تتواصل فعاليات القرية التراثية في منطقة السحيل بسيئون,باستقبال الزوار على مدى الستة الأيام العيدية,التي بدأت منذ صباح الاربعاء,ثاني ايام العيد,توزعت على عدد من الأقسام والأجنحة,وشملت عرض البيت القديم ومحتوياته ابتداء من أواني الطبخ وحفظ الماء وما تستخدمه المرأة في تحضير الشاهي وتربية الأطفال,بالإضافة إلى معروضات المهن والحرف الشعبية القديمة كالنجارة والحياكة والصناعات اليدوية لأدوات الزراعة وصناعة النورة وطرق اعدادها بالطرق البدائية(الميفاء)وبيع اللحوم والمصوغات والمقهى الشعبي ونموذج للمزرعة القديمة التي احتوت على الحيوانات المستخدمة في الزراعة من جمال وبقر وحمير وأغنام ودواجن إضافة عرض الأسلحة القديمة والأواني والفخار التي يعود تاريخ البعض منها إلى مئات السنين كما شملت القرية الى متحف الحبشي للسيارات القديمة وبعض الصور لزوار المتحف. وخلال اليومين التي مضت شهدت القرية اقبالاً كبيراً من الرجال والنساء ونظمت العديد من الفعاليات والأنشطة الفلكلورية بمشاركة حافة السحيل ومنتدى التراث بسيئون وفرقة المسرح بالحي وشملت ليس في نطاق مساحة القرية التي تقع في الساحة الجنوبية لمسجد السيد احمد بحي السحيل بل جميع الشوارع القريبة من القرية امتداداً من السدة الغربية لمدينة سيئون حتى ساحة مسجد باعلوي وساحة مسجد العمودية في إقامة وإحياء بعض الرقصات الشعبية الفلكلورية مثل رقصة الرزيح والزامل والشرح والتي تنتهي بالقرية للرجال,ولقطاع المرأة خصصت لهن الفترة المسائية من بعد العصر لزيارة القرية وإقامة عدد من المناشط,ابرزها اقيم ليلة امس عرض اوبريت عن(اهازيج الطفولة الحضرمية)قدمته زهرات حي السحيل فيما اقيم عصرا ايضا لعبة الشبواني بمشاركة حافة حي السحيل وفي المساء اقيمت سرية الشبواني من امام بيت مقدم حافة السحيل الوالد يسلم بن هادي قهمان مرورا بساحة مسجد باعلوي الى القرية . وما تبقى من الايام القادمة وفقا والبرنامج الذي اعدته لجنة القرية التراثية مفعما بالنشاط والمتمثل في عروض للفلكلور الشعبي لعدد من العادات والتقاليد وخاصة في جانب الزراعة والحياة المعيشية للمزارعين من خلال عروض يقدمها شباب الحي من أبناء المزارعين عن الطرق القديمة في زراعة الأرض والأدوات المستخدمة القديمة والأهازيج المصاحبة لها في السناوة وعادات الزواج إضافة إلى جلسة دان بالقرية يشارك فيها عدد من الشعار ورقصة القزحة ورقصة القنيص وعروض سينمائية عبر جهاز البروجكتر عن العمارة الطينية وعدد من الفعاليات الثقافية الاخرى والتي ستختتم مساء الاحد القادم بإقامة حفل اختتام القرية التراثية وإقامة حافة السحيل لعبة الشبواني من امام بيت هادي كرامة بمنطقة شهارة حتى امام ساحة قصر سيئون. كل تلك الفعاليات لاتزال تقام في حي السحيل بجهود ذاتية,وللعام الثاني على التوالي,في ظل غياب مخزي لمكتبي الثقافة والسياحة,وتصدر المشهد مجموعة من الشباب من منطقة حي السحيل بمدينة سيئون من محبي وهواة التراث والفلكلور الشعبي لحياة الاجداد,وتصميمهم أن يعكسوا مواهبهم على ارض الواقع,حيث لاقت الفكرة رواجاً ونجاحاً منقطعي النظير في إقامة القرية التراثية,وتم فيها عرض مهن وحرف الاجداد في مختلف الجوانب الحياة,وبلغ عدد الزوار أكثر من عشرة آلاف زائر من الذكور والإناث من مختلف مناطق وقرى وادي حضرموت . افتتحت القرية ابوابها للزوار ثاني ايام العيد بعد قص الشريط والاعلان عن بدء نشاط فعاليات و مهرجان القرية التراثية الثاني لعام 1434ه من قبل منصب حي السحيل السيد/هاشم بن عبدالقادر الحبشي رئيس جمعية علماء اليمن بوادي حضرموت وبحضور عدد من الشخصيات الاجتماعية بحي السحيل وسط حضور جماهيري كبير. وعبر عدد من زوار القرية عن سعادتهم البالغة من تلك المشاهدات سواءً للمعروضات والفقرات الفلكلورية التي رسمت البهجة والفرحة العيدية وعكست اهتمام الشباب في الحفاظ على الموروث الذي يفتخر به كل ابناء وادي حضرموت,وتعرف الزوار على بساطة الحياة التي كان يعيشها اجدادنا ومدى تحملهم معاناة الحياة في العمل والجهد الذي من خلاله نفتخر اليوم بهم وبتراثهم وبهويتهم وبقناعتهم في حياتهم المعيشية وباستخدام ادواتهم من صناعات وحرف عاشوا بها لمئات السنين . وطالب بعض الزوار,جهات الاختصاص في السلطة المحلية ومكتب السياحة والثقافة ومنظمات المجتمع المدني, دعم تلك الافكار والمواهب الشبابية وتطويرها والاهتمام بها ليبقى تراثنا خالدا تتداوله الأجيال جيلاً بعد جيل,شاكرين شباب القرية على هذه الجهود الذاتية التي بالرغم من بساطتها؛تحمل معاني الوفاء للأجداد وتتيح للجميع تقضية ايام العيد,في رحاب التراث,في مدينة سيئون الخالية من المتنزهات والمتنفسات خلافاً لبقية المدن والمحافظات. ________