بعد أن خرج العمل الدرامي “همي همك” الجزء الرابع بتلك السطحية، وبتلك العجلة الواضحة في العمل من جميع جوانبه المختلفة، وأعطى انطباعاً لدى المشاهد اليمني تجاهه بشكل سلبي، كنا حينها نستعرض آراء العامة والنخبة حول عمل العام الماضي، وقد أجمع الجميع على أن أسرة “همي همك” الجزء الرابع لم توفق علي الإطلاق في تقديم عمل ناجح ومميز، ظل المشاهد اليمني ينتظره بفارغ الصبر كما تعود أن يشاهد دراما جديدة في الأجزاء السابقة. هذا العام كما سمعنا ووصلتنا أخبار أن هناك استعداداً من قبل شهر تقريباً لتصوير “همي همك” الجزء الخامس حاولنا التواصل مع الفنان فهد القرني قبل شهر لنستفسره عن طبيعة العمل، فحولنا بدوره إلي إدارة قناة السعيدة، التي تنتج العمل، وهي الجهة المخولة بالتصريح عن العمل، وكان من المفترض أن تكون الصحافة الفنية حاضرة لتغطية هذا العمل الدرامي، وتقديم أخباره للقارئ اليمني، بكل تفاصيله مثلما نجد الصحافة الفنية في مصر مثلاً لحظة بلحظة، تكون حاضرة في كل الأعمال الدرامية، تغطيها وتنقل أخبار الأعمال الفنية للقارئ والمتابع، وما المشكلة في ذلك، وما المشكلة أصلاً عندما يصرح فنان ما عن العمل وقد مضى على البدء في تصويره شهر ما هي المشكلة في ذلك؟.. حاولنا التواصل بشتى الطرق لم نجد تلفونات ترد، وما نعرف أن العمل القادم هو “همي همك” جزء خامس إلا من خلال تناقل بعض الأصدقاء.. عموماً اهتمامنا بهمي همك، هو من اهتمام المشاهد اليمني لا أكثر ونكبر لقناة رائعة مثل قناة السعيدة جهودها في تبنيها لمثل هذا الأعمال الدرامية. في هذا الاستطلاع السريع حاولنا نسجل آراء البعض حول “همي همك” وما المطلوب من أسرة المسلسل أن تقدمه للمشاهد اليمني في رمضان القادم؟. انجراف إلى سخرية مفرطة .. نذير الصبري: البعد الدرامي الملتزم كان سبباً من أسباب تدني المستوى الفني للمسلسل، والذى انجرف بشكل عجيب إلى سخرية مفرطة ومبالغة في نفس الوقت، مما جلب للمسلسل فئة المشاهد البسيط، الذى يبحث عن فك عقد المشهد السياسي، لهذا نرجو من القائمين على المسلسل تجنب النص الساخر والمخلوط بعبثية بحشو سياسي متكرر سئمنا من تكرارها على الساحة، لهذا نأمل أن نرى صورة مختلفة حتى لا نؤمن أننا قد خسرنا حتى في الفن.. .. إلياس الخولاني: نصيحتي أن يغيروا طريقة المسلسل تماماً، تكون مناقشة أوضاع المواطن، كل حلقة تحاول طرح حلول لقضية معينة، أما شوتر وزمبقة الفكرة أصبحت مملة جداً. أتمنى غياب اللقطات الفكاهية المبالغ فيها .. أحلام المقالح: الدراما اليمنية بشكل عام مازالت قيد الرتابة والتكرار، فيما يخص النصوص الدرامية، ولكن القوالب التي تُعرض فيها تتغير عاماً بعد عام ولكن بشكل بطيء جداً يوحي للمشاهد أنها مملة. في العام الماضي لن أنكر جاء “همي همك” بقالب جيد ولطالما أسعد الجميع بقفشاته مع وجود استياء من البعض بسبب اللقطات الفكاهية بشكل مبالغ، ولكنها أضفت للمسلسل نكهة جميلة جعلت من الجميع يترقب المسلسل وهذا بحد ذاته يعد نجاحاً للمسلسل. من حيث الثغرات التي نتمنى غيابها هذا العام وبالنسبة لي فلن أتمنى سوى أن يعالج المسلسل قضايا متنوعة فلا يكتفي بما يخص المشائخ ومنطقة محددة.. وعلى ثقة بأن المخرج فلاح الجبوري سيفاجئنا هذا العام بالجديد والجميل. إبراز شخصيات لأدوار جديدة .. جلال الحزمي: من مهام الفن الرقيّ بمستوى تفكير وذوق المتلقي أو المشاهد.. لا الهبوط بهما إلى مستوى هزيل من السطحية والسذاجة، من هنا أطرح بعض النقاط كرسائل للمعنيين من شأنها – من وجهة نظري ونظر بعض الزملاء الذين ناقشت معهم هذا الموضوع – الخروج بتصور لعمل يقدم رسالة هادفة وفي إطار كوميدي راق، إذا كان العمل كوميدياً: الاستعانة بمؤلف متخصص في الدراما عدم احتكار مهام كثيرة لشخص واحد إبراز شخصيات لأدوار جديدة كسراً للركود وللملل الذي ربما يصيب المشاهد في الأعمال الكوميدية، ينبغي عدم الإسراف في الحركات السامجة من قبل بعض الممثلين والتي تكون مفتعلة وليست في سياق المشهد. ولا تكفي المساحة المتاحة هنا لمزيد من الملاحظات والرسائل.. والشكر الكثير لصفحة فنون على هذه الإطلالة الجميلة. يجب أن تحترم المرأة .. نهلة القدسي: أقول لهم المرأة يجب أن تحترم ومجرد تمثيل دور زنبقة من قبل رجل هذا إهانة بحد ذاته للاثنين كما أنه أعطى زنبقة التي هي بالأساس رجل أعطاها فرصة لعمل حركات لا تليق ولا يمكن أن تفعلها أية امرأة، وهذا شيء يسيء للمرأة بحد ذاته، كنت أتمنى أن تقدم شخصية زنبقة من خلال امرأة وتقدم بوعي وحكمة إلى جانب الفكاهة التي تخدم الموقف لا مجرد فكاهة مبتذلة بقصد الإضحاك فقط.. هم من خلال الشخصية لم يحاكوا الواقع تماما في كل شيء بل ذهبوا أحياناً إلى أشياء خيالية بغرض التسلية وخلق النكتة للمشاهد وكان الأجدر أن يتم التركيز على المشاهد التي تقدم الفائدة والتسلية بآن واحد. .. وليد الحكيمي: دور المرأة اليمنية الريفية المتمثل في زنبقة معيب ولا أساس له من الصحة في الواقع الاجتماعي اليمني، وكان هذا الدور يقدم رسالة مشوهه تصل إلى من لا يعرف اليمنيات، فتبقى في مخيلة ذلك المشاهد أن كل اليمنيات زنبقة ولا يعلمون أن المؤلف يقصد التسلية وإضحاك الغير. ولو كان على حساب سمعة بنات سبأ وبلقيس، وكذلك لا يعلم المشاهد أن ذلك الممثل في دور زنبقة هو رجل يتشبه بامرأة هي بالأصل من مخيلة المؤلف، ولا وجود ليمنية بذلك الشكل أو الدور الذي يمثله الآنسي.. ولذلك فالمسلسل من جميع جوانبه جميل سوى دور زنبقة الذي أظهر صورة المرأة اليمنية الريفية بصورة غير لائقة خلاف الحقيقة والواقع فالمرأة اليمنية الريفية يضرب بها المثل في اليمن في جميع الجوانب وأهمها الجانب الاقتصادي.