حاورته : أمل عياش قبل أيام أقلعت طائرة مدنية من مطار عدن الدولي وفي سمائها حلقت ..بين كل الوجوه والأجساد التي تراصت كان هنالك وجه متعب .. حينما تصادفه في دروب الحياة تحس بالبراءة تشع من بين قسمات وجهه ..
انه الشاب المبدع والفنان والرائع "رائد طه" الفنان المسرحي الذي وقف لسنوات على خشبة مسرح ضئيلة بكريتر كل عام ليرسم البهجة على قلوب الناس البسيطة المطحونة.. غادر "رائد" عدن في رحلة علاج لان له قلب متعب مثل كل قلوب عامة الناس في عدن .
وفاء من "عدن الغد" لهذا الفنان الشاب ينشر حوار صحفي معه أجرته معه الزميلة "أمل عياش" مع خالص تمنياتنا له بموفور الصحة والسعادة وان يعود إلى عدن ويقف هناك على خشبة مسرح هيريكن لكي يصفق البسطاء مرة أخرى من كل شغاف قلوبهم . رائد طه .. شاب برز من خلال المدرسة ثم من خلال اسكتشات قصيرة من على مسرح في حديقة( فان لأند) في صيره ، ثم لم يلبث إلا وان راء نفسه أمام جمهور أوسع ليغادر مع فرقة خليج عدن المسرحية إلى برلين ، ظل جمهوره يتابعه وينتقل أينما انتقل في أي عمل مسرحي ، أجرينا معه هذا الحوار على هامش استعداداته في بروفات مسرحية( كرت احمر) الذي تميز فيها وهكذا ديدنه في كل عمل مسرحي انه الممثل المبدع رائد طه واحد من ابرز نجوم فرقة خليج عدن :
تقمصي لدور المرأة جاء بالصدفة س- الكوميديا احد العناصر الرئيسية في ظهورك كممثل بماذا تتميز عن غيرك ؟
ج- لن أقول بأنني أتميز ،ولكن بخبرتي البسيطة على المسرح أستطيع أعرف كل فئة أو جمهور وماذا يحتاج من المواقف الكوميدية سواء كانوا نساء أو شباب وأطفال وغيرهم ومن هُنا استطعت الاختلاف عن غيري بالعمل الكوميدي .
س- جمهورك في حديقة "فان لند" حيث تعرض الأسكتشات المسرحية وجمهورك في سينما هريكن .. هل هم ذات الجمهور أم وجدت أن هناك فروق في طلبات الجمهور ؟
ج- الجمهوُرين مختلفين إلى حد معين بمعنى أنا عملي في حديقة( فن لأند) هو من أسس لي قاعدة قوية وعرفني بالناس بكثرة وبعد انتقالي للعمل في السينما باعتبارها خشبة مسرح و في أول عمل ، عرف الجمهور ربأن رائد أنتقل هذا العيد للعمل في مسرح سينما هريكن ،فجاءوا لمشاهدتي بالإضافة إلى الجمهور الجديد الذي دخل السينما ولأول مرة بعد أن ظلت السينما لا تدخلها الأسر بسبب انحسار دورها مقارنة مع عصر السينما زمان .
س – الدراما والأعمال التراجيدية كيف تؤديها كممثل وهل ابتعادك عنها هي ميول المخرج ؟ ج- أحب جداَ الأعمال التراجيدية وأتمنى أن أعملها سواء بالمسرح أو في السينما ولكن إلى ألان لم أجد عمل تراجيدي مناسب يعرض علي وأتمنى في المستقبل أن أعمل أعمال تراجيدية وتاريخية بالإضافة إلى الكوميديا .
تأسيس وجدان ثقافي س- تقمصك دور المرأة الشعبية أصبح إطارك التي وجدت نفسك ووجدك الجمهور فيه .. هل ترى نشاطك امتداد للدور الكوميدي الذي بدأته فرقة المصافي الكوميديا ؟
ج- تقمصي لدور المرأة الشعبية جاء بالصدفة عندما لم نجد في أحدى الأيام نساء يستطيعون التمثيل في حديقة فن لأند، فبدأت أتقمص الأدوار إلى غاية ما نجد فتيات يعملن معنا في الحديقة وفجأة وجدنا أن الجمهور لايتقبل عمل أو أسكتش إلا وأكون فيه دور أمراءه لأنهم يستمتعون جداَ بأدائي وتقمصي للدور، ومن هُنا أحب المخرج دوري في الإسكتشات ومنها جاءت مسرحية " معك نازل" وكان في العمل من تأليف كاتب ألماني وشاركنا في عروض في ألمانيا ونجح العمل كما أن ظاهرة الشباب الذين يتقمصون أدوار نسائية معروفة في ألمانيا أيضا كان من شروط العمل المسرحي أن يدخل شباب في أدوار نسائيه مثل العمل الألماني فوقع الاختيار علي مع الفنانين الرائعين عدنا ن الخضر، وقاسم رشاد والحمد لله تم التوفيق .
س- " الجمهور عايز كده " هل ترى في هذه العبارة مقياس حقيقي للعمل يجب أن يلتزم بها الممثل والمخرج من أجل الحرص على شباك التذاكر ..؟
ج- رأيي نعم لأننا أساساَ نعمل من أجل إرضاء الجمهور، الذي يأتي من كل مكان ويتزاحم أمام السينما لرؤيتنا ، والمنتظر أمام شاشات التلفاز حتى يتم عرض شيء لنا فنحاول إرضاءه وبنفس الوقت إرضاء أنفسنا بعمل مفيد با تباع تقنية مميزة ويعالج مجموعة من المشاكل .
أخاف من الجمهور س- كيف تتصور طموحك في المستقبل كممثل ناجح؟ ج- أتصور هذا الطموح من خلال جملة من العوامل أهمها اقتناع من بيده القرار الإداري والسياسي بأهمية دور السينما والمسرح في التوصيل والتواصل مع الناس عن طريق تأسيس وجدان ثقافي يسهم في العملية التنموية ويبلسم النفس بالتنفيس والترويح عن الذات الإنسانية المنهكة .
س- كيف تم اكتشافك كممثل ؟
ج- بدأت في الثانوية العامة عندما جاء مدير الأنشطة يطلب تلاميذ للمشاركة في المسرح المدرسي ومن هنا التقيت مع عدنان الخضر وقاسم رشاد في عمل مدرسي جميل تم التقينا بعمرو جمال وبدأنا في العمل بالمنتجعات في أيام الأعياد وعملنا في الانتخابات ومن هنا بدأت الانطلاقة و بدأنا نفكر بعمل عائلة (دوت كوم) والذي كان أول عمل تجاري في سينما هريكن لفرقة خليج عدن .
س- صف لنا أولى الدقائق التي واجهت بها الجمهور ؟ ج- بالنسبة للدقائق الأولى التي واجهت فيها الجمهور هي نفس الدقائق التي أواجه فيها الجمهور في الوقت الحالي رغم البروفات المكثفة ورغم ثقتي بنفسي الإ إنني أخاف من الجمهور في أي عمل مسرحي جديد أقدمه وأعتقد أن خوفي هو سبب اجتهادي وبالتالي سبب نجاحي .
أحب جمهور عدن المسرحي س- صف لنا حالات الإحساس بالفشل ؟ ج- لأتمنى من الله أن أحس بالفشل بأعمالي لأنه صعب والحمد لله إلى ألان أحب الأعمال التي عملتها وأتمنى أنها بالفعل تكون ناجحة لأني اجتهدت فيها مع طاقم العمل حتى تخرج بحصيلة ترفع من مستوى الفن في اليمن وعدن خاصة . س- كيف وجدت جمهور عدن ؟
ج- جمهور عدن المسرحي أحبه جدا لأنه يتابعني ويدفعني دائما إلى الأمام من خلال حفظه لعباراتي وسؤاله عني في حالة تغيبي بالإضافة إلى الملاحظات التي يعطيها لي حتى أتقدم وأنجح ولا أنسي أنه جمهور لايستهان به .
المسرح : مناقشة هموم الواقع س – أذا وجدت المرأة ذات القدرة على الأداء الكوميدي القوي هل ستختفي ظاهرة الممثل الذي يقوم بدور المرأة ؟أم أن ذلك الرجل الذي يقوم بدور المرأة سيظل باقياَ؟
ج- لا أقول أن ظاهرة الممثل الذي يقوم بإدوار النسائية سوف يختفي بظهور المرأة المتمكنة ولكن سوف يقل وبظهر عند الاحتياج له وعندما أرى أن هذا الدور لايناسب أي امرأة وأنه يصعب أن تؤديه أي امرأة، فأن تطلب الأمر أن رجل من يؤديه هُنا فقط سوف يكون دوري .
س- ماهي أكثر الأمور الكابحة لدور المسرح ؟ أولا عدم وجود الدعم والعناية من فبل الدولة والقطاع الخاص ، تأنيا عندما لا يقدم مسرحا إلا بهدف الحصول على الدعم المادي ، ثالثا التزام المسرحيين الكبار الأدوار التقليدية البعيدة عن مناقشة هموم الواقع ، بالإضافة إلى ذلك جمهور المسرح ماهية أهدافه هل يريد مسرح ولماذا يريده وما هو المستوى الثقافي لهذا الجمهور . وهل المسرح للنخبة المثقفة فقط ، ثم ماهية أهداف المسرح التجاري هل هي الربح أم تأسيس رؤية ومخرج حقيقية لظواهر اجتماعية كثير من الأسئلة يمكن طرحها في إطار الاجابه على الكوابح التي تعيق عمل المسرح في بلادنا لكننا متفائلين لأن مستقبل المسرح مبشر جدا .
كلمة تود قولها : في البدء شكرا لكي وثانيا نتمنى أن تعود الحركة المسرحية بشكل أكبر وأن نحصل على الداعمين لان الفن أيضا استثمار، وأن نتفوق في العرض المسرحي لهذا العيد عيد الأضحى في سينما هريكن رغم الظروف التي تمر فيها البلاد إلا أننا حبينا نلبي طلب الجمهور التي تعود أن يرانا في كل عيد وكل عام والشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بخير .