عبر متحدثون في ندوة نظمتها حركة شباب عدن عصر اليوم الثلاثاء عن رفضهم للانتخابات الرئاسية المزمع إقامتها أواخر فبراير/شباط من العام الجاري وفقاً لمبادرة تقاسم السلطة بين المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) وتكتل اللقاء المشترك (المعارض) في اليمن. ولم تضم الندوة السياسية التي أقيمت في متنفس ساحلي تقام فيه وقفات احتجاجية منتظمة ثلاثة أيام في الأسبوع أياً من ممثلين عن أطراف مؤيدة لإقامة الانتخابات.
وقال الناشط في الحركة "فهد شريح" الذي أدار فقرات الندوة أنهم تواصلوا مع عدد من أعضاء وقيادات الأحزاب المنخرطة في المبادرة الخليجية للحضور لوضع رأيهم لكنهم لم يجدوا استجابة, معتبراً أن هذا "رفض للحضور أمام الشارع".
وفي الندوة التي تنظمها حركة شباب عدن ضمن سلسلة ندوات تحت عنوان "ماذا لو انتخبت" قال الناشط في ثورة "16 فبراير" بعدن "نزار هيثم" أن "الجنوبيين يرفضون الانتخابات, ودشنوا دعوات حرق البطائق الانتخابية" للتعبير عن هذا الرفض.
وأضاف أن "الجنوبيين لا يريدون الخوض في الانتخابات وهم يشعرون أنهم تحت احتلال".
وتوقع "هيثم" حصول "تحايل ومغالطات مثل التعديلات حول السماح بالانتخاب بالبطاقة الشخصية".
وأكد أن "وسائل الرفض ستظل سلمية بالتوعية عبر نشر الملصقات في الشوارع والحارات حتى يتخذ الشعب القرار عندما يحين وقته".
وقال أن "هناك محاولات لتشويه صورة الحراك السلمي الجنوبي" معتبراً أن "هذه أساليب الأحزاب".
واعتبر الناشط "غسان صالح" في مداخلته أن "وجهة نظر الشارع الجنوبي معروفة عن الانتخابات" مؤكداً "نحن لسنا هنا لكي نؤكد أننا نرفض الانتخابات أو نقبلها".
وتحدث عن "غياب الفرصة المتساوية في الانتخابات" في إشارة إلى كون الانتخابات "شكلية" حيث تم التوافق بين المؤتمر والمشترك لترشيح نائب الرئيس "عبد ربه منصور هادي" كمرشح توافقي عن الطرفين.
وأضاف "نرفض فكرة التوصيف الغبي للانتخابات", متسائلاً "هل المفهوم يقوم على المنافسة الصورية؟".
وفي مداخلة قصيرة قال الأديب "عمرو الإرياني" وهو الناطق الرسمي لحركة شباب عدن أن "هناك فرق بين الرفض والمقاطعة" مشيراً إلى أن "مقاطعة الانتخابات يعني عدم المشاركة فيها مع الموافقة على آليتها, بخلاف الرفض الذي يعني رفض المشاركة والآلية واللجان".
وبعد فتح المجال للمداخلات للحضور أكد نشطاء ومواطنون عاديون من الجنسين أن الانتخابات في الجنوب مرفوضة معتبرين أن "الجنوب يريد الاستقلال عن الشمال", ولهذا "ستفشل الانتخابات التي تخص الشمال".
وأقيمت الندوة بالتزامن مع فعاليات الوقفات الاحتجاجية التي تقام كل أحد وثلاثاء وخميس للمطالبة بإيقاف بناء مشروع استثماري فوق الأرضية التي تمثل المتنفس الساحلي الوحيد بعدن والتي حصل عليها رجل الأعمال "شاهر عبد الحق" وفق صفقة غامضة.
واعتصم العشرات بينهم أطفال مارسوا أيضاً أنشطة ترفيهية في الأرضية للمطالبة بإيقاف البناء.
وهذه الأنشطة المتنوعة تأتي ضمن برنامج شعبي تصعيدي يتضمن قيام نشطاء ومهتمون متطوعون بتنظيم حفل فني يوم الخميس القادم بجهود ذاتية.
وهذه الأرضية هي الأخيرة المتبقية كمتنفس ساحلي في مديرية كريتر (عدن التاريخية) بعد إغلاق خليج حقات أمام المرتادين لاحتضانه قصراً رئاسياً.