وصل صباح أمس الثلاثاء العاصمة الأردنية عمان فنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي في رحلة علاجية يجري خلالها فحوصات طبية بعد الوعكة الصحية التي المت به مؤخراً . قالت ل " عدن الغد " مصادر مقربة من المرشدي ان الفنان الكبير سيجري في زيارته للأردن التي تستغرق 20 يوماً فحوصات طبية مكثفة لمعرفة أسباب الوعكة الصحية الطارئة التي تعرض لها الأسبوع الماضي وأدخل بسببها إلى مستشفى مصافي عدن وهي الالام في الصدر إعاقت تنفسه بشكل طبيعي . و أشادت المصادر بالمواقف الداعمة للمدير التنفيذي لشركة مصافي عدن الدكتور نجيب العوج الذي وجه بمعالجة الفنان الكبير المرشدي بالأردن على نفقة المصافي ، وكذا اهتمام وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل الذي زار المرشدي السبت الماضي بمستشفى المصافي وأطمأن على صحته ووجه بتوفير الرعاية والاهتمام لهذه القامة الفنية الغنائية العملاقة .
كان الفنان الكبير المرشدي الذي احتفى في ال 6 من نوفمبر الماضي بميلاده ال 82 عاماً قد خضع منتصف العام قبل الماضي بمستشفى أبولو الطبية العالمي بالعاصمة الهندية نيودلهي لفحوصات طبية مكثفة وشاملة أظهرت انه يعاني من تضيق حاد في صمام الأورطي(الابهر) , وبحاجة إلى استبدال صمام نتيجة ضعف في عضلات القلب وارتخائها بسبب الأدوية التي كان يتناولها على مدى قرابة 15 عاماً عقب عملية القلب المفتوح لاستبدال خمسة شرايين التي إجراءها في مدينة الحسين الطبية بالأردن في عام 1995 ، الا ان الأطباء المشرفين على حالته الصحية قرروا تأجيل إجراء عملية جراحية " قلب مفتوح " في صمام الأورطي " الأبهر " بالقلب لمدة عام بهدف تقوية عضلات القلب ، خاصة بعد ان أظهرت حالته الصحية تحسناً كبيراً نتيجة الأدوية الجديدة التي وصفها له الأطباء بالهند .
ويمثل المرشدي اسم كبير في تاريخ الأغنية اليمنية من خلال تجربته الفنية الكبيرة التي تمتد إلى أكثر من ستة عقود ، نسيج لوحده ، أسهم بدور ريادي في إثراء وتطوير الأغنية اليمنية ، وساهم بدور هام في إحياء ونشر التراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع على مستوى اليمن والجزيرة العربية، وهو مؤرخ موسيقي، وملحن، ومطرب ، وتفرد بأداء خاص ومتميز في أغانيه ، فضلا عن توثيقه للتراث الغنائي اليمني الغزير والمتنوع بعدد من الإصدارات والمؤلفات القيمة من بينها "أغنيات شعبية" و"الغناء اليمني ومشاهيره" و"صفحات من الذكريات" و "أغنيات وحكايات".
أسرة تحرير "عدن الغد" لا تملك إلا أن تقول للفنان المرشدي دمت لنا.. ودامت أغانيك لنا.. فما زال صوتك يرن في كل بقاع الوطن اليمني..ألف قبلة وفاء على جبين فناننا الكبير (أبو علي) هذا التاريخ الشامخ الذي صدح بأغاني القلب والوطن، وجعل الأغنية والموسيقى طريقاً لتهذيب النفوس والارتقاء بها إلى معالي السمو والرفعة.والمرشدي الذي أغنى مكتبة الغناء اليمني بأغانيه وألحانه يظل أحد أعلام الغناء اليمني والعربي وقامة سامقة في ذاكرة الأجيال.