اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الموضوعات ولعل أهمها الصراع الدائر في سوريا والأزمة المالية التي تعاني منها "حماس" في غزة جراء إغلاق الجيش المصري لمئات الأنفاق على الحدود المصرية - الغزية. ونطالع في صحيفة الاندبندنت تحقيقاً لمراسلها كيم سينغوبتا بعنوان "كيف اختار الأسد أهدافه القاتلة". ويقول كاتب المقال إن "أكبر تهديد للزعيم السوري يقع على عتبة منزله أي في الغوطة التي تعرضت لقصف بالأسلحة الكيماوية الشهر الماضي". ويضيف أن "الغوطة التي تبعد أقل من 10 كيلومترات من وسط دمشق سيكون لها دور كبيرفي المراحل القادمة والحاسمة للصراع الدائر في سوريا. وستمثل الغوطة نقطة استراتيجية مثالية للمتمردين لضرب قلب النظام السوري. وليس من الغريب اختيارها لتكون هدفاً لأكثر جرائم الأسد بشاعة حتى الآن خلال الصراع الدائر في سوريا". ويرى كاتب المقال إنه "بعد عامين ونصف من الصراع الوحشي في سوريا الذي قضى خلاله أكثر من 100 الف شخص، فإن العديد من قوات المعارضة يأملون بأن تؤدي قتل أكثر من ألف سوري في الغوطة بالاسلحة الكيماوية إلى نقطة تحول جذرية في الصراع الدائر هناك"، مشيراً لإلى أنه اخيراً قامت امريكا وحلفائها بإتخاذ موقف حازم". ويضيف "حتى في حال عدم توجيه الضربة العسكرية الامريكية لسوريا، إلا أن قوات المعارضة تأمل في تدفق مزيد من الأسلحة من دول الخليج". ويرى سينغوبتا إن "نية الأسد تسليم أسلحته الكيماوية يعتبر "تكتيكاً و مماطلة". ويحاور كاتب المقال العديد من الشخصيات في الغوطة ومنها، أبو عبد الله الذي كان محاصرا في الجزء الشرقي من المنطقة في العام، ويقول" نحن معتادون على سقوط مئة الصواريخ و المدفعية في اليوم، وهذا الأمر لا يزال مستمراً". ويضيف " نسمع أن الامريكيين سيوجهون ضربة عسكرية، إلا ان الضربات العسكرية التي نتلقاها هي من قبل بشار الأسد". ويلقي التحقيق الضوء على رجل أعمال ثري يدعى مصطفى عمر الذي أمضى قدرا كبيرا من ماله الخاص في تمويل كتائب المقاتلين المعارضين في المنطقة كما ساعد أيضا تسهيل الزيارة التي قام بها مفتشو الاممالمتحدة الى مواقع الهجمات الكيمياوية التي يشتبه فيها في الغوطة عن طريق الاتصال مع مجموعات مختلفة من قوات المعارضة. ويقول عمر إنه الآن في مهمة في الأردن و تركيا للحصول على أسلحة من المساندين الدوليين. ويوضح "نحن لا نقول أننا في الغوطة من أفضل المقاتلين، ولكننا الأقرب إلى العاصمة، لا يوجد مكان آخر مثل هذا الموقع الجيد للذهاب إلى الأسد و شعبه"، مضيفاً "لهذا السبب حاصرتنا قوات الأسد لعدة أشهر ونتعرض لهجمات باستمرار، فضلاّ عن ضربنا بالأسلحة الكيمياوية. ويختم بالقول إن "الاقتراح الروسي بشأن الترسانة الكيمياوية تثبت استخدام النظام السوري هذا السم، انها مناورة لتجنب الضربات، لكنه أيضا اعتراف". مسار .. جدير بالاستشكاف
ونقرأ في افتتاحية صحيفة الغارديان التي جاءت تحت عنوان "سوريا: مسار جدير بالاستكشاف". وتقول الصحيفة إنه للمرة الأولى منذ سنتين ونصف سنة، يبدو أن جميع الأطراف في الصراع الدائر في سوريا - باستثناء المتمردين - يبدو أنهم متفقون. وتقول الصحيفة إنه في غضون 24 ساعة من تقديم الخطة الروسية -الامريكية ، أبدت الصين وايران دعمهما لهذه الخطة التي تقضي بتسليم سوريا ترسانتها الكيمياوية، مضيفة أن الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي يلمح بشكل متزايد إلى امكانية عدم موافقة الكونغرس على الضربة الامريكية لسوريا، وضع بهذه الفكرة جانباً، موضحاً أن توقيع سوريا على معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية إنجاز لا يستهان به. وتضيف الصحيفة أن الخيار الدبلوماسي لديه الكثير من المزايا الحقيقية، فالخطوات الأولى تعتبر واضحة، إذ أن توقيع الأسد على معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية والانضمام اليها، يعتبر خطوة قريبة المنال، إلا أن الخطوات القادمة ستكون هي الأصعب. فبعد 30 يوماً من توقيع هذه المعاهدة سيعرض استخدام سوريا للأسلحة غير القانونية لزيارات تفتيش طارئة، وهو أمر لا يمكن الاستهانة به". أنفاق غزة
ونشرت صحيفة التايمز مقالاً لمراسها جوشوا ميتنيك في تل أبيب بعنوان "حماس تعاني أزمة مالية جراء اجراءات الجيش المصري الصارمة التي تستهدف أنفاق غزة". ويقول كاتب المقال إن الجيش المصري أغلق مئات الانفاق التي تربط سيناءبغزة والتي تستخدم لتهريب البضائع والاسلحة والمواد الخام التي يحتاج اليها 1.7 مليون فلسطيني في قطاع غزة. ويضيف أن إغلاق هذه الأنفاق وضع حماس في أزمة مالية كبيرة وهي تواجه صعوبات في دفع رواتب عشرات الآف من موظفيها. وفي مقابلة مع أبو مالك المشرف على واحد من الأنفاق التي تم إغلاقها مؤخراً، قال "هذا هو أسوأ وقت منذ تأسيس هذا العمل"، مضيفاً "انخفضت نسبة تهريب البضائع ببشكل كبير". ويرى ميتنيك أن "حماس أضحت أكثر عزلة بعد الاطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي في تموز/يوليو الماضي، مما أدى إلى فقدان حماس للدعم المالي الذي كانت تحظى به من إيران، كما خسرت التمويل المادي من سوريا بعد تأييدها للمعارضة السورية". ويختم كاتب المقال بتصريح لأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة إن "حماس تواجه مشاكل مالية كبيرة"، مشيراً إلى أن تهريب النفط عبر الأنفاق إنخفض بنسبة 62 في المئة، كما انخفضت نسبة تهريب الديزيل إلى 23 في المئة وذلك تبعاً لغيشا وهي منظمة اسرائيلية غير حكومية مسؤولة عن مراقبة الأنفاق على الحدود المصرية - الغزية.