لم يحدث في تاريخ آيسلندا أن سقط أحدهم قتيلا برصاص أي جهاز في الدولة، إلا أمس الاثنين فقط، وبعد تبادل لإطلاق النار بين رجل عمره 59 سنة وعناصر من شرطة العاصمة، ريكيافيك، التي تحفظت عن ذكر اسمه، وأكدت أنها اضطرت لقتله لأنه كان يشكل خطرا حاسما على سكان عمارة يقيم فيها. جهاز الشرطة تأسس في 1778 بآيسلندا، ولديه 300 سيارة ودراجة و805 عناصر، وفق الوارد في موقعه المتقاربة معلوماته مع أخرى أطلعت عليها "العربية.نت" في موقع GunPolicy.org وهو دولي يشرح أن الشرطة الايسلندية لا تستخدم إلا هراوة على الخصر مع أنبوبة MK-4 OC-spray وهي "بخاخ" للفلفل بالعيون، فيسيل دمعها وتصاب بتشوش لدقائق، وخلالها يتم القبض على المطلوب اعتقاله.
الموقع نفسه يذكر أيضا أن جريمة واحدة حصلت في ايسلندا منذ أول 2013 حتى نهاية الشهر الماضي، إضافة إلى جردة عن أعوام ماضية، ومنها ما لم يشهد أي مخالفة للقانون، من قتل أو سرقة أو محاولة قتل طوال العام كله، يعني سلام ووئام في بلاد سكانها 322 ألف نسمة ومساحتها 103 آلاف كيلومتر مربع.
وحين وصلت الشرطة استقبلها بالرصاص وحدث كل شيء، وفق ما نقلت الوكالات وأطلعت عليه "العربية.نت" من وسائل إعلام آيسلندية، في الخامسة فجر الاثنين بضاحية Arbaer بريكيافيك، حيث اتصل بعض سكان عمارة يقيم فيها رجل أيقظهم بإطلاق الرصاص داخل شقته، فوصلت دوريتان من الشرطة وأخلى رجالها المبنى من ساكنيه، ثم فاوضوه، الا أنه فاجأهم بإطلاق الرصاص عليهم، وهم بلا سلاح سوى هراوات وبخاخات، وعبوات مسيلة للدموع قذفوا بواحدة منها الى شقته، لكنه تحمل وعاند واستمر يطلق الرصاص.
في تلك اللحظة تم استدعاء بين 15 و20 عنصرا من وحدة خاصة للتدخل السريع، هي الوحيدة التي يتم تدريبها في الشرطة على السلاح الذي لم تستخدمه أبدا، فاستقبلهم الرجل بالرصاص أيضا، وبالرصاص ردوا بالتي هي أحسن، فأصابوه وساد الصمت.
أرسلوا عنصرين منهم غير مسلحين لدخول شقته للتأكد من نتيجة تبادل النار معه، وحين اقتحماها عليه أطلق عليهم الرصاص، فأصابهما بجروح، عندها أسرع مسلحون من عناصر الوحدة وأطلقوا عليه الرصاص في شقته بالذات، ثم احتضنوه وحملوه سريعا الى مستشفى قريب، وهناك لفظ أنفاسه.
معتل نفسي من الكحول والمخدرات أول ما جرى بعدها هو ظهور سريع لهارالدور جوهانسن، كبير مسؤولي الشرطة، أمام كاميرات التلفزيون ليعبر عن أسفه لمصرع الرجل، ثم راح يقدم العزاء لعائلته ويعتذر، شارحا أنه لم يكن هناك حل إلا بما كان، ثم أعلن عن النية بإجراء تحقيق سريع لمعرفة أسباب إقدام الرجل على إطلاق الرصاص داخل شقته، ولتحديد ما إذا كان مخمورا أو متأثرا بجرعة مخدرات، وبعده مباشرة ظهر قسيس على الشاشة وتطرق أيضا لما حدث.
ومثله فعل قائد شرطة ريكيافيك، ستيفان إريكسون، حين ظهر على شاشة محطة RUV التابعة للدولة، وهي قناة لها موقع إلكتروني أطلعت "العربية.نت" على قسم فيه بالإنكليزية، فاعتذر وذكر أن الرجل أصيب بما يشبه نوبة حملته على إطلاق الرصاص داخل الشقة، ثم من نافذتها على رجال الشرطة "وبطريقة لم يكن معها حل إلا بالتدخل المسلح" وفق تعبيره.
كما بثت صحيفة Visir الأوسع انتشارا في آيسلندا، معلومات في موقعها قامت "العربية.نت" بترجمتها، وفيها أن الرجل كان يقيم في النرويج سابقا، وعاد في 1982 إلى ريكيافيك "معتلا نفسيا من شدة تعاطيه للكحول والمخدرات، وكان يرافقه عناصر من الشرطة النرويجية حين عودته، أي أن النرويج طردته" وفق الوارد بخبر موسع ألمحت فيه إلى أن آيسلندا في صدمة وشبه "مناحة" على مقتل الرجل.