الحرب السورية مصدر ألم ودمار، لكنها أيضًا محرك ديناميكي لأعمال تجارية تزدهر أيام الاقتتال، لا سيما تجارة السلاح والعتاد والرايات الحربية والسراويل العسكرية والسترات المموهة. وهذه كلها موجودة في البلدات التركية المحاذية للحدود مع سوريا. بيروت: أنتجت الحرب السورية تداعيات أمنية وطائفية خطيرة في البلدان المجاورة، من ضمنها تركيا. لكنها دفعت بالأعمال التجارية إلى ارتفاع غير مسبوق، الأمر الذي يبدو واضحًا من عشرات متاجر الإمدادات العسكرية وسط البلدات التركية الحدودية التي يقصدها زبائن مقاتلون من جميع أنحاء الشرق الأوسط.
تسوق قبل الحرب وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، لا يأبه التجار من أين يأتي زبائنهم. كل ما يعرفونه هو أنهم يتجهون إلى سوريا للقتال، ويحتاجون إلى المعدات اللازمة لتسهيل مهمتهم. قال طيفور بركات أوغلو، صاحب متجر يحمل اسمه: "نحن لا نسأل الزبائن عن جنسياتهم، لكن لمعظمهم لحى طويلة سوداء، ولا يتكلمون التركية، هناك حرب مجاورة، فلم نسألهم؟". هذا أمر متعارف عليه تقريبًا بين التجار، إذ يعرفون أن معظم الزبائن من الجهاديين الأجانب والمتطرفين السنة الذين يرغبون في الانضمام إلى القتال ضد الأسد وحكومته في حرب أهلية تنحو إلى الطائفية على نحو متزايد، وفقًا لنيويورك تايمز. ويقول أصحاب هذه المتاجر إن الجهاديين يدخلون تركيا عبر اسطنبول إلى مطار أنطاكيا، ثم يتسللون إلى سوريا، لكن ليس قبل القيام ببعض التسوق. وطفرة متاجر العتاد التركية تلبي احتياجات المقاتلين الذين يشترون كل ما قد يحتاجه المقاتل في طريقه إلى الحرب: سترات عسكرية، سراويل التمويه، السكاكين، أقنعة واقية من الغاز، سبحات ولافتات، مولدات الطاقة الشمسية، مناظير، بطاريات، وحتى شفرات الحلاقة والشامبو. تدفق المال يقول أصحاب المتاجر إنهم يتلقون طلبات من مقاتلين لتأمين 200 سترة عسكرية مثلًا لليوم التالي، ويعتبرون أن السبب يعود إلى تدفق المال من الدول التي تدعم الثوار في قتالهم ضد النظام. وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية زبائن متاجر العتاد العسكرية يتحدثون لهجات عربية مختلفة، كالعراقية والمصرية والأردنية والليبية والسودانية، إلى جانب الشيشان الذين ألفوا لواءً خاصًا بهم في سوريا. ويقول اصحاب هذه المحال إن بعض الاتراك أيضًا يشترون معداتهم إنما للصيد. أما اذا كان الزبون رجلا ذا لحية طويلة، فهو بالتأكيد في طريقه للقتال في سوريا. الهدف من هذا العتاد ليس مهمًا للتجار، فسواء أكانت ستستخدم للصيد في البرية أو القتل في ساحة المعركة، هناك أمر واحد مؤكد، وهو أن الأعمال لم تكن أفضل، والفضل يعود لأتون الحرب السورية.