رغم إن الدوري الانجليزي لكرة القدم هو من أشد وأقوى المنافسات المحلية في القارة الأوروبية بأكملها لكن الشيء الملفت للنظر إن اللاعبين الأجانب من غير اللاعبين الانجليز هم الذين يقودون الأندية الانجليزية لكن إلى أين لا نعلم، عليكم أن تلاحظوا اليوم إن سبعة أندية بعد الأسبوع الحادي عشر يتنافسون على الصدارة وهم آرسنال 25 نقطة وليفربول 23 وساوثهامبتون 22 وتشيلسي 21 ومانشستر يونايتد وإيفرتون وتوتنهام هوتسبيرز ولكل منهم 20 نقطة وابتعد في الوقت الحالي مانشستر سيتي عن الصراع ولو مؤقتاً. في المباراة الأخيرة التي تابعتها بين مانشستر يونايتد والآرسنال قمت برصد عدد اللاعبين الأجانب مقابل اللاعبين الانجليز في الفريقين فوجدت إن مانشستر يونايتد لا يزيد اللاعبين الانجليز عن ثلاثة فالحارس إسباني وكل المدافعين أجانب باستثناء واحد هو سمايلنج وفي الوسط أثنين إلى ثلاثة لاعبين انجليز هم واين روني وكارليك وكليفرلي وفي الهجوم هولندي، أما فريق الآرسنال فلاعبيه معظمهم إن يكونوا كلهم بما فيهم البدلاء أجانب، ماذا يمكننا أن نقول لو أحصينا عدد الأجانب في ليفربول وتشيلسي وساوثهامبتون وإيفرتون وتوتنهام هوتسبيرز ومانشستر سيتي؟!. من المؤكد إننا سوف نصعق من الأعداد الهائلة التي تسيطر على الدوري الانجليزي وتهيمن عليه وهو السبب الذي يجعل المنتخب الانجليزي لا يفوز بكأس العالم إلاّ مرة واحدة في فترة الستينيات كون اللاعبين الأجانب لم يتدفقوا إلى هناك في تلك المرحلة رغم إن الفوز كان مشكوكاً فيه وتعرض المنتخب الألماني إلى الظلم الفادح والقصة واضحة ولا تحتاج إلى تكرار، نحن كبشر نعشق الرياضة عامة وكرة القدم خاصة لكن التحولات التي تحدث في الأنظمة الرياضية ضمن المنظومة الأوروبية تناسبهم وهم يفصلونها على أجسادهم ومعتقداتهم لكن للأسف إننا في الوطن العربي الكبير نأخذ منهم الشكل ولا نقترب إلى المضمون بل لا نعرف المضمون أصلاً ونحاول تقليدهم ونستعير أفكارهم وهي لا تناسبنا أصلاً لأن الإمكانات المادية والبشرية التي هناك والبنى التحتية التي أسسوها صنعت لهم رياضة على أعلى المستويات بينما نحن في الوطن العربي نجتر فضلاتهم ونؤمن بها بل نتنازع عليها ونسيل من أجلها الدماء. إن الخطأ الكبير الذي يعيشه الدوري الانجليزي هو الذي ينعكس على المنتخب ورغم مرور 47 سنة على فوز انجلترا بكأس العالم عام 1966 وحتى اليوم وصعوبة التأهل لكأس العالم عام 2014 بجمهورية البرازيل الكروية العالمية لم يكترث الانجليز حتى اليوم بالعلاج الحقيقي والجذري وتركوا أمر الأندية المحلية لسيطرة الشركات العالمية التي تهدف إلى كسب المال على حساب تطور المنتخب الانجليزي ومعظم الذين يمتلكون تلك الشركات من الأفراد الأجانب ولهذا السبب المهم وغيره صار الدوري الانجليزي كالدجاجة التي تبيض ذهباً وفي الوقت تحول المنتخب الانجليزي إلى رجل يستخدم العكاز أثناء المشي ويتعرض إلى الإغماء إن عطش، مثلُ هذه الدروس هي التي تجعل الرياضة العربية عامة وكرة القدم خاصة متخلفة جداً لأننا نقلد الرياضة الأوروبية ولا نمتلك المال ولا الشركات والذي يريد أن يستثمر في رياضتنا يعلم إنه من الخاسرين ولهذا يُفضلُ أن يبيع البصل والبيض في سوق الخضروات بدلاً من أن يفكر في الرياضة عامة أو ( التمبة ) خاصة. نقلا عن جريدة أخبار الخليج البحرينية