كنت أتصفح صحيفتنا الغراء 14 أكتوبر وصادفت مقال الأخ نجيب قحطان الشعبي وحزنت كثيرا للغة العصبوية المناطقية المقيتة التي استخدمها في الدفاع عن حق يعتقد انه لوالدة الرئيس المناضل الوحدوي الوطني القومي الفدائي الفذ قحطان الشعبي رحمة الله واسكنه جنات النعيم أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية من 30 نوفمبر صباح يوم الاستقلال المجيد الذي كان رائده حتى 22يونيو 1969م يوم الانقلاب علية من قبل اليسار اتسم عهدة بالاعتدال وكان اشتراكيا معتدلا لو استمر لكان حال اليمن مختلف جدا ولا اعتقد أن قناعات ولده نجيب تخدم تاريخه أو تعيد لأذهان الشعب الصورة الحقيقية لهذا الرمز الوطني الكبير الذي أسس لدولة وطنية في الجنوب اليمني واصدر جملة من القرارات لإنشاء مؤسسات وطنية تمثل الهيكل الهرمي للدولة ومنها صحيفة 14 أكتوبر التي كان من الضروري أن يعين رئيس لتحريرها وهو السياسي والأديب والشاعر والقاص عبدا لباري قاسم والذي بموجب القرار بدا مع فريق عمل لتأسيس مكونات الصحيفة التي لازالت تؤدي مهامها التنويري والثقافي إلى يومنا هذا. أم كنت تريد يا أخ نجيب أن يتفرغ سيادة الرئيس لتأسيس الصحيفة ويترك مهمة الوطنية الكبيرة الملقاة على كاهله. أن اللغة التي استخدمها نجيب في مقالة عكست دون شك ثقافته وقناعاته الذي أفصح عنها والغضب أحيانا يكشف حقيقة الإنسان ثم ما الذي أغضبك وجود صورة مؤسس الصحيفة أم مطلوب صورة رئيس الدولة وبالتالي الرؤسا المتعاقبين على الدولة فالأخ الرئيس اكبر من ذلك فهو يستحق تمثالا تمجيدا لتاريخه النضالي أنت للأسف إساءة لوالدك هذه الإساءة هي من دفعتني لرد عليك كما أن اللغة العصبوية المقيتة التي استخدمتها جعلتك صغيرا في نظرنا وهذه هي عدنالمدينة الراسخة في عمق التاريخ .عدن التسامح الديني والعرقي عدن الحاضنة للجميع بمختلف أطيافهم وانتمائهم من اليمن وخارجة كانت محط أنظار وقبلة للشعوب كافة يقطرونها افرادآ أو جماعات للتجارة أو التوطن أو الإقامة فاتحة اذرعيها للكل وكانت ملتقى البشر من كل الديانات والأعراق والجنسيات تباركت بهم وتباركوا بها كانت نابذة للعصبية بكل أنواعها من سكنها اعتز بالانتماء لها كانت سباقة في الرقي الحضاري والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة .بل يمكن القول أنها السباقة في تجربة المجتمع المدني في المنطقة حيث تعايشت بها جميع الديانات والأعراق والجنسيات بسلام من مسلم ونصراني ويهودي وهندوسي صومالي هندي تركي فارسي غيرهم
هذه هي عدن وأنت اليوم تبث سموم الفرقة والتمزق والفتنة بين أهلها الذين تعايشوا وتحابوا وتآزروا في السراء والضراء وساهم الجميع في بناء هذه المدينة التي تسموا فوق الصغائر والله يخجل المر ان يتحدث بالمناطقية المقيتة لكن للضرورة أحكامها هل تنكر أن هائل سعيد انعم وشمسان عون وأولاد ثابت وسالم علي وكثيرين لا يتسع المجال لذكرهم ساهموا جنبا إلى جنب مع أخوانهم من حضرموت و شبوة وأبين ولحج والمهرة في بناء وإنعاش اقتصاد المدينة إلى جانب الغير يمنيين واليوم أنت نصبت نفسك مفتيا للديار تفتي بالمناطقية والتعصب الأعمى لها والفرقة وإثارة الفتن وتفرز الناس باهوك المريضة اتقي الله الوطن لا يحتمل مزيدا من التشرذم والتمزق والفتن.
ترددت كثيرا في أن اكتب هذا لكني وجدته واجبا وطنيا علينا أن نسكت هذه الأفواه التي تتربص بالوطن وأمنه وسلامته وتغذي الفتن ما ظهر منها وما بطن وتكيل التهم بالباطل لتزعزع وتخلخل البنية الاجتماعية المتماسكة لنصبح مجتمع متصارع ممزق ضعيف لخلق البيئة المناسبة لتحتضن الإرهاب النفسي والفكري هذا أذا كنت تعلم نتيجة أفكارك وان كنت لا تعلم فالمصيبة اكبر هذا وادعوا الشباب بكل أطيافهم أن يتحرروا من قوى الماضي التي تعيد صراعاتها في الحاضر وقودها انتم الشباب ارفضوا الوصايا عليكم هم من دمروا الوطن في السابق وسيدمرون مستقبلكم عليكم أن تتركوا صراعاتهم خلفكم سيروا للأمام لبناء مستقبلكم المنشود وكونوا سندا وداعما للقيادة السياسية لإخراج الوطن من محنته وتجريد قوى الاستبداد والتخلف والجهل من أدواتها وسيطرتها على مقدرات البلاد والعباد وكان الله في عونكم