اوباما يتعرض لضغوط اوروبية لرفع الحظر على دعم دول الخليج للمقاتلين باسلحة متقدمة لندن 'القدس العربي': لم تؤد اللقاءات الجانبية بين المسؤولين الامريكيين والروس مع الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري لحدوث تقدم على مسار حل الازمة السورية. فقد التقى جوزيف بايدن، نائب الرئيس الامريكي، وسيرغي لافروف الخطيب بشكل منفرد على هامش مؤتمر برلين الامني، ولكن اللقاءات تعتبر واعدة من ناحية استعداد كل من روسياوايران اجراء محادثات مع رئيس الائتلاف الوطني السوري. وقد اجرى المبعوث الدولي لسورية الاخضر الابراهيمي لقاءات اخرى مع الخطيب، ولكن مسؤولين امريكيين لم يلاحظوا حصول اي تقدم على طريق الحل للازمة. وفي الوقت الذي وجهت فيه موسكو دعوة للخطيب لزياراتها حيث حظيت تصريحاته الاخيرة بتقبل من روسيا التي لم تغير بعد من موقفها الداعم للنظام السوري، الا ان المسؤولين الاوروبيين والامريكيين لا يتوقعون حدوث اختراق خاصة ان العرض الذي قدمه الخطيب حول التحاور مع النظام لقي معارضة وهجوما من المعارضة السورية خاصة الائتلاف الوطني الذي يقوده الخطيب. كسر ثقة الاسد ونقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' عن مسؤولين اوروبيين بارزين قولهم ان كلا من فرنسا وبريطانيا تحثان الرئيس باراك اوباما على التوقف عن منع دول الخليج مثل قطر تقديم اسلحة متقدمة ودعم استخباراتي للمعارضة السورية المسلحة. ويقول المسؤولون ان الوضع الميداني السوري الذي يعاني حالة من الجمود يحتاج الى دعم عسكري متقدم لكسره، لان المعارضة ليست قادرة على الانتصار، فيما لا يخسر الرئيس بشار الاسد المعركة، ومن هنا فعتاد جيد واسلحة متقدمة كفيله بتدمير ثقة الاسد بنفسه. ويبدو ان الادارة الامريكية لا تزال على موقفها التي عبر عنها الرئيس اوباما في مقابلته الاخيرة مع 'نيوريبابليك' التي تساءل فيها ان كان تدخل بلده سيحدث اثرا على الارض، كما ان اوباما يخشى من وصول الاسلحة المتقدمة للمقاتلين الاسلاميين المتشددين. ولوحظ ان بايدن الذي يمثل الرئيس اوباما في مؤتمر برلين المهم وللمرة الثانية كان حذرا في نقده لروسيا على دعمها للاسد لكنه لم يعط المعارضة املا كبيرا، خاصة ان بايدن كرر المطالب الامريكية من الاسد بالتنحي عن السلطة وهو ما لقي انتقادا من سيرغي لافروف. وقال مكتب بايدن انه شدد على اهمية ان تقوم المعارضة بتوحيد صفوفها. ويظل الملمح الاهم في رحلة بايدن الاوروبية دعوته ايران للحوار وتعبيره عن استعداد بلاده له بشرط ان لا يكون فقط لمجرد الحوار. وجاءت اللقاءات مع ممثل المعارضة والمبعوث الدولي في وقت عبر فيه الاخير عن تشاؤمه يوم الجمعة من الوضع في سورية التي قال انها تتفكك يوما بعد يوم. وفي الوقت الذي دعا فيه معاذ الخطيب الدول الغربية لتدمير القوة الجوية للنظام. ويعاني ائتلافه من خلافات ولم يتفق على اجندة واحدة او حكومة انتقالية، ولا يحظى الائتلاف بالدعم الحقيقي على الارض، فمثل سلفه المؤتمر الوطني السوري، فلم يؤكد الائتلاف الذي ولد في الدوحة وبدعم من الولاياتالمتحدة قبل اكثر من شهرين تأثيره على الارض نظرا لعدم تلقيه الدعم الذي وعد به، حيث بات التركيز اكثر على مساعدة اكثر من 700 لاجىء سوري في الخارج. حتى لا يقع في يد الاسلاميين وتتزامن التحركات السياسية مع التحركات العسكرية الاسرائيلية، حيث اغارت طائرات اسرائيلية يوم الاربعاء الماضي على ما قالت انه 'قافلة عسكرية' على الحدود اللبنانية فيما قال النظام السوري انها اغارت على مركز للابحاث العلمية وقد تكون اسرائيل ضربت الهدفين مع اهداف اخرى لم يعلن عنها حسب مجلة 'تايم' الامريكية التي نقلت عن مسؤولين غربيين قولهم ان مركز الدراسات العلمية والدراسات في جمرايا يعتبر مركز للابحاث البيولوجية والكيماوية. وبحسب تقرير المجلة فتدمير المركز جاء لمنع وقوعه بايدي المتطرفين الاسلاميين. وقال المصدر ان اسرائيل ضربت هدفا او اثنين اخرين غير الذي اعلن عنهما وبدون اعطاء معلومات اضافية. وقال المسؤولون الغربيون ان اسرائيل حصلت على 'الضوء الاخضر' من واشنطن لضرب اهداف اخرى. وركزت معظم التقارير على ان المقصود من الضربة كان منع وصول صواريخ متطورة مضادة للطائرات (اس اي -17) لحزب الله اللبناني. وعبرت اسرائيل عن مخاوفها من الوضع في سورية، ويبدو ان ضربتها كانت اشارة على استعدادها للتصرف فرديا حالة شعرت ان مصالحها في خطر، ومن هنا يفهم تطور اخر كشفت عنه صحيفة 'صندي تايمز' حيث كتب عوزي منهايمي الذي يستند في تقاريره على مصادر امنية من ان اسرائيل تخطط لاقامة منطقة عازلة في داخل الاراضي السورية اسوة بما قامت به بعد اجتياح لبنان من اقامة الحزام الامني او دولة جنوبلبنان. والهدف من الحزام الامني هو حماية حدودها من الاسلاميين المتطرفين. ويقول التقرير ان الخطة قدمها المخططون العسكريون الاسرائيليون لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتقوم على تأمين 47 ميلا في داخل سورية حالة فقد النظام السوري الحالي السيطرة عليها. ويقول مخطط عسكري انهم 'قدموا لرئيس الوزراء خطة شاملة للدفاع عن حدود اسرائيل، بعد انهيار نظام الاسد وربما قبل ذلك'. واضاف العسكري ان المنطقة العازلة هي على شكل الحزام الامني في لبنان (1985- 2000) والتي سيتم ادارتها 'بشكل مشترك بين سكان القرى والجيش الاسرائيلي، وقد نبقى هناك سنوات طويلة حالة ظل البلاد غير مستقرة'. ويقول منهايمي ان الاشهر الاخيرة شهدت قيام عناصر من جبهة النصرة باختراق قريتين لا تبعدان سوى ميل عن الحدود مع اسرائيل وهما البريكة وبئر عجم. وكان نتينياهو قد زار المنطقة الشهر الماضي لمراقبة العمال وهم ينبون جدارا محل الاسلاك التي تفصل البلدين. وقال المخطط العسكري ان السياج القديم كان نافعا خلال الاربعين عاما الماضية 'لاننا كنا نعرف ان رجلا قويا في دمشق لكن الامر يعد كذلك، وسيكون الجدار حاجزا جيدا عندما يتم الانتهاء منه، لكن بدون المنطقة العازلة فقنابل الهاون والصواريخ ستسقط يوميا على اسرائيل'. وحسب الخطة سيقوم لواء وكتيبتان بحماية المنطقة داخل الاراضي السورية. ويقول مسؤولون امنيون ان اسرائيل الان تركز كل جهودها الامنية على سورية، خاصة ان الضغوط تزداد على النظام وهناك مخاوف من دخول البلاد في حالة من الفوضى. ايران تراقب من سورية ويشير التقرير الى ان الضربة الاخيرة تعبر عن مخاوف اسرائيل من وقوع اسلحة متطورة في يد حزب الله، حيث ارسلت اسرائيل مسؤول الامن القومي ياكوف اميدور لموسكو حاملا رسالة تحذير من ان اسرائيل لن تتسامح مع وقوع اسلحة روسية بيد حزب الله. واشارت الصحيفة ان مصادر مطلعة اعلمتها ان موقعا امنيا ايرانيا في درعا قد يكون الهدف القادم، حيث قالوا ان ايران تحاول تعزيز وجودها في سورية حتى حالة رحيله ويقول مصدر عسكري ان ايران هي اللاعب الرئيسي في سورية حتى الآن، 'ولديهم معاهدة دفاع مشترك مع النظام ، وخلال العامين الماضيين يقومون بمده بالمساعدة، ولكنهم يعلمون انه راحل ولهذا فهم يحاولون الحصول على اكبر قدر ممكن التأثير قبل رحيله'. واضاف المصدر ان المحطة الايرانية محطة هار فيتال الامنية ليست بعيدة وانهم يقومون بمراقبة تحركات واتصالات الاسرائيليين. ويقول مصدر ان رحيل الاسد سيكون خسارة لاسرائيل وانها ستفتقده، فمع ان الاب والابن كانا شخصين سيئين الا ان 'الوعد كان يعني وعدا'. ولا يعرف بعد من سيكون سعد حداد السوري او انطون بهذه المثابة. التسوق للحرب والحديث عن مناطق او ممرات آمنة لم يختف، فقد جرت المطالبة باقامة منطقة في شمال سورية، لكن تنفيذها كان مرهونا بتركيا، ويخشى الاردن ايضا من تدفق المقاتلين من والى حدوده ولهذا نقل تقرير عن تفكير باقامة منطقة تمنع دخول وخروج المقاتلين. وما دام الحديث عن المناطق والتسليح فقد اشار تقرير لصحيفة 'واشنطن بوست' الى ان تجارة الاسلحة ومتعلقات الحرب مزدهرة بشكل كبير في جنوبتركيا، خاصة مدينة انطاكية التي يعيش فيها عدد كبير من ابناء الطائفة العلوية والذين حاولوا الاحتجاج على ازدهار التجارة لكن التجار ردوا انها 'مصدر رزق'. واشار التقرير الى ان محلات تمتلىء بالبضائع التي يحتاجها المقاتلون، من العصابات المكتوب عليها 'الله اكبر' الى الزي العسكري، والستر الواقية من الرصاص، والمناظير والسكاكين، والووكي توكي، والادوات الخاصة بتنظيف البنادق. وامام المقاتلين السوريين فرصة لاختيار العرض الاحسن من محلات تنتشر في معظم انحاء المدينة، حيث يحضر المقاتلون كمبعوثين من قياداتهم محملين بالليرات السورية لشراء ما يلزم المقاتلين الذين انضموا للجبهة من ملابس. ويشير التقرير الى ان التجارة تدر ارباحا كبيرة على اصحابها لكنها لا تحظى برضا من العلويين. ويقول احد التجار ان بعض ابناء الطائفة كانوا يمرون من امام محله ويطلقون الشتائم وفي احيان اخرى طلبوا منه التوقف عن بيع اللوازم التي تدعم الحرب وكان جوابه انه 'مجرد تاجر'. فيما اكد اخر قائلا انهم لا يعملون مع الجيش الحر في الوقت الذي كان محله يعرض اوشحة وعقودا وقبعات مكتوب عليها 'الجيش السوري الحر'. ويختم التقرير بقوله ان ثلاثة من المقاتلين حملوا سيارة بما اشتروه من ملابس، واكياس نوم وبضائع مختلفة لدرجة ان السيارة لم تعد تحتمل، ودفعوا قيمة البضاعة الفي دولار ولكن بالعملة التركية. ثم جلسوا في المقعد الامامي للسيارة ولوحوا بأيديهم في طريقهم مرة اخرى لساحة الحرب.