استمع نشطاء ومهتمون خلال نحو عشر ساعات أمس إلى خطابات متحدثين في مؤتمر "تيدكس عدن" الذي احتضنته المدينة لأول مرة في تاريخها. وأقيم المؤتمر في فندق ميركيور على ساحل أبين، بعد 10 أشهر من العمل المتواصل ونحو شهرين قبلها للحصول على ترخيص إقامة الحدث من صانعي الطبعة الأصلية في الولاياتالمتحدة الأميركية، وأقيمت خلالها 10 أنشطة تعريفية بخطوات صناعة الحدث في مؤسسات تعليمية وثقافية. وفي قاعة "الغدير" التي اكتست باللون الأسود وتوسط منصتها حرف X في جانبها الأيسر وبجانبه اسم وشعار تيدكس عدن، تفاعل الحضور مع 12 خطاباً لاثنى عشر متحدثاً، وتخللت الخطابات فقرات متنوعة بينها أفلام تسجيلية قصيرة من إنتاج طاقم تيدكس عدن حول صهاريج عدن، وميناء عدن، وأغنية واللوحة الاستعراضية الراقصة التي تمت الأسبوع الماضي على طريقة "فلاش موب" في مجمع عدن مول التجاري لأول مرة في اليمن، إضافة إلى فيلم قصير عن أقدمية "عدن" في احتضان القيم المدنية والدينية المتعايشة على طريقة أفلام "إنفو جرافيك" لأول مرة في عدن أيضاً. وتنوعت الخطابات للمتحدثين الاثني عشر الذين تم توزيعهم على أربع جلسات بين "التعليم" و "الإعلام" و«الاقتصاد» و"الوعي". وخارج القاعة تزينت أروقة الفندق وواجهته بأعلام وشعارات "تيدكس" وتوزع الحضور في زوايا متفرقة لالتقاط صور تذكارية بجانب مقتنيات تحمل شعارات المؤتمر. وظهر مجسم من ورق المقوى لشخصية "تيدو" التي ابتدعها الفريق وأدارت حوارات خفيفة على صفحة المؤتمر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خلال فترة التحضير للمؤتمر. ومن بين الزوايا الخاصة التي تميزت بها ساحة الفندق الخلفية الركن العدني الذي اشتمل على مشغولات يدوية وسرير ونافذة معمولة كلها على الطراز العدني، وتجمع زوار المؤتمر داخل الركن لالتقاط صور تذكارية. وفي إحدى الفقرات الفاصلة بين خطابات المتحدثين في المؤتمر أقيمت رقصة شعبية على طريقة الشرح العدني في الحديقة حظيت بإعجاب الحضور، وانتهت الرقصة بأغنية "على امحنا" أداها عناصر الفرقة الشعبية على طريقة الزفات في الأعراس. وكانت التحضيرات للمؤتمر قد انطلقت بداية العام عقب الحصول على ترخيص لتنظيم الحدث الذي يعني بالخبرات والأفكار والرؤى التي تستحق الانتشار وفقاً لشعار المنظمة "تيد" الأم "أفكار تستحق الانتشار" حيث يؤمن صانعو "تيد" بقدرة الأفكار على إحداث تغيير في التصرفات ثم قدرتها في النهاية على إحداث تغيير في هذا العالم. وخاض الفريق المنظم وهم من ذوي اهتمامات متنوعة مراحل متتابعة أو متداخلة لإنجاز مهام فاصلة ومرهقة على طريق إقامة الحدث. وقال منظم الحدث، المخرج الشاب "عمرو جمال" أن "إقامة هذا المؤتمر يعد تحدياً جديداً يثبت من خلاله شباب مدينة عدن أنهم قادرون على إنجاز مؤتمر دولي بقدرات محلية بعد سنوات طويلة من التغريب"، مضيفاً "نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تأكيد أن عدن قادرة على أن تسمو من جديد كما هو شعار المؤتمر "نسمو مجدداً". وتتيح لوائح "تيد" الأم إعداد مؤتمرات محلية تحت اسم "تيدكس" وفق معايير "تيد"، ويمثل مؤتمر "تيد" مكاناً لتبادل الأفكار ومشاركة المعرفة, وترعى سلسلة المؤتمرات هذه مؤسسة "سابلنج" الأميركية وهي مؤسسة غير ربحية, لكن مؤتمرات الطبعات المحلية والتي تحمل اسماً تتم برعاية أطراف تنافسية أخرى تخضع لمعايير "تيد" الصارمة. وأنجز فريق "تيدكس" عدن خلال الشهرين الماضيين مرحلتين رئيسيتين هما "الأنشطة التعريفية بالحدث"، و«اختيار المتحدثين»، وأجريت للمتقدمين اختبارات لتقييم الأداء ثم أجريت مفاضلة بينهم. وكانت تشكيلة الفريق قد اكتملت في الربع الأول وخلال الربع الثالث التحق بالفريق الرئيسي فريق أصغر هو فريق "المتطوعين" وهو فريق مواز يعمل إلى جوار الفريق الرئيسي وفق لوائح "تيد" و«تيدكس». وتم تدشين "تيدكس عدن" في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي عبر مؤتمر صحفي أقيم في صهاريج وادي الطويلة وهي منطقة أثرية في مدينة عدن، واجتذب المؤتمر صحفيين ونشطاء مهتمين.