ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. وقد جاء فضل ذكرها في سورتين من القرآن الكريم قال تعالى في سورة القدر : { إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر * وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر* سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }وقال تعالى في سورة الدخان : { إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم } . وسميت ليلة القدر أي من القدر وهو الشرف ويقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
ولها علامات كما وضحها العلماء في نفس الليلة وهي قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ويحس بها من هو بعيدا عن الأنوار ، وفي نفس الليلة يحس المسلم بطمأنينة القلب وانشراح الصدر ، وتكون الرياح فيها ساكنة والجو مناسبا ، ولها علامات في صبيحتها لا يسع المقام لذكرها ، ومن فضائلها أنها ليلة أنزل فيها القرآن ، وأنها مباركة ، ويكتب الله فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) وتتنزل فيها الملائكة الى الأرض فينزل معهم الخير والبركة والرحمة والمغفرة وتكون تلك الليلة خالية من الشر وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر وتكون ليلة سلام حتى مطلع الفجر وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أمي وأمكم وأم المؤمنين جميعا خديجة ( رضي الله عنها وعن أبيها ) أن تقول إذا وافقتها ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )
اللهم بلغنا ليلة القدر ، وأعنا على قيامها ، وألهمنا الدعاء الصالح فيها .