يحشد الأسطول الروسي أكبر قوة له في البحر المتوسط منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا يمكن أن يفعل سرب السفن الروسي في حال تأزم الوضع، وما هي الأدوات التي يمكن بواسطتها زيادة فعالية التواجد البحري العسكري الروسي في المناطق الحساسة من المحيطات؟. حالياً هناك أكثر من 10 سفن وعدد غير معروف من الغواصات الروسية التابعة للأسطول الحربي الروسي في مياه البحر الأبيض المتوسط، وهذا التواجد الكبير من السفن الحربية التي تحمل أعلاماً روسيا هو الأول من نوعه منذ عقدين من الزمن في مياه المتوسط بعد أن تم تفكيك السرب الخامس السوفيتي في شهر كانون الأول/سبتمبر من عام 1992 والذي كان يناوب بشك دائم في مياه المتوسط. يشير المراقبون إلى أن تفاقم الأزمة السورية والاحتمال الكبير لبدء حرب في تلك المنطقة، يتطلب من روسيا الرد السريع والمناسب لمواجهة التحديات، ولذلك فإن تواجد السفن الحربية يعني أكثر بكثير من مجرد عرض العضلات. يلفت انتباه المراقبين، قبل كل شيء، هو عدد سفن الإنزال الكبير الذي يتضمن سبع سفن، منها اثنتان من أسطول المحيط الهادي واثنتان من أسطول البلطيق وثلاث سفن من أسطول البحر الأسود، علماً أن بعضها أبحر منذ فترة طويلة مغادراً المياه الروسية، وسفينة "الكسندر شابالن" التي غادرت بحر البلطيق منذ شهر كانون الأول/ديسمبر 2012 خير دليل على ذلك. ويفسر المحللون هذا التواجد الكبير لسفن الإنزال الحربية لأسباب عديدة أهمها أن هذه السفن تعتبر بمثابة قناة آمنة لإيصال المساعدات الروسية للحكومة الشرعية في سورية التي تواجه الإرهاب. وكما أعلنت وكالات الأنباء الروسية استناداً لمصادر في المؤسسة العسكرية، أن هذه السفن تستخدم لتوريد الأسلحة بحيث ألا تكرر حادثة سفينة "ألاييد" التي كانت متوجهة إلى الشواطئ السورية وهي محملة بمروحيات روسية، حيث تم إيقافها في صيف عام 2012. المهمة الثانية لسفن الإنزال في هذه المنطقة تأمين إخلاء المواطنين الروس من سورية في حال الضرورة. في الأيام القليلة المقبلة سوف تصل سفينة "موسكو" حاملة الصواريخ التي كانت تؤدي مهمة في المحيطين الأطلنطي والهادي، زارت خلالها كل من كوبا ونيكاراغوا. ومن المتوقع أن تصبح هذه السفينة نواة سرب الأسطول الروسي بفضل منظومتها اللاسلكية القوية ومنظومة دفاعها الجوي. ولهذا يعتقد الخبراء بأن السرب الروسي في مياه المتوسط سيتمكن بفضل مشاركة سفينة "موسكو" من القيام بمهامه على أكمل وجه في حال اندلاع الحرب. بداية فإن قدرة هذه السفينة المدعومة بمنظومة استطلاع متطورة، تسمح بالحصول على صورة كاملة وواضحة عن ما يحدث من خلال الرصد الشامل للمناطق الشرقية للبحر الأبيض المتوسط. وثانياً فهذا متوقف على المهام التي ستوكل إليها من قبل قيادة البلاد والقوات المسلحة. وفي نهاية المطاف فإن المعلومات حول اكتشاف صواريخ توماهوك أمريكية في حال بدأت الولاياتالمتحدة قصفها على سورية، يمكن إيصالها ليس فقط إلى موسكو وإنما إلى دمشق لتسهيل عملية اعتراض هذه الصواريخ من قبل منظومة الدفاع السورية.