من قادة حظه العاثر، لمشاهدة مباراة غانا ومصر ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل، والتي انتهت بفوز البلاك ستار على الفراعنة بسداسية، جعلتهم الأقرب لانتزاع بطاقة الترشح للمونديال القادم عن جدارة، سيشك للوهلة الأولى أن المنتخب المصري بطاقمه الإداري والفني جهز اللاعبين لخوض غمار مباراة ودية وليست رسمية، ستكون فاصلة في تاريخ الكرة المصرية، التي يراود جماهيرها حلم التأهل لنهائيات كأس العالم وتكرار انجاز انتظروه طيلة 24 عاما، عندما لعبت مصر في كأس العالم في إيطاليا عام 90. لن أخوض في تفاصيل المباراة التي يتحمل الجميع مسؤولية نتيجتها الفضيحة أو الكارثية أو المخجلة، بما فيهم لاعبي المنتخب المصري الذين لم يعد بوسعنا أن نسميهم بالنجوم بعد أن هوت شهابهم وانطفئ بريقها في ملعب بابا يارا فى مدينة كوماسي الغانية، وظهروهم كالأشباح أو خيال الماته، الذين لم تنفعهم خبرتهم الدولية ولا مسيرتهم الاحترافية في الصمود أمام الطوفان الأسود الذي التهمهم وحولهم إلى كتاكيت، عجزت عن الدفاع عن نفسها أمام منتخب لا يرحم.
السقوط المصري ذكرني بالخسارة التاريخية التي تلقاها أحفاد الخطيب وأبو رجيلة أمام نظيرهم السعودي في كأس القارات عام1999 بنتيجة 5-1، وهي النتيجة ذاتها التي تجرع مرارتها المنتخب المصري أمام إيطاليا في تصفيات كأس العالم 1954 ، وأوغندا في تصفيات دورة الألعاب الأفريقية 1965.
وجاءت نتيجة مباراة غانا لتمحو سابقاتها، وتدون في سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، كأكبر هزيمة تلقاها منتخب مصر طوال مشاركاته الرسمية على مدار التاريخ.
وبأمكاني القول أن نجاح الحرب النفسية الغانية على مصر.. كانت أحد العوامل المحفزة على تحقيقها هذا الانتصار الساحق الذي سيسهل من مهمتها في مباراة الإياب، باعتمادها على أسلحة التصريحات المستفزة التي أطلقها مدرب غانا ونجوم برازيل أفريقيا الذين زرعوا بذور الشك في نفوس لاعبي منتخب مصر وأفقدوهم الثقة في حظوظهم، ويكفي أنهم تعهدوا لجماهير وعشاق أحفاد عبيدي بيلية، بتحويل أرضية ملعب بابا يارا إلى مقبرة تاريخية للفراعنة، وهو ما تحقق بسهولة لم يمكن يتوقعها أكثر الغانيين تفاؤلاً، ولا أشد المصريين والعرب تشاؤماً.