للعام الثاني على التوالي حرص مجموعة من الشباب من منطقة حي السحيل بمدينة سيئون من محبي وهواة التراث والفلكلور الشعبي لحياة الاجداد أن يعكسوا نشاطهم على ارض الواقع وبجهود ذاتية وكانت الفكرة لقت نجاحا منقطع النظير في إقامة القرية التراثية تم عرض فيها مهن وحرف الاجداد في مختلف الجوانب الحياتية خلال ايام وليالي عيد الاضحى المبارك والتي بلغ عدد الزوار اكثر من عشرة آلاف زائر من الذكور والإناث من مختلف مناطق وقرى وادي حضرموت . وخلال هذه الايام ومنذ ثاني يوم من العيد افتتحت القرية ابوابها للزوار بعد افتتاح وقص شريط الاعلان عن بدء نشاط فعاليات و مهرجان القرية التراثية الثاني لعام 1434ه من قبل منصب حي السحيل السيد / هاشم عبدالقادر الحبشي رئيس جمعية علماء اليمن بوادي حضرموت وبحضور عدد من الشخصيات الاجتماعية بحي السحيل ووسط حضور جماهيري كبير.
وستواصل القرية التراثية استقبال الزوار على مدى ستة ايام والتي بدأت من صباح الاربعاء ثاني ايام العيد والتي توزعت على عدد من الأقسام والأجنحة وشملت عرض البيت القديم ومحتوياته من ابتداء من أواني الطبخ وحفظ الماء وما تستخدمه المرأة في تحضير الشاهي وتربة أطفالها إضافة إلى معروضات المهن والحرف الشعبية القديمة كالنجارة والحياكة والصناعات اليدوية لأدوات الزراعة وصناعة النورة وطرق اعدادها بالطرق البدائية ( الميفاء ) وبيع اللحوم والمصوغات والمقهى الشعبي ونموذج للمزرعة القديمة التي احتوت على الحيوانات المستخدمة في الزراعة من جمال وبقر وحمير وأغنام ودواجن إضافة عرض الأسلحة القديمة والأواني والفخار التي يعود تاريخ البعض منها إلى مئات السنين كما شملت القرية الى متحف الحبشي للسيارات القديمة وبعض الصور لزوار المتحف .
وخلال اليومين التي مضت شهدت القرية اقبالا كبيرا من الزوار من الرجال والنساء ونظمت العديد من الفعاليات والأنشطة الفلكلورية بمشاركة حافة السحيل ومنتدى التراث بسيئون وفرقة المسرح بالحي والتي شملت ليس في نطاق مساحة القرية التي تقع في الساحة الجنوبية لمسجد السيد احمد بحي السحيل بل جميع الشوارع القريبة من القرية امتدادا من السدة الغربية لمدينة سيئون حتى ساحة مسجد باعلوي وساحة مسجد العمودية في إقامة وإحياء بعض الرقصات الشعبية الفلكلورية مثل رقصة الرزيح والزامل والشرح والتي تنتهي بالقرية هذا بالنسبة للرجال ولقطاع المرأة الذي خصص لهن فترة العصريات لزيارة القرية وإقامة عدد من المناشط والتي ابرزها ما اقيم ليلة امس عرض اوبريت عن ( اهازيج الطفولة الحضرمية ) قدمته زهرات حي السحيل فيما اقيم عصرا ايضا لعبة الشبواني بمشاركة حافة حي السحيل وفي المساء اقيمت سرية الشبواني من امام بيت مقدم حافة السحيل الوالد يسلم بن هادي قهمان مرورا بساحة مسجد باعلوي الى القرية .
وما تبقى من الايام القادمة وفقا والبرنامج الذي اعدته لجنة القرية التراثية مفعما بالنشاط والمتمثل في عروض للفلكلور الشعبي لعدد من العادات والتقاليد وخاصة في جانب الزراعة والحياة المعيشية للمزارعين من خلال عروض يقدمها شباب الحي من أبناء المزارعين عن الطرق القديمة في زراعة الأرض والأدوات المستخدمة القديمة والأهازيج المصاحبة لها في السناوة وعادات الزواج إضافة إلى جلسة دان بالقرية يشارك فيها عدد من الشعار ورقصة القزحة ورقصة القنيص وعروض سينمائية عبر جهاز البروجكتر عن العمارة الطينية وعدد من الفعاليات الثقافية الاخرى والتي ستختتم مساء الاحد القادم بإقامة حفل اختتام القرية التراثية وإقامة حافة السحيل لعبة الشبواني من امام بيت هادي كرامة بمنطقة شهارة حتى امام ساحة قصر سيئون .
وزوار القرية من الرجال ومن النساء عبروا عن سعادتهم البالغة وللعام الثاني على التوالي من خلال تلك المشاهدات سوى للمعروضات والفقرات الفلكلورية التي رسمت البهجة وفرحة العيد وعكست مدى اهتمام هولاء الشباب في الحفاظ على هذا الموروث الذي يفتخر به كل ابناء وادي حضرموت ومدى الحياة البسيطة التي كان يعيشها اجدادنا دون كلفة الحياة المعاصرة ومدى تحملهم معاناة الحياة في العمل والجهد الذي من خلاله نفتخر اليوم بهم وبتراثهم وبهويتهم وبقناعتهم في حياتهم المعيشية وباستخدام ادواتهم من صناعاتهم وحرفهم الذي عاشوا بها مئات السنين .
وطالب العديد من الزوار جهات الاختصاص من سلطة محلية ومكتب السياحة والثقافة ومنظمات المجتمع المدني دعم تلك الافكار الشبابية وتطويرها والاهتمام بها ليبقى تراثنا خالدا تتداوله الأجيال جيل ورى جيل . شاكرين شباب القرية على هذه الجهود الذاتية برغم بساطتها ولكنها تحمل معاني وتنفس للجميع في تقضية ايام العيد التي ينقص مدينة سيئون المتنزهات والمتنفسات للأسر والعائلات مثلها ومثل بقية المحافظات الاخرى.
