قبل أيام كنت مقدماً لحفل توعوي يتحدث عن الحقوق والحريات استمر لثلاثة أيام استهدف ثلاث شرائح من المجتمع هي النساء وفئة الهامشيين ( الصم والبكم وذوي الاحتياجات الخاصة وذوي ملازمة داون والمكفوفين ) بالإضافة إلى فئة الشباب . في اليوم الأول وبعد أن أكمل المحاضر محاضرته ،، فتح باب النقاش ! فقامت إحدى النساء وهي من إحدى مديريات سيئون ،، تتحدث عن حقها في الرعاية الاجتماعية وهي مستحقه لها كما تقول ،، فلم تعطى شيئاً مع أن القانون قد كفل لها حق الرعاية ،، المرأة وفي أثناء كلامها بدت الدموع تتطاير من عيونها وبدت لغة البكاء في حديثها لتعبر عن قسوة ما عانته وتعانيه .
الحال غدا كذلك في حفل اليوم الثاني والذي استهدف فئة الهامشيين حيث سأل الكثير منهم عن حقوقهم والتي منها حق الرعاية الاجتماعية والصحية وحق الخصم في تذاكر السفر وغيرها ،، ونفس المشهد في اليوم الثالث تكرر ،، لكنني في حديثي هذا سأتكلم عن حق الرعاية الاجتماعية للنساء ( الأرامل والمطلقات ) وفئة الهامشيين لأن صندوق الرعاية تضخ فيه المليارات ولا يتم إعطاء الكثير منهم شيئاً مع أنه حق من حقوقهم .
ضعفاء النفوس أصحاب الأنفس الطامعة في المال لم يرحموا هؤلاء ولم يقدروا النعمة التي أعطوا إياها وسلبت من غيرهم لحكمة حكيم وهو الله سبحانه وتعالى .
قريتي هي خير مثال لهذا الأمر فبها أكثر من 90 أصم وأبكم فقط والكثير من أسرهم تشكوا الفقر الشديد وللأسف لم يعطوا شيئاً من هذا الصندوق مع أنه حق لهم ،، والأمر ليس في قريتي فحسب بل في كثير من القرى والمدن ولا غرابة في هذا الأمر لأن هذا الصندوق تغلب عليه علاقة القرابة الاجتماعية والطبقية المشينة والحزبية الدفينة والمجاملة النافقة .
" انصر أخاك ظالماً وملضوما " إنه يجب علينا أن نقف ضد هذا العبث ونطالب بإعادة النظر في توزيع الرعاية الاجتماعية حتى تصل إلى أهلها ومستحقيها .