يتكرر موضوع المرأة بأشكال وصور متعددة في أعمال الفنانة السورية (رلى رياض حمزة ) والمقيمة في المملكة العربية السعودية ، حتى أمسى موضوعها الاساسي وشاغلها الاول كتعبير مباشر عن وجودها الحزين مرة والمفرح الطفولي مرة أخرى ، فهي تبرزها كحقيقة فنية وموضوعية على حد سواء أي تجعلها رمز مختلف المدلولات في عمل معاصر يقترب من التعبيرية التجريبية التي تتخطى الكثير من ملابسات الواقع اليومي لتلتفت الى الهم الانساني ، فهي تحاول خلق مبررات الادهاش في الانتقال من حيثيات العمل المدروس فنيا من جميع النواحي الى صيغة العمل التلقائي الذي يقترب من الحس الطفولي .
فالتركيز الموضوعي هنا يقودها الى اتباع أسلوب هو خليط بين الواقع والتعبير عن تشظي الحالة الحسية للفنانة وعملية أبداعها فادخلت البعد الخيالي وحاولت توظيفه لإيصال الهدف الاتسياقي والمعرفي للفكرة عبر دلالات و شفرات معرفية تتكئ على عناصر الاستجلاب الشكلي لوجود المرأة كثيمة وصفية وتعبيرية، وتوظيف الميول العاطفية للإنسان الباحث عن إنسانيته، فتتواصل ببحثها الدائم عن إيقاع داخلي متنوع المظاهر.
فقد امتزجت الأشكال الانثوية بصيغ خطوط تعبيرية يتوازن فيها التعبير مع التجريد وهذا ما قاد الفنانة إلى التجريب الإبداعي اليومي لخلق أسلوبيه مميزه تميز روح العمل الإبداعي في إنتاجها . فخطوطها غليظة واضحه مرسومه بحدة و عفوية و تفاصيل الوجوه مركزة على اجزاء محدده كالعيون المبرزة بشكل استثنائي وأجساد مطلية بلون أحادي قاتم أو مزهو بلون هجين يتراكم من عدة طبقات لونية أو يسيل بعفوية مقصودة حسب لحظة الأستشراف للحالة النفسية التي تريد التعبير عنها ، فيما نجد سطوح لوحاتها تمتاز بخشونة واضحه قد تبدو عبثية أحيانا كتعبير عن معاناة نساءها وعن أحلامهن المقموعة.
فالفنانة (رلى رياض حمزة ) وعبر مشاركاتها العديدة في المعارض الفنية بقيت محافظة على أسلوبيتها الفطرية وتعاملها مع اللوحة بحالات من الصدق الفني المبدع، ومحاولاتها المتكررة في أن تخلق أشكالا غير مألوفة تثير أنتباه عين المتلقي لموقفها وفلسفتها في الدفاع عن حرية المرأة ، وتوظيفها بشكل مدروس في دائرة التجريب والبحث الذي يقود الفنانة إلى تجارب جديدة وتقنيات متعددة تتسم كلها بالمغامرة الخلاقة . بالرغم من عدم تشبثها المطلق بأسلوب واحد إنما تنفتح على أفق الاسترسال في البحث عن روح اللحظة الإبداعية لتستغلها بوعي .
فالإيقاع الداخلي لكل عمل فني يوحي بتلك الانفعالات والإشراقات واندماجها مع روح التأمل , لكنها في ذات الوقت تنكمش في حزن يختزن الشيء الكثير من الايحاءات المغيبة لتكون محورا مركزيا في نسيج لوحة الفنانة وما تهمس به من احتمالات في بحث التحول الذي يدور بين الأنثى كرمز جمالي تعبيري والفضاء المحيط بها.
اذ تتنافذ المشهدية بشكل منفتح على المطلق وبوابات هذا الانفتاح تتخذ منحى متعدد الأبعاد والمدلولات التي تتعامل مع معطيات الحواس بغية ايقاظ مشاعر التعاطف والتفهم مع قضيتها .