انتهى في وقت متأخر من ليل الاثنين/الثلاثاء الحفل الختامي للمسابقة الكبرى لحفظ القرآن الكريم في محافظات الجنوب المحتل بالعاصمة عدن. وهذه المسابقة هي الثانية للعام الثاني على التوالي.
وعلى لافتة قامشية كبيرة خلف منصة الحفل يمكن قراءة "المسابقة الكبرى الثانية, رمضان 1434 في حفظ كتاب الله, أبناء الجنوب يتسابقون تحت شعار ((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون))" وهذا الأخير نص قرآني كريم.
وافتتح التكريم بقراءة آيات من الكتاب الحكيم تلاها المقرئ "عبدالرحمن قطن", أعقبها كلمة ترحيبية للشيخ "محمد فيصل باحميش" تحدث فيها عن فضائل حفظ القرآن الكريم, موجهاً رسائل ثلاث أولاها لحافظ القرآن الكريم "احرص كل الحرص على أن تعكس آداب القرآن في تعاملاتك مع الآخرين", والرسالة الثانية للآباء "إذا أردت أيها الأب الكريم أن يكون ابنك باراً بك علمه القرآن", والرسالة الثالثة "لأصحاب الأيادي البيضاء الذين دعموا هذه المسابقة حتى وصلوا إلى اليوم.. نسأل الله أن يجعل كل ريال (قدموه) في ميزان حسناتهم يوم القيامة".
وكان الشيخ "محمد مشدود" قد أدار فقرات حفل التكريم مشيراً في بدايته إلى "الأجر العظيم لحافظ القرآن الكريم".
وعقب ذلك قام حفاظ القرآن الكريم من الفئات الثلاث بتلاوة آيات مما حفظوه, وهذه الفئات هي فئة المصحف كاملاً, وفئة العشرين جزء, وفئة العشرة أجزاء.
كما قام المقرئ "أحمد الأميني" وهو أحد أشهر المقرئين المعاصرين في مدينة عدن بتلاوة نصوص من القرآن الكريم عقب تلاوة المتسابقين.
وفي كلمة له ألقاها على الحضور أشاد الشيخ "حسين بن شعيب" رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية بتلاوات المتسابقين, مضيفاً "أثلج صدري ما سمعت وسمعتم, يتنافسون في أعظم مأدبة هي القرآن العظيم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى في ليلة القدر من رمضان, في وقت نجد من أمتنا الإسلامية من يصدح بحنجرته بقرآن الشيطان ولايصدح بقرآن الرحمن, وكلمة قرآن الشيطان أطلقها ابن القيم رحمه الله على الأغاني".
وأضاف بن شعيب "في ظل الغفلة التي أصابتنا جميعاً وكذلك غياب الشعور الإسلامي بلينا بفترة حالكة سوداء حرمنا فيها من هذه المسابقات, لكن الحمد لله عاد الجنوب إلى سابق عهده كما عرف عليه, وهاهم أبناء الجنوب اليوم يتسابقون في هذه المسابقات لعلهم يدخلون في عموم قوله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)".
وأشار أن "الجنوب في مرحلة قريبة عرف قراء كانوا يعرفون بنداوة الصوت أبرزهم محمد بن سالم البيحاني صاحب مسجد العسقلاني, أيضاً من أشهر القراء الشيخ محمد علي ننو رحمه الله تعالى, وهذا كان في فترة شبابه يقلد أصوات كبار القراء المصريين من ثلاثة أجيال".
وأضاف "جنوبنا شهد أسماء منهم "الشيخ محمد عز الدين, والشيخ أحمد بن أحمد مهيوب, والشيخ عبدالله أواخر الستينات وأوائل السبعينات إلى أن فاضت روحهما, وهما الوحيدان كانا يصليان المصحف كاملاً خلال التراويح في مسجديهما, أيضاً محمد عبدالله حاتم مع أنه كان يقرأ على السليقة لكن كان لصوته نبرة خاصة به, وهنا ننصح الشباب أن لا يقلدوا أحداً, وكل إنسان حباهالله بأحبال صوتية ربما يكون صوته أفضل ممكن هو مفتون بتقليده, وهناك مساحة صوتية لو اكتشفها بنفسه ربما كانت قراءته أفضل".
وأضاف بن شعيب "من القراء الجنوبيين أمين عوض باوزير وحسن شهاب وأخوه محمود وأنا درست التجويد على يده".
وفي سياق نصيحته للقراء الحفاظ قال "الرسول عليه الصلاة والسلام قال (تعهدوا القرآن), وهناك طرق كثيرة في بلاد العجم مثل الهند بعد أن يحفظوا القرآن الكريم يراجعوه 60 مرة, وهناك طريقة في المغرب والجزائر يجلسون عند الشيخ على شكل حرف U فيقرؤون بصوت جماعي, وهناك طريقة الأزهر في مصر وضعوا برنامج لتثبيت الحفظ يعرف بكلمة (فمي معشوقن) حيث النون بدل التنوين فقالوا حافظ القرآن يمكن أن يدارك القرآن في سبعة أيام فحرف الفاء يعني الفاتحة وحرف (م) يعني المائدة, (ي) يونس, (م) مريم, (ش) الشعراء, (و) والصافات, (ق) القرآن المجيد, (ن) الناس فيقرأ في اليوم الأول من الفاتحة إلى المائدة, وهكذا".
وقال بن شعيب "هناك طريقة أخرى هي طريقة الحجاز, يربطون الحافظ بواحد مثله, من (كان) من فئة العشرة يربطونه بواحد مثله, وكل واحد يعين الآخر بالمراجعة, وأعتقد والله أعلم أن طريقة الأزهر أنسب".
ولفت أن "قناة عدن لايف عليها دور ومسؤولية لو تدرك بعض من هم أحياء كالشيخ أحمد الأميني وغيرهم, لو أنها تقوم بمبادرة لتسجيل أصواتهم ترتيلاً وتجويداً, كذلك الطلاب لتسجيل أصواتهم, تنفعنا لإثبات الهوية العربية الإسلامية وللتوثيق, وللمفاخرة كذلك أن لنا قراء هكذا".
وعقب ذلك قام الشيخ "محمد بن مشدود" بقراءة أسماء المكرمين من الفئات الثلاث.
وأشار مشدود عقب التكريم أن جوائز المسابقة في فئة المصحف بلغت مليون ومائتين ألف ريال, وأن إجمالي الجوائز بلغت اثنين مليون ومائة واثنين وعشرين ألف ريال.
ووجه "بن مشدود" الشكر "لمن دعمنا مالياً وشارك في دعمنا وأول المشاركين عبود زين السقاف (خواجة) كان وسيطاً".
وقال أن "عمر لطف الخامري" شارك في دعم المسابقة, كما قام بتكريم عدد من الشخصيات بينها عبود خواجة, والشيخ سليمان عبدالرحمن, والشيخ عبد الرحمن قطن الذي قال أنه "شرف الجنوب وجاء الأول في جيبوتي", كما كرم الشيخ "أحمد علام", وطاقم "عدن لايف" بينهم المخرج "قيس الشرماني" وعناصر لجنة الخدمات.