المشاهد لمسلسل همي همك لا يجد فيه تلك الدراما التي ترتقي بالعمل الدرامي إلى المستوى المطلوب . لا يعاب على أي عمل أن يكون هناك قصور وإنما ما ننقده هُنا في هذا المسلسل أنه عمل هزيل وركيك خرج عن التوازن الفني في الأداء الطبيعي فأختل الأداء . فلقد عمد المؤلف والمخرج إلى البحث عن فكاهة يرتجي منها أن يضحك فيه الناس ويطمح إلى إظهار السلبيات التي يعاني منها المجتمع ونحن نقول هُنا قد يكون الإنسان يضحك ولكن هل يضحك لك أم يضحك عليك فلا نريد لأي عمل تلفزيوني أن يظهر بذلك الأداء الركيك . فلقد قدم تلك المعاناة بهزل فاق الهزل نفسه وإن شخصية زنبقه لا تمثل في تصرفاتها وانفعالاتها ورد فعلها المرأة اليمنية مهما وصل بها التخلف . إن الأسلوب في الأداء أراه أسلوب يعكس انعدام القدرة العالية للمؤلف وللمخرج عاى الابتكار وسارا على نمط واحد من المهزلة الدرامية التي قد تكون غداً لقباً معيباً يطلق باسم زنبقه كما حصل ما لصق من مسمى اسم دحباش من أداء مسلسل سابق قديم بُث على قناة اليمن شابة الهرج والمرج في ذلك الوقت بأسلوب مقزز. إن المسمى المعيب الذي يصبح مرفوض أن يطلق على اليمني أو اليمنية ليس في تكوين حروف ذلك الاسم بحد ذاته بل هو من تصرفات تلك الشخصية في المسلسل التي تُنزل بأدائها على المستوى المألوف والراقي والمقبول . فالفكاهة لها أسلوبها وطريقة أدائها وليس بذلك الشكل في الأداء التي تقدمه دور شخصيات زنبقه أو المحامي أو مبروك . أعتقد أن أي عمل فني أو مهني يجب أن تسبقه دراسة تخصصيه أو ممارسه متدرجة تحت إشراف أساتذة لهم خبرتهم ومهاراتهم في ذات المجال . نرى أن المؤلف أظهر على سبيل المثال أيضاً دور المحامي في مسلسل همي همك ذلك المحامي الخاص بمواطنين يسيطر عليهم شخصية ظهرت في المسلسل باسم طفاح بصورة لذلك المحامي غير مألوفة وغير مقبولة لشخص يؤدي دور محام لا يعكس واقع المحامي الذي تخرج على أقل تقدير من جامعه حقوقيه بأن يتصرف بذلك الأسلوب المتدني في الأكل للطعام والتعاطي في عمله وتحركاته إن الشخص الجامعي هو أرفع من ذلك التصرف المؤذي لعقلية المشاهد المتعلم ، وفي الصورة الثانية أتى بصورة محام في المسلسل لشخصية طفاح يتحايل في عملة ويسخر خبرته في تظليل العدالة فنجد أن دور المحاميين ظهر بالمسلسل بصورة المحامي السلبي فهل معنى ذلك أن يقراء بأن المؤلف يريد أن يقول أن دور المحاميين في القضاء غير مجدي وعلى المجتمع الركون إلى وكلاء الشريعة كونه أظهر المحميان بمظهر سلبي . فتجسيد دور المحامي مع شخصية طفاح بالمخادع للقانون فهذا مفهوم ، ولكن إظهار المحامي الآخر بذلك المظهر الغير لائق غير مفهوم ومن وجهة نظري لابد من عرض المسلسل على أساتذة في الدراما ومتخصصين فيه ليرقى إلى المستوى المطلوب في الأداء ويكون دوره ناقد لما يعاني الشعب من هموم ولكن بأسلوب أفضل مما يعرض فأي عمل فني بقدر ما يهدف إلى إظهار معاناة الأمة فيجب عليه ألا يكرس تصرفات همجيه قد ترسخ في أذهان أجيال يشاهدونه في سن صغيره يتأثرون ويقلدون تلك الهمجية في الأداء فيكون بقدر ما أراد به المؤلف والمخرج من نفع أتى بضرر مقابل فلا ننسى أن الأمية ما زالت في أوساط المجتمع اليمني وبشكل كبير وهذا ما يجعلهم يضحكون للحركة ولا يُقيمون ما يتركه الأداء من أثر سلبي على الأطفال بالذات . نأمل أن يُعمل استبيان في طبقه المثقفين اليمنيين والمختصين على أسلوب أداء بعض ممثلي المسلسل وبالأخص دور زنبقه ، ومحامي المواطنين ضد طفاح ، ومبروك هذا ما ظهر لي حتى كتابة هذا في ليلة السادس من رمضان لسنة 1433ه نتمنى ألا نظل في الأداء على أسلوب واحد بل لابد من التجديد والتحسين وذلك بعدم الارتجال في العمل بل نعطي العمل للمختصين من ذوي القدرة سواء في التأليف أو الإخراج وأن يقدم عمل يظهر المعاناة ويطرح معالجتها وأن نحترم عقلية المشاهدبعدم الخروج عن المألوف أو عن طبيعة الإجراء السليم في تنفيذ الدور وكذلك تصحيح العمل القانوني في المسلسل ليبتعد عن الأخطاء القانونية . [email protected]