أكدت صحيفة أمريكية انه وبعد فشل إغلاق غواناتامو هناك اتجاه أمريكي لإنشاء معتقل في اليمن , حيث وتحدثت افتتاحية صحيفة واشنطن بوست لليوم عن فشل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الإيفاء بوعده بخصوص إغلاق معتقل غوانتانامو. وقالت الصحيفة أنه بعد ستة أشهر من إعادة أوباما التذكير بوعده بشأن إغلاق المعتقل، لم تحقق الإدارة الأمريكية سوى نتائج متواضعة للغاية بهذا الخصوص. وأوضحت صحيفة الواشنطن بوست " أن المشكلة الوحيدة لأوباما ليست المعارضة الجمهورية، لكنها أيضا اليمن، فقد قرر أوباما إيقاف ترحيل المعتقلين إلى اليمن -وطن أكثر من نصف المعتقلين- بسبب التخطيط لتفجير طائرة أمريكية في آخر 2009، ورغم محاولة الحكومة اليمنية مساعدة الأمريكيين في “الحرب على الإرهاب” إلا أنها لا تستطيع أن تُعيد تأهيل المعتقلين، ما يعني أن احتمالية عودة المعتقلين مرة أخرى “للإرهاب” لا يمكن تجاهلها".
وتقول الصحيفة أن إدارة أوباما تحاول أن تنظم الجهود الدولية من أجل إنشاء معتقل في اليمن، بحيث يتولى تلك المسؤوليات، من اعتقال ومحاكمة وإعادة تأهيل المعتقلين، لكن لا توجد أية أخبار عما إذا كان هناك أي تقدم في هذا لاتجاه.
هذا الشهر، قام البنتاغون ببدء مراجعة أقوال 69 معتقلا في غوانتانامو لم يتم اتهامهم بأي تهم، ولم يتم كذلك الأمر بإطلاق سراحهم وترحيلهم، عملية مراجعة أقوالهم أو الاستماع للمتهمين تبدأ بعد أكثر من عشرين شهرا من أوامر أوباما بالبدء بها. في مايو الماضي طالب أوباما الكونغرس بإيقاف قراره بمنع ترحيل المعتقلين في غوانتانامو، وفي أغسطس تم ترحيل اثنين من المعتقلين ال169 إلى الجزائر بعد عامين ونصف من تجميد الترحيل.
أوباما قال مؤخرا أنه “لا يوجد تبرير سياسي للكونغرس لرفض محاولات إغلاق المعتقل”، وربما تبدو تلك محاولة للإلقاء باللائمة على المعارضة الجمهورية في الكونغرس، ورغم صحة ذلك إلى حد ما، إلا أن ذلك لا ينفي أنه لم توجد نية سياسية حقيقية لدى إدارة أوباما لإغلاق المعتقل.
الجمهوريون في المعارضة داخل الكونغرس ما زالوا يمنعون اتخاد قرارات حاسمة بشأن ترحيل المعتقلين في غوناتانامو وإغلاقه لاحقا، ففي يوليو أبدى أعضاء الكونغرس الجمهوريون قلقا شديدا من نقل المعتقلين في غوانتانامو إلى من السجون الفيدرالية داخل الولاياتالمتحدة.
أوباما وعد مرات عديدة منذ حملته الانتخابية في 2007 وحتى الأشهر الماضية، فمنذ يونيو 2007 حين أوردت مراسلة الآسوشتد برس خبرا عن خطبة ألقاها أوباما في حملته الانتخابية أمام حشد في ولاية تكساس. وقال فيها بوضوح “إننا سنغلق غوانتانامو” إلى يناير 2009 مباشرة بعد انتخابه حين وقع أمرا تنفيذيا بإغلاق معتقل غوانتانامو خلال عام من ذلك التاريخ، مرورا بديسمبر 2009 حين طلب من السلطات الأمريكية تجهيز سجن فيدرالي في تومسون، إلينوي ليحل محل غوناتانمو.
في مايو 2010 رفضت لجنة الدفاع في الكونغرس اقتراح نقل المعتقلين إلى سجون محلية في الولاياتالمتحدة، وفي إبريل 2011 أخبر النائب العام الأمريكي أوباما أن محاكمة خالد شيخ محمد، المتهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، لا يمكنها أن تتم أمام محكمة فيدرالية وستتم في معتقل غوانتانامو.
وحتى مايو الماضي حين كرر أوباما التزامه بإغلاق المعتقل، كانت الأمور تتجه للأسوأ، بعدما أوردت الغارديان ووكالات وصحف عالمية أخرى أخبارا عن تعذيب المعتقلين في غوناتانامو عن طريق إطعام المضربين عن الطعام بالقوة عن طريق الأنف. وقد أنتجت الغارديان فيديو بخصوص هذه الحالات.