كانت الشرطة قد عثرت على جثامين الشقيقين سروش وأراش فارازموند وصديقهما الموسيقي علي إسكاندريان، الذي يبلغ من العمر 35 عامًا، داخل الشقة التي كانوا يقيمون فيها في بروكلين صباح أول أمس الاثنين. وتبيّن أنهم قتلوا على يد زميلهم الإيراني أيضًا، علي أكبر محمدي رافي، 29 عامًا، الذي أقدم بعدها على الانتحار. لجوء لم يكتمل وكان الشقيقان سروش وأراش فارازموند قد غادرا إيران عام 2010 بتأشيرات فنانين، لكي يشاركا في مهرجان SXSW بتكساس. وبدلًا من عودتهما إلى بلادهما بعد انتهاء المهرجان، تقدما بطلب للحصول على حق اللجوء في الولاياتالمتحدة، وراحا يكوّنان اسمًا موسيقيًا لنفسيهما في الحانات ذات السمعة المتردية في منطقة بروكلين.
سرعان ما حظيت الألحان والكلمات الغريبة التي يقدمها هذان الموسيقيان في فرقة "يلو دوغز" بترحاب شديد في الولاياتالمتحدة، على عكس ما كانا يجدانه من انتقادات دائمة في إيران، كانت تصل إلى حد الاضطهاد بسبب "نشاطهما غير القانوني".
وفي مقابلة أجراها مع صحيفة النيويورك تايمز، قال جون ماكارثي ناطق باسم الشرطة: "تمكن رافي من الوصول إلى الشقة بعدما تسلق اثنين من أسطح المنازل، ونجح في قتل ضحيته الأولى، إسكاندريان، من خلال إطلاق النار عليه عبر نافذة".
تابع ماكارثي حديثه بالقول "ثم حاول الوصول إلى سروش، 27 عامًا، الذي أطلق النار عليه في منطقة الصدر بينما كان نائمًا على سريره، وأراش، 28 عامًا، الذي أطلق عليه النار في منطقة الرأس أثناء جلوسه على حاسوبه الشخصي. كما أصيب شخص خامس يدعى ساسان ساديغبور، 22 عامًا، بعد إطلاق النار مرتين على ذراعه".
وأكمل ماكارثي قائلًا: "وبعدها توجّه رافي ليقتحم شقة أخرى موجودة في المبنى نفسه، وواجهه موسيقي آخر يدعى بويا حسيني، وقد تشاجرا معًا، لكن رافي تمكن من الإفلات من دون أن يُصَاب بأذى. وعاد بعدها لسقف المبنى، وأطلق النار على نفسه".
ذهول وصدمة وقال علي صالح زاده، الذي يدير الفرقة ويعيش معهم في المبنى السكني نفسه، إنهم اختلفوا مع رافي، بعدما تم طرده من فرقة شقيقتهم "ذا فري كيز" لاتهامه بالسرقة. وأضاف زاده في تصريحات أدلى بها عبر الهاتف من البرازيل لوكالة رويترز للأنباء " حين طُرد من فرقته، قطعنا كل علاقاتنا به، ولم تعد تجمعنا به أية علاقات صداقة".
وكانت الصفحة الخاصة بالفرقة على موقع التواصل الاجتماعي قد اكتظت أول أمس بالرسائل والاستفسارات التي سيطرت عليها حالة من الذهول، بعدما هيمنت الصدمة التامة على أصدقائهم ومحبيهم من كل مكان، نتيجة لعدم تصديقهم أخبار تلك المجزرة. وقالت يانيرا لانتيغوا، وتعمل صرّافة لدى المتجر المحلي، الذي كان أعضاء الفرقة معتادين على شراء مستلزماتهم منه، إنهم كانوا أشخاصًا رائعين وهادئين، ولا يتلفظون بشيء سيئ.
ووصفهم مواطن إيراني مغترب يعيش في أوستن في ولاية تكساس، ويدعى علي رضا تابيبيان، بأنهم صبية غاية في الروعة، وبأن كل ما كانوا يريدونه هو عزف الموسيقى.