تعصف الرِّياح العواتي بالبلد من كلِّ جانب ، وتتناسل المشاكل من كل مكان ، وهادي لا يدري من أين يأتي لها ، ومِجسفَّات العليِّين تستعدُّ لفرصة سانحة للانقضاض ، وقد بدأت بالتَّلويح بإعلامها ، وبدأت بالتَّبشير بتفريخ المرحلة ، وجعل البلاد تدخل أشبه بفراغٍ سياسي يذهب الجميع معه في أُتون مُعضلاتٍ ليس لها نهاية أو لها حلول مُكلفة وباهضة . إنَّ الذين يُمطرون هادي بالاتِّهامات الجُزافية التي لا تعبر إلا عن روحٍ أنانية لا تريد للأمور أن تمشي لصالح الوطن الذي يمر بأزمةٍ خانقةٍ ، وآخرها أزمة تفجير مجمع العرضي التي أظهرت أشياء وأثبتت بالدلائل والبراهين ، أولئك الذين يتربَّصون بالبلد بأي فرصةٍ ، ولو جعلوا الخوف صهوتهم لاعتلاء سدة الحكم مرهبين ومخوفين كل من يعترضهم في الطريق ن ولو جزوا الاعناق ولو احتسوا الدماء شراباً يظهرهم أشبه بمصاصي الدم . يُريدون من هادي أن يترك البلد لفراغٍ سياسي مخيف لا قدر الله ، كيما يجعلوا من أنفسهم الخيارات الوحيدة ، للخروج من هذا الوضع ، وبعدها سيبدؤون برحلة الشتاء والصيف ، برحلة الزمهرير التي تُحيل كلَّ شيءٍ إلى جحيمٍ ، ليس معه رحمة ولا شيء من هذا القبيل ، طالما وكل ما كان متخوفاً قد حدث لهم ، سيبدؤون بحركة تصفيةٍ واسعةٍ لكل الأحجار التي وقفت أو يشكُّ بوقوفها ضدَّ مصالحهم ، وإذن لا بد على الجميع أن يقف إلى جانب الرئيس هادي كحلٍ لا بد منه وكحلٍ استثنائي يجب القيام به وإلا فالله وحده أعلم بالقدر الذي قد يُحيق بالبلاد . كم يؤلمني عندما أرى الجنوبيين فيما بينهم يتصارعون ويمطرون هادي بانتقاداتٍ لاذعة ، وينسون أنَّ أوامر الرَّجل كانت ولا تزال واضحةٌ حول تشخيص القضية وحلها حلاً عادلاً ، بطريقةٍ لا تسيء الى الجنوبيين مطلقاً بل وتعزِّز من مكانتهم لو يفهمون ، بإصلاح الوضع تدريجياً وإعادة الجنوبيين إلى مراتبهم التي كانوا عليها ، لكن علينا أن نفهم خصوصيات التغيير البطيئة في الحصول ، ولقد رأينا أنَّ أي خطأٍ كان يحدث بطريقةٍ غير مقصودة ، سرعان ما يُستثمر و يُضرب من وسائل إعلاميةٍ معروفة ، ويظهر بأن الرئيس هادي الذي أمضى معظم حياته قريباً من مراكز النفوذ ، يستقي خِبرة الحكم الطويلة والعريقة ولذلك نرى كما لو أنّه كان في مرحلة تأهيل لوضعٍ صعبٍ كهذا الذي نعيشه . البلاد تمرُّ بمرحلة قد تكون كارثية لو لم نفهم طباعها ، ولكن بعض المتشدقين يلجأون لتحميل الرئيس كل الأخطاء التي تحدث في البلد ، حتى أنَّهم يتجاوزن ذلك وينسون أن الرجل انتُخِب توافقياً ، ونسوا أنَّ الأحزاب لها أيضاً نصيبُها الوافر من السياسات الخاطئة التي تجد من هو مستعدٌ لأن يكبَّها على رأس الرئيس هادي ، لك الله يا هادي فالكلُّ يعلِّق أخطاءه عليك صرت المتهم الأول في كل كبيرةٍ وصغيرة ، في كل شاردةٍ وواردة ، وللأسف الكل لا يعرف أنك قد غامرت بكل شيءٍ من أجل هذا الوطن ، حقاً يا سعادة الرئيس كان الله في عونك فلا أحد يُحِسُّ بما تمرُّ البلاد إلا أنت .. كان الله بعونك يا رجل المرحلة الأصعب في تاريخ البلد ..