لو تتذكروا، قبل سنة وقليل، قال مكتب الزنداني إن الشيخ يعتكف "لاكتشاف علاج لمشكلة الفقر في اليمن". بعدها كتبت مقالي: "الزنداني، أبو خلطة جنان" عن ذلك، وعن خلطة "براءة اختراعه" لعلاج مرض الإيدز: http://my-last-articles-and-texts.blogspot.fr/2012/09/blog-post_9597.html
جاء حينها في رده باسم ناطقه الرسمي، العمراني: ((سبق وإن قلنا أن الشيخ الزنداني يعكف مع نخبة من الباحثين وخبراء الاقتصاد على وضع خطة متكاملة بآليات تفصيلية وخطوات عملية ومدروسة بعناية وهي تحتوي على أرقام وإحصائيات دقيقة ووثائق رسمية وعلى السلطة أن تطبقها لحل مشكلة الفقر.))
يبدو أن الاعتكاف كان مثمراً، وأن الزنداني الآن "وجدها، وجدها!" (حسب تعبير ارخميدس): هذه هي الخطة الموعودة التي ننتظرها من عام ونصف: إعطاء خمس ثروات البترول والمعادن لأهل البيت! السبب: توزيع الثروات لهم حسنات، والحسنة بعشر أمثالها، ولأن علاقتهم خاصة بالسماء، وأدعيتهم تصلها عموديا، فالسماء ستمطر ثروات للشعب اليمني، تحتل بها مشكلة الفقر، وتبدأ الرفاهية في اليمن! كان إذن اعتكافا وإبداعا عبقريا، لا ينقصه إلا براءة إختراع! بس، مشكلتي منذ اكتشاف هذه الخطة التي ستحل مشكلة الفقر في اليمن: لماذا لم يضف الزنداني الثروة السمكية إلى المعادن والبترول؟
أبسبب خوفه من ضياع خمس ما ينهب من الثروة السمكية في الجنوب (الذي ارتبط ذلك النهب باسمه شخصيّاً، منذ حرب 1994)؟ أيجوز مع ذلك أن نحرم أهل البيت من الثروة السمكية؟ ليكتمل سيريالية المشهد، لا ينقص إلا أن تقترح "اللجنة التنظيمية" (التي استدعت في 2011 الزنداني لساحة التغيير ليعطي الثورة اليمنية "براءة اختراع"!) عمل الجمعة القادمة مسيرة "مليونية إضافة الثروة السمكيّة لخطة الزنداني"…