انقضى شهر رمضان المبارك بما فيه من متاعب ونفقات وهموم مضاعفة يفرضها هذاء الشهر الكريم على كاهل المواطن الجنوبي ..والجنوب ترزح تحت احتلال لا يفرق بين الايام ولايفرق بين الاشهر من حيث قداستها عند الله سبحانه وتعالى وعند المؤمنين فبينما المواطن الجنوبي يجتهد في هذا الشهر الكريم. لرفع رصيده من الاجر والثواب والتقرب الى الله تعالى ... عمد الاحتلال اليمني بكل ما اوتي من قوة وجهد على رفع رصيده من الاجرام في حق شعب الجنوب وذلك من خلال أقدامه على اغتيال عدد من نشطاء الثورة السلمية الجنوبية فقد انظم في هذا الشهر عذ من الشهداء الى قافلة شهداء الجنوب كماصارت ايام الجنوب لا تختلف عن سابقاتها في استمرار نزيف الدم الجنوبي وسقوط الشهداء . كما تحوله ليالي رمضان من ليالي ذكر وقراءة القرآن الى ليالي تعازي ومآنسة الاهل والخلان.
كما شن الاحتلال اليمني حرب ضروس ضد شعب الجنوب من خلال استخدام المتطلبات الحياتية للمواطن كالسلاح فتاك يستخدم لقتلة وزيادة معاناته في محاولة لتحويل اهتمام المواطن الجنوبي من ثورته التحررية الى توفير متطلبات الحياة لأسرته لقد صارت حياة المواطن الجنوبي جحيم في جحيم.
هكذا كان رمضان وكانت أيامه ولياليه ومتطلباته فكيف سياتي العيد وباي حالة سيكون بالنسبة لشعب الجنوب ...فهل سياتي العيد بنفس الحلة التي اتى عليها شهر رمضان الكريم ؟ لن نجد التجديد ولا لبس الجديد ولن تعاود الافراح والمسرات التي كان يحييها شعب الجنوب في الاعياد ولكن عودنا الاحتلال اليمني ان لا تغيير في حياتنا وليس للمناسبات الدينية اي قدسية في قاموسه بل سنجد الحزن والتعازي والتعرض لأشد المنكرات وانواع الترهيب من قبل الاحتلال اليمني وميليشياته التي استباحة الجنوب في عام 1994م.
استطاع الاحتلال اليمني وميليشياته من حين احتل الجنوب ان يجعل من الايام والاشهر والمناسبات وخاصة الدينية في الجنوب المحتل لا تختلف عن بعضها البعض كأي يوم عادي لا يختلف الا اسمها فقط ولكن احداثها تضل كما هي قتل ونهب واستباحة وارهاب لكل ما هو جنوبي ...وهذا يعتبر الشي الوحيد الذي يتشابه به المحتلين للشعوب في اي مكان في العالم .. كما ان تغاضي المنظمات العربية والاسلامية والدولية الحقوقية عما يعانيه شعب الجنوب تكاد تكون القاتل الحقيقي لشعب الجنوب فيما يتعرض له من مأساة لاإنسانية ولا اخلاقية على ارضة... فصدق ابوالطيب المتنبي حين قال:
عيد باي حال عدت يا عيد" بما مضى أم لأمر فيك تجديد"؟بالخانقات من الشكوى تؤرقني أم للبشائر في أذني تغريد؟بالمورقات من الآمال اقطفها من الزمان و ما تفنى العناقيد.
وهل لدى عدن الشهباء منتجع لغربتي وعيش ثم محمود؟ عشقتها وهي عني جد نائية فكيف لو نالني من كفها الجود ..يا عيد هل لي بصرح الدهر زاوية أغفو بها ام ستكبو بي المواعيد؟.
عيدا بايت حال عدت ياعيد ولن تتغير الحال والجنوب يرزح تحت الاحتلال اليمني ولكن سوف يتغيران الله بتقرير شعب الجنوب مصيره وهذا لن يحدث الا اذا تقاربت قيادات ومكونات الثورة فيما بينهم واتحدوا على اي صيغة كانت للنهوض بثورتنا من خلال التجديد من الطرق والوسائل النضالية بعد ان كادت الطريقة السلمية ان تقضي على ثورتنا بكثرة الخلافات ودورانها حول مدار بيضاوي لا تكاد تفارقه وهذا ما جعل العالم يغض الطرف عنها وعدم الالتفات لها. فهل نجد هذا يحدث مع قدوم العيد بظهور الجديد ان وجد ...