فرنسا تجدد عمها لوحدة اليمن وسلامة أراضيه    شكاوى من مماطلة حوثية بتنفيذ حكم الإعدام بحق مدان قتل ثلاثة أطفال    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يلتقي ملاك وممثلي معامل الدباغة ومصانع الجلديات    نائب رئيس الأركان الإيراني:اليمن صنع لنفسه سمعة خالدة في التاريخ بوقوفه المشرف إلى جانب فلسطين    تقديراً لمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية... الدكتور بن حبتور يتلقى برقية شكر من ممثل حماس    دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة تنعي الصحفي عبدالقوي الأميري    نقابة الصحفيين اليمنيين تنعى الصحفي عبدالقوي الأميري    برشلونة يبتعد بقمة الليجا ب 46 نقطة بعد إسقاط فياريال بثنائية    توجيه رئاسي باتخاذ إجراءات قانونية ضد تجاوزات عدد من المسؤولين    كرامة تستباح ومقدسات تهان .. إلى متى؟!    اصابة 4 مهاجرين افارقة اليوم بنيران العدو السعودي في صعدة    حين يتكلم الشارع الجنوبي... لحظة الحسم السياسي واستعادة الدولة    اتحاد حضرموت يتصدر تجمع سيئون بعد تغلبه على 22 مايو في دوري الدرجة الثانية    وزارة المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات موظفي القطاعين المدني والعسكري    تدشين البطولة المفتوحة للرماية للسيدات والناشئات بصنعاء    محافظ الحديدة يفتتح 19 مشروع مياه في مركز المحافظة ب 81.2 مليون ريال    السقطري يترأس اجتماعًا موسعًا لقيادات وزارة الزراعة والثروة السمكية ويشيد بدور القوات الجنوبية في تأمين المنافذ ومكافحة التهريب والإرهاب    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يُعزي في وفاة التربوي القدير الأستاذ غازي عباس عبود    الكثيري يعقد اجتماعا مع قيادات مكتبي المبعوث الأممي في كل من العاصمة الأردنية عمّان والعاصمة عدن    محافظ عدن يوقّع اتفاقية بناء الدور الرابع بكلية طب الأسنان – جامعة عدن    البنك المركزي يوقف التعامل مع منشأة صرافة ويعيد التعامل مع أخرى    الأرصاد: انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وتوقعات بتشكل الصقيع    أنابيب آبار تتحول إلى "صواريخ" في الضالع.. ونقطة أمنية تحجز عشرات الشاحنات    إنتاج قياسي وتاريخي لحقل "بوهاي" النفطي الصيني في عام 2025    المهرة.. مقتل امرأة وطفلين في انفجار قنبلة يدوية داخل منزل    تقرير أممي: ثلث الأسر اليمنية تعيش حرمانًا غذائيًا حادًا    مع ضغط النزوح من حضرموت.. دعوات رسمية إلى سرعة الاستجابة لاحتياجات النازحين بمأرب    اللجنة الوطنية للمرأة بصنعاء تكرّم باحثات "سيرة الزهراء" وتُدين الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم    هيئة مستشفى ذمار تدشن مخيما مجانيا لعلاج أمراض العمود الفقري الأربعاء المقبل    هالاند يحطم رقم كرستيانو رونالدو    اليوم انطلاق كأس أمم أفريقيا    الصحفي والقيادي الاعلامي الكبير الدكتور عبدالحفيظ النهاري    الصحفي والقيادي الاعلامي الكبير الدكتور عبدالحفيظ النهاري    شرطة أمانة العاصمة تعلن ضبط 5 متهمين آخرين في حادثة قتل رجل وزوجته بشارع خولان    بمقطع فيديو مسرب له ولشقيقاته.. عبدالكريم الشيباني ووزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار في ورطة..!    وفاة الصحفي الاميري بعد معاناة طويلة مع المرض    تحذيرات جوية من انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة    الحديدة: انطلاق مشروع المساعدات النقدية لأكثر من 60 ألف أسرة محتاجة    الجرح الذي يضيء    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    معلومات حول الجلطات في الشتاء وطرق الوقاية    عاجل: إعلان أمريكي مرتقب يضع الإخوان المسلمين على حافة التصنيف الإرهابي    ميرسك تعبر البحر الأحمر لأول مرة منذ عامين وتدرس عودة تدريجية    مهرجان ثقافي في الجزائر يبرز غنى الموسيقى الجنوبية    الموسيقى الحية تخفف توتر حديثي الولادة داخل العناية المركزة    "المحرّمي" يُعزِّي في وفاة السفير محمد عبدالرحمن العبادي    بالتزامن مع زيادة الضحايا.. مليشيا الحوثي تخفي لقاحات "داء الكلب" من مخازن الصحة بإب    الأوبئة تتفشى في غزة مع منع دخول الأدوية والشتاء القارس    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    انعقاد الاجتماع الفني لبطولة مديريات محافظة تعز - 2026 برعاية بنك الكريمي    المغرب يتوج بطلاً لكأس العرب بانتصاره المثير على منتخب الاردن    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    بين الاعتزاز والانسلاخ: نداءُ الهوية في زمن التيه    اتحاد كرة القدم يعلن استكمال تحضيراته لانطلاق دوري الدرجة الثانية    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    صباح المسيح الدجال:    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص الحوار الكامل مع والد القتيلة النرويجية مارتين : القيم الإنسانية والعدالة يجب أن تتجاوز المصالح الشخصية في قضية ابنتي
نشر في عدن الغد يوم 26 - 08 - 2013

- السلطات اليمنية رفضت طلبا من المملكة المتحدة لتسليم المتهم
- القيام بعلاقة جنسية قبل الزواج وتعاطي الكحول يعتبر انتهاكاً للشريعة الإسلامية لدى السلطات اليمنية
- المتهم مطلوب دوليا من قبل الانتربول بتهمة القتل منذ عام 2008
- المتهم يمتلك جواز سفر سوري ومصري وأمريكي، ولم يكن لدية جواز سفر يمني
- هناك علاقة وثيقة بين الأب الرئيس اليمني السابق صالح
- يعد اغتصاب وقتل امرأة من أقدم وأخطر الجرائم التي عرفها الإنسان
- والد المتهم هو الذي يتخذ القرارات بخصوص قضية ولده والمتهم حالياً يمتلك شركة أمنية في اليمن

أكد السيد بيتر فيك ماغونسون والد القتيلة النرويجية مارتين أن السلطات اليمنية رفضت طلبا من المملكة المتحدة لتسليم المتهم مشيرا إلى أن المتهم بات يملك شركة أمنية في اليمن مؤكدا أن القيم الإنسانية والعدالة والمسئوليات الاجتماعية يجب أن تتجاوز المصالح الشخصية في قضية ابنته.
وكشف السيد ماغونسون في حوار هو الأول مع صحيفة يمنية منذ مقتل ابنته مارتين في العام 2008 خص به صحيفة "اليوم الأول" ونشر بالتزامن مع صحيفة عدن الغد عدد أمس الأحد ، كشف أن المتهم باغتصاب وقتل ابنته فاروق شاهر عبد الحق ، لم يكن يمتلك سوى جواز سفر سوري وجواز سفر مصري وجواز سفر أمريكي ألغي لاحقا، ولم يكن لدية جواز سفر يمني.
وقال السيد ماغنسون في حوار مطول مع "اليوم الأول" أنه وبحسب علمه ، فإن القيام بعلاقة جنسية قبل الزواج وتعاطي الكحول يعتبر انتهاكاً للشريعة الإسلامية لدى السلطات اليمنية.
وأكد ماغنسون أن المتهم مطلوب دوليا من قبل الانتربول بتهمة القتل منذ عام 2008 ، مشيرا إلى أن المتهم أكد صلته بوفاة مارتين في أوقات سابقة، وأنه مستعد لتحمل المسؤولية "بسبب احترامه وحبه لها".
وأشار ماغنسون إلى بذله مساعي حثيثة لدى السلطات اليمنية ورئيس الدولة من أجل تحقيق العدالة مشيرا في هذا الصدد إلى أن وزيرة حقوق الإنسان أرسلت خطاب رسمي مباشر (باللغة العربية) إلى مكتب الرئيس اليمني، طلبت فيه تسليم المتهم بقتل مارتين (فاروق شاهر) إلى السلطات المعنية في لندن.
وبحسب ماغنسون فإن المليادير اليمني والد المتهم (فاروق) شاهر عبد الحق هو الذي يتخذ القرارات بخصوص قضية ولده والمتهم حالياً يمتلك شركة أمنية في اليمن ، و هناك علاقة وثيقة بين الأب والرئيس اليمني السابق صالح.
وخاطب ماغنسون الضمير الإنساني والقيم العالمية العادلة في إنصاف قضيته ، معتبرا أن اغتصاب وقتل امرأة يعد من أقدم وأخطر الجرائم التي عرفها الإنسان ، ومؤكدا أن أساس العدالة هو المحور الأخلاقي لحضارتنا، "فأنا مسرور من بقاء الأخلاق أداة ومنبر لضمان تحقيق العدالة".
وأشاد والد مارتين في حديثه لدى "اليوم الأول" بالفعاليات التي نظمها الجنوبيون والحراك الجنوبي تضامنا مع قضية ابنته موضحا " لقد نتج عن هذه فعاليات الحراك الجنوبي مع مارتين شعبية كبيرة في وسائل الإعلام النرويجية والدولية "

حاوره: إياد الشعيبي
ترجمة: سليمان عوض علي حيدرة
بدايةً تبدي صحيفتا اليوم الأول وعدن الغد شكرهما للسيد (بيتر ماغنسون) على إتاحة الفرصة للحديث معه وذلك لإطلاع الرأي العام في اليمن حول حيثيات قضية مقتل واغتصاب أبنته مارتين ماغونسون. ونشاطره بذات الوقت الأسى والحزن لتلك الحادثة القاسية متأملين أن تتحقق العدالة ويتم إنصافكم بأسرع وقت.

حيثيات القضية
- هل يمكنك إطلاعنا حول آخر تطورات قضية ابنتك مارتين ماغنوسين؟
أوقف مركز أوسلو للسلام وحقوق الإنسان محادثاته مع ممثلي أسرة المتهم (فاروق شاهر عبدالحق) بعد أن فشلوا في تأمين العودة الطوعية له إلى المملكة المتحدة. وتخلف الممثلين القانونيين لعائلة المتهم عن حضور إجتماع في وقت سابق من هذا العام في لندن. ودائماً ما كان موقف المملكة المتحدة الرسمي يؤكد على أن هناك أسباباً مقنعة لماذا يجب أن تنظر هذه القضية ضمن سلطة قضاء إنجلترا وويلز.
في عالم متعدد الثقافات، والقيم الدينية والسياسية، والقيم العالمية، هناك أمر لا بد منه لتحقيق الاستقرار والاستدامة والمساواة والتقدم كجزء من العولمة.
وبما أن المملكة المتحدة تحظى بواحد من أفضل النظم القانونية في العالم، فإن أي بديل قانوني غير محاكمة عادلة داخل المملكة المتحدة ينبغي اعتباره غير ذي صلة.
- أين يتواجد المتهم بقتلها الشاب اليمني فاروق عبدالحق؟
من خلال ما شاهدته في وسائل الإعلام، فإنه مايزال موجود في اليمن.
- ما هي آخر الإجراءات التي قمتم بها بهذا الخصوص؟
التقيت مؤخرا مع وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية، أليستر بيرت ، بإضافة الى ممثلين من شرطة سكوتلاند يارد.
- ماذا ناقشتم مع الوزير أليستر بيرت في هذا اللقاء ؟
ناقشنا الجمود الحالي في هذه القضية، وموقف المملكة المتحدة الرسمي مايزال: " تلتزم حكومة المملكة المتحدة على تأمين العدالة لمارتين، وتدرك الحكومة اليمنية تماما على الأهمية المتعلقة بعودة المتهم اليمني الى المملكة المتحدة لمحاكمته".
وحسب فهمي فإن موقف المملكة المتحدة هو أن: " وقعت الجريمة على الأراضي البريطانية في وقت كان كلاً من الضحية (مارتين فيك ماغنوسين) والمتهم (فاروق عبدالحق) ضيوف كطلبة لدى المملكة المتحدة.. ولذا فإن هناك افتراضا بأنه سوف يتم الإستماع للقضية ضمن سلطة القانون".

انتهاك للشريعة الإسلامية
- هناك غالبية كبيرة جدا من الشعب في شمال اليمن يجهلون حيثيات قضية مقتل مارتين وظروفها، هل يمكن وضع القارئ الكريم بصورة تلك الحيثيات والظروف؟
وجدت أبنتي (مارتين) مقتولة بتاريخ 16 مارس 2008، في بدروم عمارة في وسط لندن، حيث شوهد زميلها الطالب اليمني (فاروق) أخر مره معها في محل إقامتها.
في اليوم التالي هرب الطالب (فاروق) من المملكة المتحدة إلى اليمن بلد والده الأصلي، ولاحقاً كان اسمه ضمن المطلوبين من قبل شرطة سكوتلاند يارد كمتهم وحيد في القضية. وعلى الرغم من عدم وجود معاهدة لتسليم المجرمين بين المملكة المتحدة واليمن، في عام 2009 أرسلت سلطات المملكة المتحدة طلب تسليم إلى اليمن، والذي رفض لاحقاً من قبل السلطات اليمنية. كان المتهم يحمل جواز سفر أمريكي عند وصوله الى اليمن في عام 2008، وفي عام 2010 ألغي هذا الجواز من قبل السلطات الأمريكية. من جهتها حاولت السلطات النرويجية أيضاً ضمان عودة طوعية للمتهم إلى المملكة المتحدة. ويعد وضع المتهم نفسه تحت تصرف الشرطة في البلاد التي ارتكبت فيها الجريمة يعتبر التزام قانوني من جانبه بموجب القانون ولتطبيق القانون في البلد الذي يقيم فيه.
- هل هناك أحكام صادرة من القضاء البريطاني بحق المتهم فاروق عبد الحق؟
لخيبة الأمل ليست هناك أي أحكام. وحسب فهمي، فإن القيام بعلاقة جنسية قبل الزواج وتعاطي الكحول يعتبر انتهاكاً للشريعة الإسلامية لدى السلطات اليمنية. وكان من الطبيعي أن تخضع مثل هذه الجرائم الى التحقيق والملاحقة القضائية بشكل مستقل ومنفصل عن أية إجراءات قانونية في المملكة المتحدة طالما تعتبر السلطات اليمنية المتهم مواطن يمني. ولكن هذا لم يحدث.
- تناولت وسائل إعلام في العام 2008 عن اعتقال رجل خمسيني بلندن بتهمة المساعدة في ارتكاب الجريمة ، ما هي العلاقة التي جمعت المتهم بهذا الرجل ؟
وفقا لوسائل الإعلام فإن ما تربطهم علاقة قرابة، ولا يوجد لدي إلا القليل من المعلومات أبعد من ذلك.
- هل هناك أوامر قضائية باعتقال المتهم فاروق أحيلت لجهاز الانتربول الدولي ؟
نعم، المتهم مطلوب دوليا من قبل الانتربول بتهمة القتل منذ عام 2008.
كان أملي دائما من أن والد المتهم سيجد حل عادل يستفيد منه في تجارته، وأسرته وسمعة بلاده، فضلا عن رغبات الشعب اليمني في أن يرى انتصار القيم الإنسانية.

عدم تعاون الحكومة اليمنية
- في اعتقادك، لماذا ترفض الحكومة اليمنية تسليم المتهم؟
كونها لا توجد أي معاهدة لتسليم المجرمين بين اليمن والمملكة المتحدة، يدور نقاش رسميا حول أن الدستور اليمني يحظر تسليم أي مواطن يمني إلى دولة أخرى. ولكن وكما زعم المتهم فإنه عند وصوله في عام 2008، لم يكن يمتلك سوى جواز سفر سوري وجواز سفر مصري وجواز سفر أمريكي، وليس لدية جواز سفر يمني، ويعد ذلك مدخل (ثغره) للحكومة اليمنية إذا كانت تريد استخدامه.
أكد المتهم صلته بوفاة مارتين في أوقات سابقة، وأنه مستعد لتحمل المسؤولية "بسبب احترامه وحبه لها". والى هذه اللحظة لم يقرر بعد القيام بذلك، ولكن أملي أن يعود إلى المملكة المتحدة لمحاكمته وذلك ليحصل على راحة البال، وفي الوقت نفسه يستعيد بعض من سمعة أسرته وسمعة الشعب اليمني دوليا.
- لماذا لم تتم مقاضاة المتهم في المحاكم اليمنية؟
الأمر غير متعلق بي للإجابة عليه، ولكني أرسلت رسالتين إلى الرئيس اليمني لشرح هذه المسألة. في وقت سابق من هذا العام أرسلت وزيرة حقوق الإنسان خطاب رسمي مباشر (باللغة العربية) إلى مكتب الرئيس، طلبت فيه تسليم المتهم بقتل مارتين (فاروق شاهر) إلى السلطات المعنية في لندن. وطلبت الوزيرة من مدير المكتب أن يخطر رئيس الجمهورية حول طلبها وأرفقت الطلب بنسخة من رسالتي الأخيرة لرئيس الجمهورية. لقد أحيا هذا التحرك الرسمي الأمل بأن يفتح الطريق لمزيد من الإجراءات المستقبلية ومن أن العدالة ستسود في النهاية.
- هل هناك صلة بين عدم تعاون الحكومة اليمنية وبين والد المتهم فاروق (المليونير شاهر عبد الحق)؟
نعم، فقا لوسائل الاعلام فإن هناك علاقة وثيقة بين الأب الرئيس اليمني السابق صالح.
- كما هو معروف أن السلطات البريطانية تربطها علاقة قوية بالحكومة اليمنية السابقة والحالية ، هل استمرار تسليم المتهم يرتبط بمصالح بينية معينة تجمع الحكومة البريطانية بالحكومة اليمنية أو بوالد المتهم شاهر عبد الحق؟
لا أعتقد ذلك، لان الظلم في هذه القضية تم تناوله مع السلطات اليمنية على أعلى المستويات لفترة طويلة. وتنظر السلطات البريطانية الى هذه القضية باعتبارها ببساطة مسألة الصواب والخطأ، حيث ينبغي أن تسود العدالة بما يتماشى مع القيم الإنسانية.
يعد اغتصاب وقتل امرأة من أقدم وأخطر الجرائم التي عرفها الإنسان، وتخضع لإجراءات قانونية في أي مكان من العالم بغض النظر عن الثقافة أو السياسة أو الدين.
- ما هي أبرز الإجراءات التي قامت بها الحكومة النرويجية مع السلطات اليمنية بهذا الشأن؟
عينت وزارة الخارجية النرويجية في الربيع الماضي منسق خاصة بهذه القضية، وقد سافر مؤخرا إلى اليمن لمناقشة هذه القضية مع المعنيين بالأمر بشكل سري ورسمي. وحالياً النيابة النرويجية مشاركة بشكل مباشر في القضية.
- يحظى والد المتهم (شاهر عبد الحق) بمناصب دبلوماسية فخرية لدولة سويسرا في اليمن، هل هذه المعلومة صحيحة ، وما هي رسالتكم للسلطات السويسرية في هذا الشأن؟
قيل لي أن هايل (شقيق والد المتهم) هو القنصل السويسري لليمن، وليس والد المتهم. ومع ذلك يسرني أن أرى السلطات السويسرية وجهات آخرى تشارك في الجهود العامة لمحاولة ضمان حل عادل.
- في حال إصرار الحكومة اليمنية على عدم تسليم المتهم، ما هي الخطوات التي من الممكن أن تتخذونها في هذه الحالة ؟
قبل عامين قام رئيس الوزراء النرويجي السابق، كييل ماغني بونديفيك، بتمثيل عائلتي لدى مركز أوسلو للسلام وحقوق الإنسان خلال عملية الحوار. وفي ذلك الوقت كنت على استعداد للقيام بمصالحة بين العائلتين ذات الصلة بالقضية في حال عاد المتهم طوعا إلى المملكة المتحدة. وتتحمل سلطات المملكة المتحدة المسؤولية عن العملية القانونية الرسمية. ويسعى حالياً كلاً من مركز أوسلو ومؤسسة مارتين من أجل العدالة القيام بمحاولات إضافية من أجل تسهيل عودة المتهم للمثول للمحاكمة في المملكة المتحدة.
إن أساس العدالة هو المحور الأخلاقي لحضارتنا، فأنا مسرور من بقاء الأخلاق أداة ومنبر لضمان تحقيق العدالة.

فعاليات تضامن

- هناك فعاليات تضامن واسعة نضمها شعب الجنوب و (الحراك الجنوبي) خلال العامين الماضيين للتعبير عن تضامنه مع القتيلة مارتين، والمطالبة بتسليم قاتلها للعدالة، كيف كانت أصداء هذه الفعاليات لديكم ؟
لقد نتج عن هذه الفعاليات شعبية كبيرة في وسائل الإعلام النرويجية والدولية على حد سواء في. ومما لا شك فيه يعود ذلك الى أن العدالة الشاملة تعتبر قيمة إنسانية وقانونية ذات أهمية لنا جميعا في عصر العولمة. وتعبر هذه الأصداء عن رمزية مخاوف النرويج والمجتمع الدولي تجاه اليمن وكذلك تجاه الإرتقاء بحضارتنا.
- إلى ماذا ترجعون غياب أي فعاليات تضامن مع مارتين في شمال اليمن ، بالرغم أن هناك شخصيات حقوقية بارزة حصلت على جوائز دولية مؤخرا بينها الناشطة توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل؟
هذا الأمر غير متعلق بي للخوض فيه، ولكن قد يكون راجعا إلى التأثيرات السياسة والداخلية في اليمن.

- يتهم جنوبيون والد المتهم فاروق (شاهر عبد الحق) بالسيطرة على أراضي عامة في عدن وممارسة أعمال نفوذ اقتصادية غير شرعية ، هل ناقشتم مثل هذا الأمر مع السلطات النرويجية أو البريطانية لإيضاح حقيقة هذا الرجل ؟
لقد كان السلوك التجاري لوالد المتهم في اليمن خارج نطاق المناقشة مع السلطات. إن حل عادل لقضية مارتين هو الأهم كونها تعد مسألة للأخلاق المستدامة، واحترام الإنسان وكرامته سواء على المستوى الشخصي وخارجها.

- سبق وتم تسريب معلومات سابقة أن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي زار النرويج عقب فعاليات التضامن التي نضمها الجنوبيون مع مارتين العام الماضي ، هل لديكم تفاصيل عن هذه الزيارة ؟
لا.
- هل تتوقع أن زيارة السيد القربي إن حدثت ترتبط بالمطالب التي يرفعها سكان جنوب اليمن باستعادة دولتهم التي توحدت مع الشمال؟
لا أعلم، ولكن في الصيف الماضي التقى الأستاذ محمد علي السقاف والناشط الجنوبي أحمد الدياني مع وزارة الشؤون الخارجية النرويجية. ويعتبر أحمد الدياني من المؤيدين على المدى الطويل من أجل تحقيق العدالة في قضية مارتين ويطلب اللجوء السياسي في النرويج.

- أكدت هذه المعلومات أن وزير الخارجية اليمني حاول تشويه صورة الجنوبيون لدى الحكومة النرويجية ، متهما الحراك الجنوبي بأنه حليف لتنظيم القاعدة ، ما صحة ذلك ؟
ليس لدي أي معلومات فعلية عن هذا، ولكن الخطاب السياسي قد يكون جزءاً من هذه المناقشات.

- ماهي الرسالة التي تودون توجيهها إلى: الحكومة اليمنية والشعب في شمال اليمن والشعب في جنوب اليمن؟
نحن نلحظ أن العالم تعب من الظلم وذلك في جميع المجالات الرياضة والتجارية والسياسة. مع وجود التشويش الحاصل اليوم على القيم، فإن العدالة هي المفتاح الأساسي. وقد ساهمت وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة وبشكل ملحوظ على هياكل السلطة الجديدة على أساس الأخلاق العالمية، سواء كان ذلك في النرويج أو اليمن أو على الحكومة اليمنية. وعليه يجب احترام حقوق الإنسان والحقوق القانونية لجعل العالم مكانا أفضل للجميع.
ولذلك، أصبحت القيم الأخلاقية أداة إستراتيجية للشركات متعددة الجنسيات جراء إعتمادهم على القوة الشرائية لمجتمع دولي أكثر وعياً. كما أن المصالح الاقتصادية المتبادلة قد تتأثر مع الدول التي تعمل فيها الشركات متعددة الجنسيات، فأصبحت الأخلاق الحقيقية قضية إستراتيجية سواء في قاعة مجلس أو على المستويات الوطنية.
والخبر السار أن هذا بدوره قد يكون بمثابة عنصر تصحيح من أجل إنتاج نظام قانوني عالمي موحد ومناسب يستند الى حقوق الإنسان العالمية، حيث عرضت وسائل الإعلام العالمية الأسبوع الماضي قضية اغتصاب الفتاة النرويجية (مارتي ديبورا دليف) في دبي.
لا يهدف الدستور اليمني الى حماية اليمنيين من تطبيق القانون في بلد آخر. ولا ينبغي أن تستخدم مشاكل السيادة في عالمنا اليوم لمنع أن تسود العدالة في قضية جنائية لا يوجد حولها أي جدل في أي من المجالات السياسية أو الثقافية أو الدينية.
وفي أعتقادي ومن وجهة نظر عامة، أنه كلما كان المتهم صعب المنال للسلطات المختصة، ستستمر هذه القضية في بناء زخم لدى المجتمع الدولي بشكل أكبر.
أنا أفهم وجهة نظر أولئك الذين يعتبرون أن أي محادثات للممثلين القانونيين لعائلة المتهم في لندن والسلطات البريطانية حول أي شيء ماعدا عودة المتهم الى بلد حدوث الجريمة (بريطانيا) هو مجرد "كسب مزيد من الوقت". شرح المبادرات الأب هو الذي جعل القرارات في قضيته يشتبه الابن. ومن المعلوم أن والد المتهم (شاهر عبدالحق) هو الذي يتخذ القرارات بخصوص قضية ولده المتهم وكانت آخر تلك المزاعم أن المتهم حالياً يمتلك شركة أمنية في اليمن ولا يعلمون أنهم بذلك يتحدّون حقيقة أن القيم العالمية والعدالة والمسؤوليات الاجتماعية يجب أن تتجاوز المصالح الشخصية في قضية من هذا الطابع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.