اللهجة مع إخواننا في الكنانة، ولكن ما علينا، فالمهم أن المخرج وطاقم المسلسل هذا العام قدموا دراما جميلة ومختلفة وأثبتوا لجميع المشاهدين داخل اليمن وخارجة أنهم - فعلا - عند مستوى المنافسة لتقديم دراما محترمة أثبتت علو كعب أبو يمن فنيا وأجادوا لغة البادية. وأضاف التحاق بعض الفنانين بالمسلسل جرعة قوية من النجاح منهم الفنان يحيى إبراهيم والفنان قاسم عمر في دور الشيخ ضاري الشخصية المحورية حتى الآن والتي أضافت جماهيرية ومشاهدة كبيرة أعادت للمشاهد روح الشهامة التي يتحلى بها أبناء البادية و افتقدناها في حياتنا المعاصرة.
الناصر صلاح الدين الأيوبي
اشتهر صلاح الدين بسماحته وجنوحه إلى السلم؛ حتى صار مضرب الأمثال في ذلك الزمان، فقد عامل الصليبيين بعد استسلام المدينة المقدسة معاملة طيبة، وأبدى تسامحاً ظاهراً معهم، وكان دخول المسلمين بيت المقدس دون إراقة دم وارتكاب آثام صفحة، مشرقة ناصعة، تُناقض تماماً ما ارتكبه الفرنج الصليبيون عند استيلائهم على المدينة في نهاية القرن الحادي عشر، حيث تم الفتك بأهلها المسلمين العُزَّل وقتل الألوف منهم، وقدم المخرج البريطاني ريدلي سكوت شخصية هذا البطل وتسامحه في فيلمه مملكة السماء الذي لقي إقبالا كبيرا وعرف الغرب بتسامح الدين الإسلامي.
المخرج الفنان ضرار راوح
توقف هذا الفنان الكوميدي الرائع ابن بريقة عدن عن الظهور فنيا ومعه كثيرون من المبدعين نظرا لظروف كثيرة يعيشها الوسط الفني منها الإحباط وقلة الأعمال الفنية، وكذا المحاباة وتوزيع، وتقاسم الأدوار بين المقربين بحسب المصالح الضيقة والمناطقية المقيتة التي لا تحترم تاريخ وخبرة الفنان ومؤهله، وليس هناك أي معايير ولا رقابة، وإنما وللأسف الشديد عصيدة ومرق وزربيان.
انهزامية أقسى لحظة أن تكتشف وبعد عمر طويل أن كل شيء تبخر ومضى مع الريح بلا عوده، وأنك لا شيء ومجرد شبح عابر، ولست كما كنت تتوقع، وأن كل ما خططت له في سنوات الحلم والطموح ليست كما هي، وأن أغلب قراراتك الخاطئة كانت بسبب لحظة غباء أو مكابرة لم يكن لها هناك أية ضرورة، والأقسى ورغم بذل الجهد والعمل المضني أن تمر كل تلك السنين دون تحقيق أي هدف رسمته في حياتك، ولكن الحسرة تسيطر على كل ما تبقى من أحلام اليقظة، هي الأقدار تمضي بنا وتجرف معها كل شيء ودون توقف ويبقى لنا فيها عملنا الصالح في ديننا ودنيانا الذي نجزى علية بين يدي الخالق جل شأنه.
المسرح اليمني أتمنى مع الكثيرين من أبناء وطني أن يسترد المسرح في بلادنا عافيته ويتداوى مع مبدعيه من كل ما يعتريه من إحباطات أيا كان أسبابها، وأن تحل كافة المشاكل وتزال كافة العقبات التي تعترض طريق تطوره وانتعاشه من حالته السريرية التي يمر بها، وعسى أن يستجيب العقلاء وأصحاب القرار لكل النداءات والاستغاثات التي أطلقها المسرحيون لأحياء المسرح وإعطائه مكانته التي تستحق حتى نستطيع وعلى الهامش من مواكبة خلق الله، وأن تكون هناك آلية لتنفيذ نهضة شاملة وتكاتف الجميع لتحقيق ما نتمناه جميعا، وكم يحز في النفس ونحن نشاهد تساقط رواد المسرح تباعا بفعل المعاناة من عدم وجود المسرح بمعناه الصحيح وليس فقط مجرد نشاط موسمي وإن غاب ذلك أيضا ... فهل يمكن ذلك ؟!.
خلاصة الكلام أبيات شعرية قالها الشاعر الجاهلي امرؤ القيس قبل موته مسموما ببدله على جسده وقبل دفنه بجانب قبر فتاة لا يعرفها في جبل عسيب في أرض قيصر بعيدا عن بلاده.
أَجَارَتَنَا إِنَّ المَزَارَ قَرِيبُ *** وَإِنِّي مُقِيمٌ ما أَقَامَ عَسِيبُ أَجَارَتَنَا إِنَّ غَرِيبانِ هَاهُنا *** وكلُّ غريبٍ لِلْغَرِيبِ نَسِيبُ أَجَارَتَنَا إِنَّ غَرِيبانِ هَاهُنا *** وكل غريب للغريب نسيب فإن تصلينا فالقرابة بيننا *** وإن تصرمينا فالغريب غريب َجَارَتَنَا ما فات ليس يؤوب *** وما هو آت في الزمان قريب وليس غريبا من تناءت دياره *** ولكن من وارى التراب غريب