أثار اعتذارا تقدمت به السلطات اليمنية الحاكمة في صنعاء للجنوب وبلدة شمالية في اطراف شمال الشمال ردود افعالا غاضبة في الجنوب الذي تعرض لاجتياح عسكري وقبلي وديني في العام 1994م. واعتبر بيان صادر عن حكومة وفاق يمني يقودها الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي الذي شارك الى جانب قوات علي عبدالله صالح وجماعة الاخوان المسلمين في الحرب على الجنوب بعد اقل من اربعة اعوام على توقيع اتفاق وحدة سلمية بين دولتي اليمن الجنوبي والعربية اليمنية بأن تلك الحرب خطأ اخلاقي وتاريخي لا يجوز تكراره.
وصنف البيان محافظات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بأنها جزء من الشمال اليمني , الذي كان يعتبر الجنوب فرع من العربية اليمنية الاصل , هذا التصنيف اثار ردود افعال الكثير من نشطاء الحركة الوطنية الجنوبية التي طالبت اولا بالاعتذار عن هذا البيان والاعتذار الهزيل والمسيء.
(حق) تتعهد بملاحقة الجناة :
تعهد حركة شعبية للدفاع عن الحريات وحقوق الانسان في الجنوب بملاحقة الجناة عبر المحاكمة الدولية. وقالت الحركة الشعبية للدفاع عن الحريات وحقوق الانسان (حق) انه سبق لها وأكدت في وقت سابق أن الحركة متمسكة بموقفها في ملاحقة الجناة عبر المحاكم الدولية بحسب القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الانسان الذي تؤكد عدم منح الحصانة للمجرمين والمخلوع صالح واعوانه الذين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية في الجنوب منذ حرب صيف عام 1994م الى يومنا هذا سيحاكمون امام القضاء الدولي عاجلا أم آجلا" .
وأكد بيان لحركة (حق) بالقول " الحركة الشعبية بصفتها وكيل رسمي من قبل أسر ضحايا وشهداء الجنوب امام القضاء الدولي ،تؤكد استمرارها في متابعة المجرمين لينالوا جزاؤهم العادل ، والاعتذار الرسمي من قبل حكومة الوفاق بالنيابة عن مرتكبي الجرائم تصرف غير قانوني وغير ملزم لأولياء الدم.
واختتمت (حق) البيان الذي اصدرته عقب صدور قرار اعتذار صنعاء للجنوب "نطمئن أسر الشهداء وضحايا جرائم صالح في الجنوب أننا على العهد سائرون".
عائشة طالب : اعتذار عن ماذا ؟!! القيادية البارزة في الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي) عائشة طالب (أم صخر) رئيس دائرة المرأة بالمجلس الاعلى للحراك الجنوبي اعتبرت في حديث ل(عدن الغد) بيان الاعتذار اليمني بالمهزلة وبأنه جريمة تضاف الى الى سلسة الجرائم المرتكبة بحق الانسان الجنوبي.
وأوضحت عائشة طالب بالقول " اطلعنا على الاعتذار المقدم من حكومة الاحتلال في صنعاء لشعب الجنوب وهو اعتذار مهزلة بكل المقاييس وجريمة جديدة تضاف الى جرائم الاحتلال اليمني بحق شعبنا الذي ارادوا تحجيمه ومخاطبته بلغة الاستعلاء والتهديد بنفس الوقت !! ولو انهم كتبوا اعتذار بكل اللغات عن ما اقترفوه بحق شعبنا الصامد من جرائم لما قبلناه".
وتسألت (أم صخر)بالقول " عن ماذا يعتذرون !! عن الحرب الظالمة ! ام عن كل ما لحق بالجنوب من خراب ودمار؟! ام عن كل ما سرقوه ونهبوه جراء اجتياحهم للجنوب ونهبهم ثروات ومقدرات اهم دولة المنطقة؟ ! ام عن كل المؤامرات الوقحة التي تمارس ضد شعبنا وابنائنا وصلت حد وصفها بجرب اباده وارهاب دولة ! ام عن عدم اعترافهم بحق شعبنا بامتلاك قرارة في تقرير مصيره؟!!
واضافت " هل دعوتهم في اعتذارهم هذا لكل القوى السياسية والمجتمعية والدينية للتصدي لكل ما يهدد الوحدة (حد زعمهم) وذلك برساله واضحة لحشد تلك القوى ضد ارادة شعبنا في نيل حريته واستقلاله". وشارت الى أن " هذا الموصفوف ب(الاعتذار) هو بحد ذاته بحاجة الى اعتذارات عنه والرسالة الموجهة لنا من خلاله لن تثني شعبنا العظيم عن مواصلة نضاله السلمي حتى نيل التحرير والاستقلال بأذن الله".
الجنيدي : الاعتذار مخطط خبيث للمكر بالأطراف الجنوبية في صنعاء :
الناشط محمد الجنيدي رئيس ملتقى الشباب الجنوبي التحرري قال في حديث ل(عدن الغد) " لا نعلم هل هو اعتذارا أم استعلاء واستكبار وإصرار على الإقصاء والإلغاء والاستصغار". مشيرا الى انهم " مطالبون اليوم باعتذار يعتذرون به من طريقة طرحهم لهذا الاعتذار المخزي والمعيب ".
وقال " نحن لا نعرف سوى اعتذارا واحدا ليس عبر بيان يلقى أو كلمات تتلى ولكن اعتذارا يجسد نفسه على ارض الواقع يلمسه ويتحسسه المغدور بهم والمنكل بهم ضحايا سنوات سلبت فيها العزة و جرحت فيها الكرامة وطمست فيها الهوية ودكت فيها الحضارة في وطن اجتيح بره وجوه وبحاره".
وأكد الجنيدي " إن هذا الاعتذار ما هو إلا مخطط خبيث للمكر بالأطراف الجنوبية المشاركة و محاولة بائسة لذر الرماد في العيون و للالتفاف على شعب الجنوب واستحالة أن يكون هذا الاعتذار رسالة يراد بها إنقاذ مؤتمرهم المزعوم الذي يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة والذي جاء وفق مبادرة ولدت لتموت".
ياسر اليافعي : لا حل غير التصعيد واشعالها ثورة في كل ربوع الجنوب:
الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي قال أن " ما سمي ب(الاعتذار) للجنوب يظهر مدى السطحية التي تتعامل بها الاطراف الشمالية مع قضية الجنوب "... مشيراً الى ان " تلك الاطراف لم تستوعبها بعد حيث تم ربط قضية الجنوب (الدولة) واحتلاله وتدمير بنيته التحتية ونهب ثرواته بنزاع حصل بين الاطراف في صعده وراح ضحيتها أناس ابرياء من المواطنين والعسكر هناك وعددهم بالألاف من الجانبين.
وأكد ناشر موقع يافع نيوز الالكتروني " أن ربط القضيتين (في اشارة الى قضية دولة الجنوب ومحافظة صعدة ) مع بعض جريمة اخرى تضاف الى الجرائم التي يمارسها الشماليون بمختلف اطيافهم ضد الجنوب واستهتار بشعب الجنوب وارضه".. مؤكداً "لا حل غير التصعيد واشعالها ثورة في كل ربوع الجنوب".
وتأتي ردود الافعال هذه في الوقت الذي خرج الجنوبيين صباح اليوم في تظاهرات ترفض قرار الاعتذار واعتبرت تظاهرات عمت مدن الجنوب قرار الاعتذار اليمني بالهزيل.
