وجد حزبا "الإصلاح" التابع لجماعة "الإخوان" و"الرشاد" السلفي في رؤيتهما لحل قضية صعدة, المقدمة إلى مؤتمر الحوار الوطني, فرصة للتأكيد على رفض التدخل الإيراني في شؤون اليمن, ومطالبة الحوثيين بتسليم الأسلحة التي لديهم للدولة, وتفكيك المليشيات التابعة لهم. وشدد حزب "الرشاد" على ضرورة بسط سلطات الدولة على محافظة صعدة وما جاورها, والتخلي عن السلاح خارج إطار القانون, خاصة السيادي منه, وإرجاع المنهوب إلى معسكرات الدولة.
ودعا الحزب جماعة الحوثي إلى مراجعة خطابها وضبطه, وإيقاف كل الممارسات الماسة بحقوق الأفراد والجماعات والعمل مع جميع القوى على مباشرة مسار تصالحي يضمن التعايش السلمي والتنافس معا, وإعادة المساجد والمراكز العلمية إلى القائمين عليها, ومغادرة منازل المواطنين وممتلكاتهم, والكشف عن مصير المختطفين والمخفيين قسرا, وإطلاق كافة المعتقلين, والاعتذار لأبناء محافظة صعدة وما جاورها وتعويضهم عما لحق بهم من ضرر مباشر أو غير مباشر.
من جانبه, شدد حزب "الإصلاح" على تعيين قيادة جديدة للمحافظة, وإجراء مصالحة وطنية شاملة لجميع مكونات محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها لمحو الآثار التي خلفتها جميع الحروب, ووضع حد للتدخلات الخارجية في شؤون اليمن (في إشارة إلى إيران), ووقف كل أشكال الدعم والجماعات والأشخاص الذين يضرون بمصالح البلاد.
وأكد "الإصلاح" أن على الحوثيين تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والمعدات والمواقع العسكرية, وتفكيك المليشيات المسلحة التابعة للحوثيين, وإلغاء جميع الاستحداثات العسكرية والنقاط الأمنية, وتسليم مباني وممتلكات الدولة التي يسيطرون عليها ويستخدمونها كمقرات خاصة بهم, وإعادة الممتلكات الخاصة التي استولوا عليها من المواطنين, والتوقف عن جباية الزكاة والضرائب من المواطنين, وإطلاق المعتقلين من سجونهم الخاصة, وإلغاء تلك السجون وتسليم القائمين عليها للدولة لمحاكمتهم وفق القانون.
كما طلب "الإصلاح" من الحوثيين, رفع أيديهم عن المؤسسات والمنشآت العامة والخاصة ومنها المساجد التي استولوا عليها بعد أن سيطروا على المحافظة, والالتزام بعدم فرض فكرهم ومذهبهم بالقوة, وعدم منع المخالفين لهم من ممارسة شعائرهم وأنشطتهم الدينية والسياسية, والالتزام بالحوار كوسيلة وحيدة لحل كل المشكلات والالتزام بالعمل الديمقراطي السلمي القائم على التعددية السياسية والفكرية والمواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة.
من ناحية ثانية, أعلن زعيم المهمشين نعمان الحذيفي, اعتصاما مفتوحا داخل مقر مؤتمر الحوار بصنعاء, وتعليق عضويته, احتجاجا على قيام لجنة التوفيق بشطب الفقرة التي تمنح المهمشين المعروفين بالأخدام 10 في المئة من الوظائف العامة والمواقع القيادية في أجهزة الدولة.
وقال الحذيفي ل¯"السياسة", "سأحشد اليوم الثلاثاء مئات الآلاف من الأخدام في صنعاء إلى باب مؤتمر الحوار, لإسماع صوتهم واستخدام كل الوسائل لانتزاع حقوقهم".
وأضاف "كنا نعتقد أن مؤتمر الحوار سيكون بوابة عبور لكل المظلومين ومنهم الأخدام, لكنا للأسف الشديد فوجئنا به يحاول سلب حقوقنا".
وخاطب الحذيفي القوى السياسية المشاركة في الحوار قائلا "سنقاطعهم في الصلاة ماداموا لم يعترفوا بنا أننا مسلمون وأننا مواطنون, فهم يعاملونا على أننا مسيحيون من بقايا الأحباش, ويريدون أن نتحول إلى قتلة وقطاع طرق ونفجر أنابيب نفط ونختطف أجانب حتى يعترفوا بنا, فما زالت ثقافة التمييز تمارس ضدنا وهم يشرعون لبناتهم وأبنائهم ولنسائهم لأن يكونوا في البرلمان ونحن لا".