بلاش فلسفة .. تعبير يتبادله الكثيرون عند النقاش وما اخطر على مجتمعاتنا من هذه العبارة (بلاش فلسفة) , واشير في هذا المقال الى ان لكل منا فلسفته سواء كان واعا بها او غير واع واننا في حاجة الى ان نقف موقفآ نقديآ واعا من هذه الفلسفة التي نتنفسها كل يوم لننتقل بها الى مرحلة الوعي والوضوح والنضج . ولم تكن هذه الدعوى الى الفكر الفلسفي في الحقيقة إلا دعوة الى الفكر النظري فالفلسفة في تقديري هي قمة التنظير الفكري وفكرنا في الحراك يفتقد النظرية العلمية الواضحة والخبرة العلمية المتنامية فالشتات الفكري والتخليط الفكري والانتقائية الفكرية والميوعة الفكرية والتسطح الفكري هو بعض ما يتسم به فكرنا في الحراك الجنوبي الذي لم يتفق قياداتة في الخارج والداخل حتى اليوم .
وفي تقديري اننا ما نزال احوج ما كون الى هذه الدعوى إلى فكر نظري نقدي تأسيسي وخاصة في هذة المرحلة التي يتفاقم فيها التشتت والتفكك في قيادات الحراك في الخارج والداخل وذلك بسبب التخلف في الفكر والواقع على السواء على حين يتفجر عصرنا بمنجزات معرفية وتكنولوجية باهرة تكاد تشكل نقلة جديدة في حضارة الانسان.
ولا اقصد بالفكر او اخص به مجالآ معينآ او اتجاها فكريا او منهجيا محددآ وانما اقصد به الفكر الذي يستبطن قيادات الحراك في الخارج والداخل ويتجلى في مختلف أشكال التعبير والسلوك سواء كان وعيآ فلسفيا او ممارسات سياسية او معنوية في تحديد مصير الشعب الجنوبي والمدلول النظري للفكر فهو في تقديري الارتفاع به اي الفكر من حالة الاستبطان واللاوعي وعدم الاتساق الى اداة ادراكية منهجية ناقدة لذاتها قادرة على تفسير ظواهرها الذاتية ومختلف الظواهر الاجتماعية والانسانية في الماضي والحاظر فضلآ عن التعامل في الماضي حتى نستطيع الانتقال إلى مرحلة التقييم والاستشراف العملي في مستقبل القضية الجنوبية والخروج من التعامل الموضوعي للماضي الذي نراه اليوم في قيادات الحراك الجنوبي في الخارج والداخل ومن هذا المنطلق الواعي المتسق المنظم نتجاوز الماضي لاستعادة دولتنا عندما تتوحد خطواتنا وممارستنا الفكرية والعملية في النضال والمطالبة بحقوقنا كممثلين لدولة وشعب يطالب استعادة ما فقده وما له من حقوق في تحديد المصير