معظم الأطفال الطبيعيين لديهم مخاوف وتلك المخاوف لديها جانب كبير من النفع، إذ إن الطفل الذى لا يعاني من مخاوف يكون أكثر تعرضا للحوادث، والأطفال المصابون بأنواع متأخرة من التخلف العقلي لا يعانون الخوف مطلقا فالمخاوف في حقيقة الأمر كما يوضح دكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي أنها تلعب دورا دفاعيا فطريا بالغ الأهمية لدى الأطفال الطبيعيين، إلا أن المبالغة في المخاوف إلى الحد الذي يثير القلق هي التى تبعث على الأذى لدى الأطفال ومن الصعب وضع خط فاصل بين المخاوف الطبيعية والمخاوف المرضية، فالطفل في عامه الأول يظهر نوعا من الخوف تجاه الضجيج المفاجئ أو حينما يعيش بعض الأحداث الجديدة، التي ما كان ليتوقعها والطفل ذو الستة أشهر يبدي مخاوفه من الغرباء وما بين العام الثاني والثالث تبرز مخاوف الطفل من بعض الأشياء العادية اليومية كالكلاب والسيارات، كما يبدى الطفل في تلك الفترة خوفاً شديداً من أن تهجر الأم الطفل وما يتعلق على تلك المرحلة من تعلق شديد من قبل الطفل بوالديه والمخاوف العادية، لا تمثل أي مشكلة في الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الطفل ولكنها قد تصبح مشكلة حقيقية إذا زادت عن الحد وتحولت إلى أحد دواعي الشعور بالخطر وانعدام الأمان إزاء بعض التصرفات الخاطئة من الأهل، وبالإمكان التغلب على تلك المخاوف بمنع الشعور بالخطر لدى الطفل وذلك ببث الطمأنينة وغمر الطفل بالعطف والحب لنزع الخوف من قلب الطفل.