أفادت مصادر طبية في المستشفى الميداني بصنعاء عن سقوط 12 قتيلا وإصابة أكثر من 65 شخصا برصاص قوات موالية للرئيس صالح حاولت اعتراض مسيرة راجلة قدمت من مدينة تعز بعد أن قطعت مسافة 256 كم مشيا على الأقدام على مدى خمسة أيام. وأوضح مدير المستشفى الميداني بساحة التغيير الدكتور طارق نعمان ل"العربية.نت" أن من بين القتلى فتاة تدعى عبير الفاتن، منوها إلى أن قوات الأمن استخدمت القنابل الغازية السامة وخراطيم المياه والرصاص الحي لتفريق المسيرة لدى وصولها إلى تقاطع شارع 22 مايو مع شارع تعز وأصيب أكثر من 150 باختناقات نتيجة استخدام الغازات السامة. وبدوره قال المنسق الإعلامي لشباب ثورة 15 يناير محمد سعيد الشرعبي ل"العربية.نت" أن القوات الموالية للرئيس صالح قامت باختطاف المئات من الشباب واقتادتهم إلى أماكن مجهولة والاعتداء عليهم بالضرب بأعقاب البنادق والهراوات والأسلاك الكهربائية والآلات الحادة . وقام وفد من مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان لتقصي الحقائق بزيارة المستشفى الميداني بساحة التغيير والاطلاع على ما حدث من قمع للمحتجين . وكانت المسيرة تحولت إلى مسيرة مليونية، جراء التحام مسيرات الاستقبال من صنعاء، بالمسيرة الراجلة، حيث توافد مئات الآلاف على البوابة الجنوبية للعاصمة اليمنية صنعاء لاستقبال مسيرة الحياة الراجلة التي انطلقت من تعز وانضم إليها الآلاف من إب وذمار والبيضاء ودمت للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح. والتحمت عدد من المسيرات التي انطلقت من ساحة التغيير بصنعاء بمسيرة الحياة على مشارف العاصمة منذ الصباح الباكر، وقال شهود عيان بأن طلائع المسيرة اقتحمت حاجزا تم وضعه في شارع ال100 لمنع وصولها إلى شارع تعزجنوبصنعاء. وانتشرت قوات الأمن في محيط دار الرئاسة من جهة شارع الخمسين منذ الصباح الباكر تحسبا لدخول المسيرة إلى القرب من منطقة السبعين . وكان الآلاف من المتظاهرين قد أصروا على الاعتصام بالقرب من دار الرئاسة في جولة 45 بشارع تعز، قبل أن تستخدم قوات الأمن الغازات السامة لتفريقهم مساء اليوم في الوقت الذي كانت فيه مقدمة المسيرة قد وصلت إلى شارع الزبيري بوسط العاصمة. وعبرت حكومة الوفاق الوطني عن أسفها واستنكارها الشديدين لسقوط قتلى وجرحى من المشاركين في مسيرة الحياة الراجلة القادمة من مدينة تعز. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن وزير الإعلام اليمني علي العمراني قوله إن الحكومة كلفت وزيري الدفاع والداخلية بسرعة تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات تلك الأحداث المؤسفة التي نجم عنها سقوط هؤلاء الشهداء والجرحى ورفع تقرير بذلك إلى رئيس حكومة الوفاق وأعضائها ليتسنى اتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء المتسببين. من عبدالعزيز الهياجم