في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية التي يمر بها شعبنا الجنوبي , وكما اننا مقبلون على تحديات كبرى وجسيمة تهم حياة ومستقبل شعبنا الجنوبي, وفي ظل مؤامرات متعددة الجوانب على قضيتنا من قبل الاحتلال واطراف اخرى عديده تعمل وتحاول على اجهاض ثورتنا التحررية السلمية المباركة من خلال ايجاد حلول ترقيعية لا ترتقي الى مستوى نضال شعبنا وذلك من خلال ما يسمى بالحوار الوطني في صنعاء الذي جاء من اجل فض صراع الاقطاب المتصارعة في صنعاء على نهب ثروات الجنوب,. فقد تحالفت وتكالبت مجددا كل الاطراف والعصابات التي احتلت الجنوب ونهبت ثرواته وقتلت ابناءه, تحالفت من جديد من اجل الالتفاف على قضيتنا والاستمرار في نهب الجنوب وقتل وتشريد ابناءه. نحن الان في مفترق الطريق اما ان نكون او لا نكون, نحن الان في منعطف تاريخي في تاريخ شعبنا, تتحدد فيه ملامح ومستقبل الجنوب وابناءه. فالشعب بعد ان قدم اعظم التضحيات في الميدان بات يبحث ويطالب مرجعية وخطاب سياسي جنوبي موحد, لا يوجد اي مبرر اخلاقي وسياسي واجتماعي ان يبقى شعبنا حتى الآن دون مرجعية سياسية موحده للتعامل مع المستجدات الراهنة والمستقبلية.
ينبغي ان تسارع جميع المكونات والشخصيات السياسية والاجتماعية الجنوبية الى الحوار الجاد والمخلص والتفاهم في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في تاريخ شعبنا والبدء بخطوات صحيحة والابتعاد عن الانانية والتخبط والركون الى الاحباط, والاتجاه نحو العمل المشترك, عداء ذلك ستزداد وتتسع الهوة بين الشعب والأطر السياسية الموجودة , كما سيتجه مصير هذا الشعب الى المجهول والفوضى وهذا ما لا يتمناه اي جنوبي او مدعي سياسي يعمل من اجل المصلحة العامة للشعب, كما سيلعننا التاريخ والاجيال ونلعن بعضنا البعض. ان تحقيق هدف شعبنا المتمثل في التحرير والاستقلال لن يأتي ولن يتحقق في ظل العمل الارتجالي, .
انما من خلال تقارب والتفاف جميع فئات واطياف شعبنا من خلال عمل نضالي مؤسسي يسوده الصدق والاخلاص والايمان بقضيتنا العادلة واعتبار المصلحة العامة فوق كل المصالح الضيقة والخاصة. الأختلافات والتباينات ينبغي من المفترض ان تختفي في هذه المرحلة الحساسة والحرجة من تاريخ شعبنا المقهور. التاريخ لا يرحم, دماء الشهداء تأمركم وتلاحقكم, الامهات الثكلى تستغيث بكم وتستنجد, الاطفال تنتظر مستقبلا واعدا...صوت الشعب يطالكم ويطالبكم.
فأنتم مطالبين أمام الرأي العام الجنوبي بتشكيل مرجعية جنوبية موحده بالسرعة الممكنة على شكل: لجنة جنوبية عليا, تحالف جنوبي, جبهة وطنية عريضة او ما ترونه مناسبا وتتفقون على الاقل في بعض الامور كأضعف الايمان مثل عدم التخوين للجنوبي مهما حصلت من تباين في الرأي, اعتبار المصلحة العليا للشعب فوق كل المصالح الشخصية والتبعية, شرط ان تكون الثوابت الوطنية المتمثلة بالتحرير والاستقلال قاسم مشترك يلتزم فيه الجميع في عملهم وان الخروج عنه يعتبر خروج عن ارادة الشعب وتضحياته واهدار لدماء الشهداء.
تضم اللجنة المنبثقة على عدد من الشخصيات الوطنية والكفاءات المستقلة من الاحزاب الشمالية, وتعميم هذا الامر الى اللجان الفرعية. نحن متفائلون بأن النخب السياسية الجنوبية المخلصة من كافة الاطر السياسية سيقرؤون التاريخ بشكل صحيح وسيلبون اصوات ارواح الشهداء وانين الجرحى والمعتقلين وتقديم العام على الخاص...تمنياتنا لمن يعمل من اجل الجنوب بالتوفيق