لطالما اسغربت من سؤال يجب ان يطرح حينما اقابل أي شخص لأول مره.. بعد التحية والسلام .. ما اسمك ؟! اسمي معد .. من اين انت ؟! اجاوب مبتسما .. من اليمن .... لا قصدي من وين من اليمن ؟! لطالما احترت بأهمية ذلك السؤال خصوصا لو كان الشخص الذي يسأل يمني الأصل و الجنسية ايضا ... اسمحولي أعرف عن نفسي ... معد محفوظ ثابت شرف .. يمني الأصل والجنسية ..طالب !! هذا ما يثبته الجواز و اوراقي الرسمية... لكن لا يثبت بأني جنوبي او شمالي ؟! لا يثبت بأنني ترعرعت طيلة حياتي بمديتني الأم (عدن) .. ولا يثبت ايضا بأني اغبري الاصل .. و حيفان هي القرية التي تربى فيها اجدادي القدماء الذي ما زلت افتخر فيهم رغم أنني لم أرهم قط .. فلا يثبت بأني شمالي او جنوبي ؟!! لطالما اصطحبت بلدي اليمن الى شتى بقاع العالم .. واصطحبتها بحلوها و مرها ليروها في اجمل حلتها ترتدي تاريخ صنعاء القديمة و حضارة عدن الحديثه ...ترتدي احلام شاب تعزي .. و شهامة شاب حضرمي و لطافة الشاب الأبي ... تيدكس .. كان اسم الحدث الذي جذب انتباه كل اليمنيين في عضون شهور قليله .. فجذب الاعلام اليمني والدولي ... جذب انتباه اليمني المتعلم والأمي .. المثقف منهم والغير مثقف .. فجذب الناس اجمع ... فبدأ المشوار التيدكسي في العاصمة اليمنية "صنعاء" في نهاية شهر ديسمبر 2012 على ايدي شباب يمنيين من مختلف المحافظات ... فقدروا ان يجمعوا الثقافه و الفن و الابتكار و التوعيه و المتعه كل في مكان واحد .. الا و هو "تيدكس صنعاء" .. والأهم من ذلك .. هؤلاء الشباب قدروا ان يجمعوا بين العدني و الصنعاني و الحضرمي والتعزي و اليمني المغترب الذي لم تشأ الظروف ان تجمعه بأهله منذ سنين طويلة ... فكان لي الشرف بأن اكون جزءا من هذا الحدث ... قصدي جزء من هذه "الوحده التيدكسية " التي لم ارها قط منذ أن وعيت على هذه الدنيا ... تلك الوحده التي لم يأبه احد من أين اتيت .. بل ما هي الاهداف و الاحلام التي احملها لزرع الأمل في نفوس فاقديه من أجل يمن افضل... و بهذا السنة لم يكن مفاجأ بأن نرى .. وحده تيدكسية أخرى تنطلق من مدينة الحب و الجمال .. البحر و السلام .. "مدينة عدن" .. تحت أيدي شباب عملوا بجهد بان يجددوا ذلك الأمل لتسمو عدن من جديد .. لتسمو بمنظميها و متحديثها التي جاءوا من مختلف المدن .. لتسمو بكل من تابع الحدث و امن بذلك التغيير ..لتسمو و تقول للعالم أنا هنا اقف من جديد بكم وليس عليكم .. و بعده بكم يوم ... ها انا ذا ارى عملا وحدوي اخر يشرق من المدينة الحالمة "تعز" ... فلم اتردد بعمل "لايك" على صفحتهم لنتابع كل ما هو جديد و كل ما هو باعث الأمل لليمن و اليمنيين في البلد او خارجه ... واليوم بالتحديد ... استيقظت على اخبار تقول "استعدوا للحرب الاهليه" فحضرموت تريد دولة منفصله .. فلم أصدق الموضوع فتحدثت مع صديق لي في حضرموت و اقترحت بتنظيم "وحده تيدكسية" بأسرع وقت ممكن لتهدأت الأمور .. فألا و هو يخبرني بأن الفكره موجوده و سوف نراه عما قريب ... فالوحده التيدكسية اصبح الحدث الذي تتسابق عليه المدن لتبرز احلى ما عندها من ثقافه و فن و ابتكار و علم .. فأختلف الأفكار و المشاريع فيها ووحدت الهدف ... فاليمن اكبر و أغنى من تستضيف تيدكس واحد فقط ... واليمن اكبر و اغنى من كل هذه المناوشات و النزاعات .. هنالك من حب الفكره و شجعها و افتخر بها و هناك من انتقدها على اساس انها لا تجلب الا مجرد أفكار لا تسعى في تغيير الواقع المرير .. فأقول بأن التغيير التي نبحث عنه نحن اليمنيين هو تغيير داخلي .. بمجرد أن تشغل وقتك الثمين في سماع فكره معينة أو تعرف شاب معين يحمل رساله هادفة في المجتمع ... هذا بحد ذاته التغيير الذي نسعى اليه ... فنحن لا ينقصنا المواهب ولا ينقصنا الشباب الحالمه وانما ينقصنا اختلاطنا بناس تحمل نفس الرسالة في مجالات مختلفه لمجرد توحيد ايدينا و نقوم بدولة ترتقي بنا و نرتقي بها.. وهذا ما حققه تيدكس في المدن المختلفه .. و هذا الذي رأيته من خلال حديثي مع أي شاب تيدكسي او شابة تيدكسيه ... مع العلم ان الناس التيدكسيون هم من نظموا .. تطوعوا .. تحدثوا ... حضروا .. شاهدوا .. أو حتى ساهموا ب "شير" عالفيسبوك لننهض بمجتمع تيدكسي أفضل .. فكفى ان تسألني من اين انت !! فان السؤال بحد ذاته قصة تروي ذاتها ... فأنا وولدت لأكون يمني ... لم اكن شماليا او جنوبيا . .. ولكن شاء القدر أن اكون تيدكسي ...