هذه رسالة للقائمين على فضائيتنا الجنوبية (عدن لايف) وهي بالطبع متنفسنا الاعلامي الوحيد الذي نتعاطي معه في مجال الإعلام المرئي, وخصوصا في ظل تعدد وسائل الاعلام الرسمية للاحتلال التي غالبا ما تقلب الحقائق المتعلقة وأحداثه رأسا على عقب, ومع ذلك فهي لم ترق حتى الآن إلى مستوى تطلعاتنا مقارنة بما هو عليه حال بعض الفضائيات الأخرى التي استحدثت مؤخراً. فقناة (عدن لايف) حتى اليوم ما انفكت تنحاز لفصيل أو تيار حراكي بعينه, إلا فيما ندر, وهو أمر لا تغفله عين, فكم هي الأحداث والفعاليات والأنشطة التي قام بها قادة جنوبيون أفذاذ لهذا الجنوب وقضيته, ومع ذلك فهي لا تتعاطى معها مطلقاً، فكم أسهم الرئيس الجنوبي علي ناصر وقائد الثورة الجنوبية في الداخل حسن باعوم ومثلهم القيادي العميد الركن ناصر النوبة والدكتور مسدوس والدكتور عبدالرحمن الوالي.. وغيرهم, كم أسهم هؤلاء وغيرهم في قضايا مرتبطة بجنوبنا وقضيته ولكنها لا تتناولها ولم تنشر اليها مجرد إشارة, وكأن هؤلاء وسواهم من القيادات الجنوبية ينشطون في إقليم كشمير أو غيره من بقاع الأرض وليس في جنوبنا المحتل!. واليوم تطحن الأحداث الدموية جنوبنا المحتل طحن الرحى, ويكفي النظر إلى قائمة الجرحى والقتلى الجنوبيين الذين قضوا مؤخراً جراء عجرفة هذا المحتل واستهانته بنا وبكرامتنا, ومع ذلك فهل تواكب هذه القناة الأعمال الدراماتيكية بنفس موضوعي وذكي, وهل تتعاطى معها بلغة وادوات يمكن أن تستفز وتثير حفيظة دول الإقليم والعالم وتدفعها إلى تغيير نظرتها وتقييهما لقضيتنا وتطلعاتنا؟ كلا.. فهي تمارس نفس الاداء وتكرر بث نفس الأغاني وحشود الجماهير المرددة للأهازيج وهي تحمل صورة الرئيس الجنوبي لضرورة وحسب!. حتى القضايا الساخنة التي تعصف بجنوبنا وتطحنه وتفكك اصطفافه وتلاحمه لا تعيرها مثقال ذرة من اهتمام, مثلا كم كتب الجنوبيون واصحاب الاقلام عن ظاهرة الاستقطاب الاصلاحي للفتيات والشباب الجنوبين من الاسر الفقيرة إلى صفوفهم بعد إغراء أسرهم غالباً, وهذا أمر جدا خطير ومؤثر في بنية شعبنا وتركيبته ولأن هؤلاء الشباب تجري لهم عملية غسل دماغ كامل, ويتحولون إلى أفراد ومناوئين لتطلعاتنا كجنوبيين, وبعد ذلك لن يستطيع كائناً من كان أن يعيدهم إلى جادة الصواب أو إلى صفوف شعبهم الجنوبي, ومع هذا لم نعر مثل هذا الأمر الخطير على شعبنا أي التفاتة, وكأن الامر لا يعنيها مطلقاً, مع ان كل المطلوب منها أمام مثل الامر هو بث بعض فقرات التحذير والتوعية المتكررة للأسر الجنوبية من مغبة الزج بأبنائها إلى أيادي هؤلاء.. ولكن لا حياة لمن تنادي, وكم هي كثيرة القضايا المرتبطة بجنوبنا والتي يتناولها أصحاب الرأي والفكر في صحافتنا الجنوبية ولكنها لا تلقى أي اهتمام يذكر. نقسم بالله اننا نحب الرئيس البيض مثلما نحب ثورتنا وقضيتنا, ونحبه مثلما نحب الرئيس علي ناصر والزعيم باعوم والرئيس العطاس, ومثلهم سلاطين وأمراء الجنوب قبل رحيل المستعمر البريطاني عن جنوبنا, وهؤلاء الأخيرون يلعبون اليوم دوراً حيوياً في قضيتنا ويناهضون هذا المحتل الجاثم على أرضنا وينهب ثرواتنا, فإننا نحبهم جميعاً بنفس القدر والمستوى, والمفروض أن نسمو فوق كل آلامنا وجراحنا الماضية, وعلى طريق وحدة الصف الجنوبي لمقارعة هذا الغاشم.. ولذلك على قناة (عدن لايف) أن تنفهم مثل هذا الامر جيداً, وان تعيد النظر في أدائها وخطابها بما يخدم قضيتنا الجنوبية بصورة موضوعيه ويسرَّع بتحرير أرضنا, لا أن تسعى إلى تجسيد خطاب وعقلية ما قبل ثمانينات القرن الفارط. اليوم تجثم على جنوبنا غيوم سوداء مكفهرة, واحتمالات أكثر سواداً واكفهرارا, ما يستدعي لمّ كل الصف الجنوبي وبدون استثناء, وعلى عاتق قناة (عدن لايف) مسئولية كبيرة بهذا الشأن, لا أن تسعى إلى إقصاء أو تشويه هذا الطرف أو ذاك كما فعلت مع المناضل والقيادي الجنوبي المقدام محمد علي أحمد قبل أيام عندما وصفته في شريط اخبارها بصورة غير لائقة, وهو القيادي الجنوبي المقدام الذي دخل حوار صنعاء الذي أقف ضده كما يقف ضده كل الشعب الجنوبي, ولكنه دخله وفق قناعاته وتحت ضغوط اقليمية ودولية, ولا ننسى انه عرّى نظام الاحتلال وفضحه أمام العالم كله خلال مؤتمرهم هذا, أي انه فعل ما لم تفعله قناة (عدن لايف) منذ نشأتها, واليوم يعود أدراجه إلى صفوف شعبه بعد أن أقنع العالم والاقليم ان هذا المحتل لا يريد خيراً للجنوب والشعب الجنوبي. ولذلك علينا أن نتبصّر وتنأني في إطلاق الاحكام والتوصيفات تجاه بعضنا, وأن نضع أيدينا في أيدي بعض حتى نقف بصلابة امام هذا المحتل الغاشم, فهل نتعظ؟! وهذه دعوة صادقة نوجهها بشكل خاص لقناة (عدن لايف) والقائمين عليها لما لها من دور وأهمية في أوساط شعبنا, ونتمنى أن تستوعب وتعمل بها.. اللهم اشهد!.