شهدت السجادة الحمراء بمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي عروضا دولية مهمة للمخرجين العرب والأجانب، حيث تم عرض فيلمان للمخرج الجزائري مرزاق علواش الذي تم تكريمه في المهرجان لحصوله على جائزة مجلة "فراييتي" السنوية المقدمة إلى مخرجي الشرق الأوسط. وأحد الفيلمان قديم وهو "عمر قتلته الرجولة" إنتاج عام (1976). "السطوح" والفيلم الآخر لعلواش جديد هو فيلم "السطوح"، الذي شهد العرض الشرق أوسطي الأول له ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان أبوظبي السينمائي الجاري. تدور أحداث الفيلم فوق أسطح خمس بنايات في أحياء متجاورة في العاصمة الجزائرية، ويتخلله صوت الآذان للصلوات الخمس مع شرح على الشاشة لصلاة المسلمين.
كاميرا هذا الفيلم لا تغادر السطح مطلقا لا نزولا إلى الشارع ولا دخولا في أي حجرة. فقط هناك مشهد داخلي واحد لكنه مصور بإيهام أنه التقط من ثقب الباب. وكاميرا الفيلم الثابتة على السطح تحاول أن تعلن أن هذه السطوح هي انعكاس شامل للحياة على الأرض ولشخصياتها. وجميع شخصيات الفيلم سلبية، ما عدا الفتاة هاوية الموسيقى والرجل الذي يموت تحت وطأة التعذيب.
يقول النقاد إن الفيلم ربط الإسلام بالتخلف من دون ثوابت أو تحليل، وأن ذلك هو تخلف بحد ذاته. موضحين أن الفيلم عندما ينتقل بين حكايات السطوح لا يفعل شيئا على صعيد تقديم معالجة أكثر قيمة من مجرد القول إن كل هؤلاء الذين يعيشون في السطوح مدانون وإن الإسلام يلعب الدور الأول في تخلفهم.
"فيلا 69" وتم أيضًا عرض فيلم "فيلا 69" للمخرجة المصرية أيتن أمين صاحبة فيلم "التحرير 2011"، الذي سبق وأن عرضه مهرجان أبوظبي السينمائي في عام 2011. وحضر عرض الفيلم مخرجته وأبطاله خالد أبو النجا ولبلبلة، الذين ساروا على السجادة الحمراء، إضافة إلى أروى جودة وسالي عبد وعمر الغندور.
كما شاركهم الحضور كاتب الفيلم محمد الحاج والمونتير عماد ماهر ومهندس الصوت عبد الرحمن عويس، ومنتجوه محمد حفظي ووائل عمر وسيد الأهل. وتدور أحداث الفيلم حول رجل لديه أفكار غريبة تجعله يعيش في عزلة بعيدا عن الناس، إلا أن شخصيات ماضيه تعود إليه وتغير حياته تماما، وتجعله يغير أفكاره ليتجاوب هو مع الحياة مرة أخرى.
وعرض كذلك فيلم "صندوق المجوهرات" للمخرج البنغالي المعروف أبارنا سن بحضور مخرجه إضافة إلى بطلة الفيلم الممثلة موشومي شاترجي. ويحكي الفيلم قصص ثلاثة أجيال من النساء، في اقتباس من حكاية مشهورة لشيرشيندو موخوبادي. واستمرارا للعروض الدولية تم عرض فيلم "سلام بعد الزواج" للمخرج غازي البعليوي وبحضور بطلة الفيلم هيام عباس، ومنتجا الفيلم أرين ستن وفاروق أوزرتين.
وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة عروض شرق أوسطية أولى، أولها "لمسة الخطيئة" للمخرج الصيني الكبير جا جانكي الذي وصفه الناقد السينمائي جون باورز بأنه "أكثر المخرجين أهمية في عالم اليوم"، وقد حضر عرض الفيلم جانكي وبصحبته النجمة تاو زهاو التي أدت 8 أدوار بطولة تحت إدارته.
أما الفيلم الثاني فهو "حكايات الحلاق" لكاتب السيناريو سابقا والمخرج الفلبيني الشاب حاليا جون روبلز لانا، ومعه أيقونة السينما الفيليبنية أغوينا دومينغو. وكان أول أفلامه "باوكوا" الذي رشحته الفلبين رسميا الى جوائز الأوسكار لفئة أفضل الأفلام غير الناطقة بالإنكليزية في العام 2012، وحضر عرض الفيلم لأول مرة في الشرق الأوسط المنتجان فريديناند لوبيز وتوني آشيكو.
وضمن فقرة مسابقة الأفلام الوثائقية تم عرض فيلم "طوق غرا المقدس" للإيطالي جان فرانكو روزي، الفائز بجائزة أسد فينيسيا الذهبي في دورة هذا العام. وعرض كذلك فيلم "في الحياة الواقعية" للمخرجة البريطانية البارونة بيبان كدرون في الأفلام الروائية الأكثر واقعية.
وفي فقرة "آفاق جديدة" يعرض فيلم "الظلة" الذي يستعيد فيه الاسترالي أرون ويلسون أجواء الحرب العالمية الثانية، من خلال طيار تسقط طائرته في أدغال غابات سنغافورة، وبالرغم من أن هذا الفيلم قد أنجز عبر تمويل ذاتي وجماهيري، إلا أن محصلته البصرية والفنية جاءت ضخمة. وفي ذات المسابقة تم عرض فيلم "أسمي همممم" بحضور مخرجته الفرنسية الشهيرة أنييس تروبليه، والمعروفة بإسم أنييس بي.
وضمن عروض برنامح خاص تم عرض فيلم "أحلام المدينة" للمخرج السوري محمد ملص، أحد رواد سينما المؤلف في سوريا.