يحتفل شعبنا وقواته المسلحة في اليوم الأول من سبتمبر من كل عام بيوم عيد الجيش، وبهذه المناسبة أوجه التحية والتهاني الحارة إلى أبناء القوات المسلحة والأمن، وإلى شعبنا الجنوبي الصامد والمكافح من أجل حريته واستقلاله، واستعادة دولته (اليمن الديمقراطية الشعبية). إن الأول من سبتمبر يوم ولا كل الأيام، ذلك اليوم الذي وضع فيه الرئيس المناضل الشهيد سالم ربيع علي حجر الأساس للكلية العسكرية، ذلك الصرح العسكري الشامخ الذي تخرج منه مئات الضباط من القيادات العسكرية، والذين تحملوا مسئولياتهم في بناء جيش وطني حديث، ذلك الجيش الذي كان يحسب له حساب على المستوى المحلي والإقليمي. إن الجيش والأمن كانت لهم مساهمات كبيرة في مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني حتى نال شعبنا الجنوبي استقلاله في30 نوفمبر 1967م، وكانت له مساهمات في الاقتصاد الوطني والدفاع على مكتسبات الثورة والدفاع عن المنجزات، ولكن المؤامرة كانت كبيرة من قبل القوى الرجعية ضد الجمهورية الوليدة، وخاصهً على هذا الجيش المغوار والدخول في حروب مع النظام الرجعي في الشمال ابتداءً من حرب مسورة عام 1968م مروراً بحرب الضالع في عام1972م وحرب البيضاء في عام 1979م، وخرج هذا الجيش في تلك الحروب منتصراً، ولكن المخطط كان كبيرا محليا وإقليميا، وكان الهدف الأول القضاء على ذلك الجيش القوي الذي كان يحسب له حساب، وبدأت فصول هذا المخطط لتدمير الجيش في13 يناير 1986م، حينما انقسم الجيش والمجتمع، وهذه الانقسامات كانت سلبيته على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي مما ضعف الجيش وأنهار الاقتصاد، وتولت بعض القيادات العسكرية التي لا توجد لديها الخبرة الكافية مما جعل النظام يبحث عن مخرج بحفظ ماء الوجه، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، وهرول النظام إلى إعلان الوحدة الاندماجية مع نظام صنعاء في 22 مايو 1990م، واليوم المشؤوم في حياة شعبنا، ونتيجة لعدم الخبرة العسكرية لدى بعض القادة تم إرسال أفضل الوحدات العسكرية عدداً وعدة إلى عمق الوحدة في عمران وخولان وبني الحارث وذمار حتى فقدوا السيطرة على تلك الوحدات لأن الطرف الآخر كانت له حسابات، وكانت حساباته في محلها وجاءت بنتيجة. والفصل الثاني من المؤامرة إعلان الحرب في 27 /4 / 1994م، وكانت المعركة غير متكافئة، واستطاع العدو إنزال الهزيمة بالطرف الآخر، لأن أفضل وحدات الجيش الجنوبي تحت السيطرة، وهذا الانتصار يتوقف على نقطتين الأولى السيطرة على الوحدات التي تم إرسالها إلى ملحق العدو، والثانية عدم المصالحة مع جماعة علي ناصر التي حسمت المعركة لصالح النظام في الشمال، واستطاعت جحافل المحتل الدخول واحتلال الجنوب والاستيلاء على محازن السلاح الهدف الأساسي الذي خطط له العدو والاستيلاء على ترسانة الأسلحة الحديثة، والتي كان يملكها جيش الجنوب وبالفعل، تم ذلك، وأصبح الجنوبيون في العراء بعد الاستيلاء على كل مقتدرات الجنوب، ونهبوا الثروة وطمس الهوية، وفي غمرت الانتصارات تم تسريح الجيش، وبدأ الجنوبيون البحث عن الذي يجمعهم، ولا يفرقهم، وتم إعلان يوم 13 يناير 2006م يوم التسامح والتصالح، ذلك المكسب الكبير الذي وجه ضربة فاضحة للنظام في صنعاء، ومهد الطريق للعسكريين بتقديم مطالب حقوقية بعد الظلم الذي لحق بهم، وبدلاً من التجاوب معهم ومع مطالبهم طاردتهم، ووضع البعض في السجون، وعدم الاستجابة لمطالبهم، ونتيجة لظلم والمطاردة تم رفع مطالبهم إلى مطلب سياسي في 7/7/2007م المطالب بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة. وقد خرج شعبنا في الجنوب ثمان مليونيات تطالب بصوت واحد الحرية والاستقلال، واستعادة الدولة ليظهر للعالم أن شعب الجنوب شعب حي، وأنه سوف يستمر في النضال السلمي حتى ينال مطالبه باستعادة دولته. وبهذه المناسبة أدعو مكونات الحراك التوحد، واختيار مرجعية سياسية على قاعدة التسامح والتصالح، لأنه كلام لفظي، ولكن على الواقع شيء آخر، والتسامح والتصالح في خطر أيها الجنوبيون، لأن ما يجري على الواقع لا يبشر بخير، لأن نغمة الزمرة والطغمة بدأت، وهذا خطر يهدد مبدأ التسامح والتصالح، ويحطم تلك المداميك التي بناها شعبنا الجنوبي في عام 2006م. عاش شعب الجنوب حرا أبيا .. وحماه الله من كل مكروه .. المجد والخلود للشهداء .. والحرية للمعتقلين .. والشفاء العاجل للجرحى.