أعلن وزير الدولة اليمني حسن شرف الدين مساء الثلاثاء استقالته من حكومة الوفاق بسبب مقتل العشرات من ضباط الجيش والأمن، وعدم قدرة الحكومة على تحقيق الأمن وتكرار استهداف اليمنيين بالطائرات الاميركية. وقال شرف الدين في استقالته التي قدمها للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، "توفرت كل الدلائل أن الحكومة لم تتمكن من الاضطلاع بمسؤوليتها، وصارت عاجزة كلياً عن القيام بواجبها ومستمرة في لامبالاتها بأرواح المواطنين وأفراد الجيش والأمن، الذين يسقطون يومياً بين قتيل وجريح إما بالاغتيالات المباشرة، أو بالتفجيرات".
وتابع أن مقتل عناصر الجيش والأمن "يتم بالاعتداءات التي باعثها طائفي عنصري، وجميعها تأتي نظراً للعجز الأمني المخجل، بالإضافة إلى ضحايا صواريخ الطائرات الأميركية من دون طيار". وتشن طائرات بدون طيار اميركية غارات بصواريخ موجهة تستهدف عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة منذ عامين ،فيما يشهد اليمن انفلاتاً أمنياً منذ بداية الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقال شرف الدين " ظهرت الحكومة مفرطة في سيادة الوطن.
وبرغم فداحة تلك الجرائم التي تستهدف حياة المواطن اليمني، لم يُقدَم للحكومة أي تقرير أمني يوضح نتائج التحقيقات حولها، مما يعكس استهتار الحكومة بتلك الأرواح وبأهالي الضحايا ". وأضاف "وصل حدّ قتل الشباب المتظاهرين سلمياً يتم بدمٍ بارد على يد عناصر جهاز الأمن القومي وعدم تحريك أي ساكن تجاه جريمة حوث، والحرب التي يحضر لها الآن في صعدة".
وتدور مواجهات منذ نحو شهر بين الالاف من السلفيين الذين يتواجدون في منطقة دماج بصعدة شمال اليمن وحركة "أنصار الله" الحوثيون بدواعي طائفية أدت الى قتل وجرح العشرات من الجانبين. واعتبر شرف الدين أن حكومة الوفاق اليوم، لم تكتف بالعجز عن الاضطلاع بمسؤولياتها وحسب، بل بات بعض أطرافها يستغلها لتحقيق المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، وهذا ما يتجلى في العبث بالمال العام، وتسخيره خارج القانون أكثر من مرة، وأشار إلى "عمليات السطو المكثفة على الوظيفة العامة تتم وفق معايير الانتماء الحزبي لا الكفاءة والمقدرة".
وتتكون الحكومة اليمنية من 32 حقيبة موزعة مناصفة بين أحزاب ( اللقاء المشترك) وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سابقاً أثر تسوية سياسية رعتها دول الخليج في 23 نوفمبر/تشرين الثاني.