صديقي العزيز الذي عرفته قبل عامين في اول يوم من تسجيلنا للدراسة الجامعية – صنعاء- واخاف عليه من السير باتجاه الهاوية ، ادري انك سترد علي اول ما ستقراء كتابتي اليك هنا بقسوة وغضب ، ولربما قد تصفني بالغباء والسذاجة والسطحية ، دعني اعترف لك بهذا كله يا صديقي ولك ان تعتبرني اتفه من هذه التوصيفات التافه . حسناً يا صديقي انت تقرأ الكثير من الكتب الفلسفية وتشعر بالمثالية والدهاء اكثر مني ، ولهذا لا استغرب من كل الاعتقادات التي تشبعت بها واتيت الي لتقنعني مثلاً : ان القران مجرد دستور سياسي جاء به الرسول محمد لتمرير مشروعه الإخواني الا سلامي الى قوم الجاهلية كما يحلوا لك ان تسميه تزامنا مع محاربة الفريق السيسي لهذ المشروع .
عذراً يا صديقي أنا لم اقرأ سوى بعض العناوين القصيرة لمؤلفات هؤلاء الفلاسفة الذين اوصولك الى حيرة من امرك دون ان تشعر وابعدوك عن واقعك الحقيقي الذي تصتدم به كل يوم وتزداد تخبطاً فاشفق على عقلك جداً من الانهيار .
ادري انت الان تقول عني غبي وأني افكر بعاطفتي ، ولا استخدم عقلي ، نعم انا كذلك يا صديقي قلت لك ، فانا ورثت ايماني بالله وبالموت والبعث والنشور والسماء بالفطرة من جدتي القروية التي لا تعرف نطق اسم الفيلسوف نيتشة ولا سقراط ،ولا ماركس ، ولا لينين ، ولا هوبز اقصد هوبس عفوا خوفس عذرا انا لا اتذكر لأني غبي قلت لك.
فقط انا اقتنعت شخصياً بذلك وصرت ملتزماً بالصلاة كما علمتني جدتي سنن الوضوء وعمري كما اتذكر(3-4)سنوات ، لا اخفيك بالمناسبة اني لست مستعداً يا صديقي لان اكون مثلك فيلسوفاً اغرق في متاهات الاسئلة الوجودية لأني بأمانة لا اريد ان اجرب على عقلي تجارب الجنون والخرافة بوهم الذكاء الحاد المكتسب من تلك النظريات النثرية التي اكرهها ولست فاضيا او فارحا بقراءتها كاملة مع احترامي .
صديقي العزيز انا احبك جيداً .. انت تعرف هذا جيداً ، بعيداً عن كل هذا انا الان لا اريد منك ان تأتي معي لتعبية استمارة حزبية او للصلاة في الجامع ، فانت مشاكلك كثيرة مشكلتك مع ابو هريرة والبخاري والصحابة والرسل اجمعين والتابعين وانتهاء بالذات وهذا ما يضايقني .
وكلما في الامر يا صديقي اني اقدر حجم الانتفاخات التي تصاب بها خلايا دماغك كل يوم وانت تحاول المقاربة بين فلسفة الخرافة التي اكتسبتها وقراءتها وبين الواقع اليومي الذي تعيشه مع اهلك واصدقائك في غرفة معينة في شارع الستين او حي الجامعة وتتحدثون عن تاريخ البشرية ودياناتهم منذ زمن الجاهلية حتى عصر ربيع التونسي محمد ابو عزيزي .
باختصار انا لا اريد منك ان تكون غبياً فتشبهني ولا اريد منك ان تكون ذكياً جداً فتؤذي نفسك من حيث لا تدري وبالمناسبة انا افهمك جيداً واريد منك ان تفهم نفسك وتستخدم عقلك بالتوازن فما زاد عن حده انقلب ضده وهذا ما اخشاه .
ارجوك يا صديقي الجميل فقط جرب الغباء مثلي ولو لمرة ولاحظ الفرق بين الحالة الشعورية الناتجة عنه وبين الذكاء الحاد والفلسفة والعبقرية ، صدقني ان الانتفاخات العقلية ستهدأ لأنك ستؤجل وتنسى قليلا بعض مشاكلك الفكرية والفلسفية لا اقصد ان تتركها ركز معي قلت لك اتركها الى اجل مسمى لعلك تشعر بحجم الاطمئنان الذي اشعر به في وقت حيرتك وأتألم عليك كثيراً هنا بحكم علاقتي القريبة بك كصديق احببته من اعماقي احزن لحزنه وافرح لفرحه وسعادته ونجاحاته .