بانجناه! بانجناه من غصنه واهابوي من حسنه يشفي القلب من حزنه بانجناه! بانجني الذهب الأبيض لايدول ولايأرض عاده لا دَوَل بيض بانجناه ! *
صباح كلمات "سبيت" بلحن " اللحجي" بصوت"علوي" لتجني معهم جميعا صباح لحجي مشرق رغم وطأه الليل . وأنت تمضي بسلام هذا الصباح لا يعترض مسيرك سوى مذياع قديم من محل حلوى شهير "بحوطة لحج" تنهمر منه أغنية"بانجناه" لتعيد في نفس اللحجي شجون لصباحات "القطن" الممتدة , اه "القطن" ذلك الذهب الأبيض..وجعٌ في قلبي الأن ..كانت لحج "مصنع " كبير يستنفر كل عماله وطاقاته منذ خيوط الشمس الأولى لا فرق بين كبير وصغير ..نساء ورجال ..أبناء المدينة أو لحوج الأرياف .
الكل يهرع نحو الأرض ..نحو المعمل ..نحو المصنع , يرسمون لوحات الوفاء بريشهم الخاصة وكلا على طريقته , لم يعد أحد في الأرجاء يجني القطن ., لم يعد هناك قطن ما ..! سوى ذكريات سبيت "بانجناه" يسمعها بائع الحلوى يبتسم ..تهرب منه دمعتين يمسحهما على عجل , يبتسم مجددا وهو يجهز "حلوى" لأحد الزبائن , يذهب الآخر فيستند هو الى كرسيه ليلتقط بعض الأنفاس, لايزال "سبيت" بلحن"اللحجي" بصوت"علوي" , لا تزال "بانجناه" تتسرب ذكرياتها من المذياع , يا الهي كم تبدو هذه الأغنية طويلة جدا على نحو لن يستطيع بائع الحلوى أن يوقف تدفق دمعاته التي ستهطل بعد قليل مع تدفق سيل الذكريات ..بسبب "بانجناه" كلمات "سبيت" بلحن" اللحجي" بصوت" علوي" !
للحلوى في لحج ميزة خاصة وروح مهما انكسرت سرعان ما تشمخ من جديد , يتفق الجميع هنا حول البؤس والتراجع المريع الذي وصلت له المدينة ولا زلت في كل صباح أمشي أسخر من حزنها والتقط صور فرح وأمل بالغد بأن لحج بوطأة الليل عليها لن يغيب عنها الفجر ..أشحن نفسي بالأمل ليس كذبا ووهما بل يكفيك أن تعايش بسطائها , تنصهر في الالامهم وأحلامهم , تشدك رغبتهم اليومية في الحياة كلا على طريقته , تدهشك أيادي ماهرة لاتزال تتقن كيف تجهز "حلوى لحجية" لذيدة ليست بالطعم فقط لكن بروح ,برائحة , بتاريخ , بذكريات تعيد استرجاعها بذات الدمعة والإبتسامة الذي حاول كثيرا "بائع الحلوى" إخفائها لكنها أصرت أن تنهمر لا محالة !
حلوى لحجية بنكهة رائعة , نكهة خالدة أتذوقها لوحدي وتملىء روحي قبل فمي وأتمنى أن يتذوقها الكل هنا بذات النكهة , يتفنن البعض في التعبير عن أحلامه بأشكالها أو ألوانها المختلفة ..فتسطيع أن تطلب" حلوى بنكهة جنوبية" وتتذوق معها حلم اللحجي الكادح بواقع معاش أفضل من كل ما مضى عليه !
ينهض "بائع الحلوى" من على كرسيه ليستقبل زبائنه ..أمضي في طريقي بسلام ..تمضي "بانجناه" مجددا من المذياع القديم لكن هذه المرة بصوت مختلف وبنكهة أخرى ..!
* (بانجناه) قصيدة لحجية شهيرة للشاعر الكبير "عبدالله هادي سبيت" لحنها وغناها "محمد فضل اللحجي" وكذلك أيضا الفنان "فيصل علوي"