فجأة ومن دون مقدمات دخلنا في أجواء مشكلة إدارية جديدة، لا نعرف كيف بدأت، ولا إلى أين ستذهب، وأين ستنتهي، الأهلي هذه المرة، وليس كوزمين طرفاً في قضية، طرفها الآخر الاتحاد الدولي لكرة القدم، هذا الأخير طالب اتحادنا المحلي بخصم ثلاث نقاط من النادي الأهلي في مسابقة دوري الخليج العربي، وذلك بسبب عدم سداد مبلغ 30 ألف يورو، نظير عقد رعاية قديمة للاعب البرازيلي "جاجا"، محترف الفرسان السابق. هكذا وبسهولة بتنا أمام موضوع جديد، يضاف إلى قضايا كثيرة، طرفها الثالث اتحاد الإمارات لكرة القدم، الذي لا نعلم إذا كان يعاني مشكلة ما في التواصل الداخلي بين أقسام إداراته، وبين الأمانة العامة، هذا الكلام ليس تجنياً على الاتحاد وإدارته، بل هو واقع بعد أكثر من حادثة، ومنها قرار إيقاف لاعب الأهلي عدنان حسين، فقرار الفيفا، الذي نتحدث عنه في هذا المقال يؤكد أن هناك حلقة مفقودة، فالأهلي يؤكد أنه لم يتلق من اتحاد كرة القدم أية رسالة بشأن اللاعب "جاجا"، سواء من هنا أو من الاتحاد الدولي، وتأكيداً لهذا الكلام بحث النادي الأهلي، وعبر مصادره، ووجد أن هناك ملفاً وصل من الفيفا بتاريخ 18/10/2013 عن طريق "DHL" إلى اتحاد الكرة بخصوص هذه القضية، ولكن لم يتم تحويله إلى النادي، مع التأكيد أن هذه القضية، تم التوقف عن التخاطب والحديث عنها مع الفيفا، منذ تاريخ 31/5/2013 .
الأمر الغريب والمحير، الذي يؤكد أن هناك سوء تواصل داخل أروقة الاتحاد، أن الأستاذ ناصر اليماحي، ولمعرفة رأي الاتحاد في هذا الموضوع، بسبب تواجد رئيس الاتحاد والأمين العام في العاصمة الماليزية، لحضور اجتماعات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أكد أن الاتحاد لم يصله أي شيء من الفيفا، ولو كان بلغه شيء من هذا القبيل، لوصل إلى لجنته، والأغرب أن الموظف المسؤول عن استقبال مثل هذه المخاطبات والمراسلات، استقال من اتحاد الكرة منذ فترة، وحتى الآن لا يوجد موظف بديل متخصص لهذه الغاية.
الأهلي وبفضل خبرته الإدارية المحترفة استطاع وبشكل سريع الخروج من هذا المطب، الذي لا يسأل عنه، وتواصل مع الفيفا لشرح وجهة نظره بطريقة قانونية ومباشرة، وقام بكل الخطوات التي تحفظ حقوقه في هذه القضية، لكن الأمر يحتم علينا لفت نظر اتحادنا الموقر إلى أن مثّل هذا التكاسل عدم المبالاة في التعاطي مع مثل هذه الأمور الحساسة، سيؤدي في يوم من الأيام إلى الوقوع في خطأ إداري كبير ولا يمكن الخروج منه، وعلى الأمانة العامة أن تكشف الأمور الغائبة، حتى تتضح الحقائق للرأي العام، ,ولانسمح للتكهنات والاستنتاجات تاخذ بعدا خطيرا نربأ بالاتحاد عن الوقوع فيه، فمن غير المعقول أن تصل عقوبة لناد بالدولة من الاتحاد الدولي، واتحادنا في سبات عميق، فلا الاحترافية ولا التطور الذي وصلنا إليه، في كل مناحي الحياة بدولة الإمارات، يسمح لمثل هذه الأمور أن تمر مرور الكرام.
صافرة أخيرة
"ضربة في الرأس توجع"، وتكرار مثل هذه الأخطاء الإدارية، سيخلق فجوة بين اتحاد الكرة والأندية، ولا نريد أن نكررها بين فترة وأخرى.. وبعدين يا اتحاد الكرة! ** نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية .