الحوار الوطني الذي جمع كل الأطياف والرؤى السياسية والفكرية والأيدلوجية هو الرحم الذي يتكون فيه المولود الجديد للدولة المدنية دولة النظام والقانون عنونها حرية مساواة عدالة اجتماعية وهذه هي أمال وطموحات الشعب اليمني الذي عانى كثيرا من الظلم والاستحواذ والهيمنة وهوا يراقب عن كثب ما يجري على طاولة الحوار ويأمل أن تتم ولادة الدولة المدنية المنشودة ولادة طبيعية ومولود معافى في كامل نموه وصحته لكن هناك قوى الماضي العفن تعمد على إعاقة هذا المولود و من خلال متابعتنا لجلسات الحوار لم نراها سوى مدافعة عن مصالحها على حساب مصالح وقضايا الأمة والوطن فكلما أنتجت جهود المتحاورين بذرة خير للوطن على طريق بناء الدولة المدنية الحديثة يتفحصونها فيما يخدم مصالحهم راميين المصالح العامة والوطنية عرض الحائط وهذا السلوك هوا اكبر عائق لولادة الدولة المدنية التي أهم أسسها العدالة الاجتماعية أي الكل متساوين أمام القانون الذي لا يفرق بين المواطنين القاطنين على ارض الوطن دون ذلك تفقد العدالة الاجتماعية قيمتها الحقيقية وتفرغ من عدالتها وبهذا تعاق الدولة المدنية وهذا هوا سلوكهم فيما مضى افرغوا كل مشروع وطني وأنساني من محتواة الحقيقي . فالدولة المدنية يا هولا لا يوجد أحدا فيها فوق القانون أي أن حصانتكم تتعارض مع الدولة المدنية وعدالتها الاجتماعية كما أنها تتنافى مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان والشرائع السماوية وهي عارا على من طلبها ومن صادق عليها وهنا يأتي السؤال لماذا طلبتموها أذا كنتم على ثقة أن ماضيكم نظيف وخالي من الانتهاكات . لماذا تصرون على الاستمرار في إعاقة حياتنا وتلحون على فرض مشاريعكم الصغيرة الهدامة لإعاقة مشروعنا الوطني الكبير ألا يكفيكم أعقتنا نصف قرن من الزمن المهدور هل ممكن أن تستسلمون للمنطق وصوت العقل وتقبلون التعايش معنا وفق أسس وموازين العدالة الاجتماعية التي ستجعل حياتنا وحياتكم سعيدة وجميلة وخالية من الاستبداد والظلم والاستحواذ والهيمنة والوطن يتسع للجميع بحرية وعدالة ومساواة ويضيق من دونها نحن جميعا خلقنا أحرار وسنعيش أحرار ولن نقبل أن يعود الماضي السيئ الذي اوجد ظالم ومظلوم وسيد ومسود وناهب وشريف وثراء فاحش وفقر مفجع . أن من يساندكم هم من ينظرون للوطن بأفق ضيق لأنهم لا يرون في الوطن غيركم والجزء المنشق منكم غير مباليين أن الوطن اكبر من أن يحصر بعائلة أو جماعة أو عصبة ولو وسعوا مداركهم ونظرتهم بأفق أوسع بمقدار حجم الوطن سيرون أن الوطن غني برجالة الأوفياء والوطنيين الشرفاء وهم كثر ويتوزعون على طول وعرض الوطن حتى في أوساط أحزابكم هم من سيقودونه للمستقبل المنشود بأذن الله تعالى . هل نتعايش متساويين في الحقوق والواجبات خاضعين للنظام والقانون بسلام ووئام وحب أم نتصارع ونتناحر بغياب العدالة والحرية أو خذوا حصانتكم وارحلوا عنا الم تتعظون من الماضي وصراعاته التي دمرت الوطن والقيم والمبادئ الإنسانية النبيلة أريد أن استشعر تضحياتكم الوطنية لخدمة هذا الوطن والأمة في أن تتخلوا عن أساليب وممارسات الماضي الغير مجدية لان نتائجها وخيمة على الكل والوطن تعالوا نعمل معا وكونوا جزا من هذا العمل لكن بدون ضمانات وحصانات لأننا نريد بلد فيه من يجرم يدان ويعاقب ومن يحسن يكافئ ويكرم